في مثل هذا اليوم من عام 1982 ألقى الرئيس الأمريكي رونالد ريجان خطابا أمام جلسة مشتركة لمجلسي العموم واللوردات اللذين يشكلان البرلمان البريطاني. وكانت هذه الكلمة إيذانا ببدء فترة من التقارب الزائد بين واشنطن ولندن في ظل وجود حكومتين يمينيتين في البلدين، ففي الوقت الذي كان ريجان يدير الولاياتالمتحدة من البيت الأبيض كانت السيدة مارجريت تاتشر زعيمة حزب المحافظين ترأس حكومة البلاد من المنزل رقم عشرة في شارع دواننج ستريت حيث مقر رئيس الوزراء البريطاني. ويعتبر الكثير من المحللين أن سنوات حكم ريجان وتاتشر كانت واحدة من أزهى فترات العلاقة بين البلدين. وكان ريجان قد أصبح رونالد ريجان الرئيس الأربعين للولايات المتحدةالأمريكية بعد تغلبه على الرئيس الأمريكي الديموقراطي جيمي كارتر في انتخابات عام 1980 بينما كان في التاسعة والستين من عمره، أي أنه كان أكبر رئيس عمرا ينتخب للبيت الأبيض. وقد شكل ريجان تحالفات سياسية قوية، وكان أشهرها تحالفه مع رئيسة وزراء بريطانيا مارجريت تاتشر، التي انحاز لها في صراع جزر الفوكلاند مع الأرجنتين.. في المقابل انحازت تاتشر إلى جانب ريجان في أغلب القضايا الخارجية بما في ذلك برنامج حرب النجوم الذي كان يهدف إلى إعادة تسليح القوات الأمريكية بأحدث الأسلحة من البحر إلى النجوم، ووصلت زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 13% سنويا لمجابهة التهديد الذي كان يخشى منه في ذلك الوقت، تشكيك في السياسة الخارجي. كما أيدت تاتشر ريجان في سياسته المتشددة ضد الاتحاد السوفيتي رغم معارضة العديد من حلفاء واشنطن في أوروبا الذين كانوا يرون أن هذا التشدد يضعف موقف الرئيس السوفيتي الإصلاحي ميخايئل جورباتشوف في ذلك الوقت.