في يوم الأحد 14-4-1426ه نشر الشاعر غازي القصيبي في هذه الصحيفة قصيدة بعنوان (حديقة الغروب) جعل مطلعها: (خمس وستون.. في أجفان إعصار أما سئمت ارتحالاً أيها الساري؟) كانت مؤثرة إلى درجة دفعتني للاتصال بأبي يارا للاطمئنان على صحته ثم دفعتني أكثر لأن أجعل (تسعاً وسبعيني) تحاور (خمساً وستينه) في هذا الحوار العمري المبارك لي وله بإذن الله. تسع وسبعون.. يا شمعات مسياري أمضيتها بين إعسار وإيسارِ تسع وسبعون.. يا لذَّات أحرفها أمضيتها بين إقبال وإدبارِ أمضيتها بين أشجان مؤرقةٍ وبين عزم شديد البأس موَّارِ تسع وسبعون ما أحفى ركائبها طولُ السرى.. أو تدانت دون أوطارِي أمضيتها بين تبريح ومغتَربٍ من دون رفد، ولا جارٍ لتجارِ حتى قضيت لبانات سعيتُ لها أستشرفُ النور في آفاق أدهارِي أستشرفُ الفجر ما ذرَّت نسائمه مستمطراً نفحات الأكرم البارِي تسع وسبعون.. يا غازي مزمجرة ضد الخنوع.. وضد الذل والعارِ وما سمحتُ لها يوماً تساءلني (أما سئمتَ ارتحالاً أيها السارِي)؟ كلا وربك ما أصْغَتْ بهمستها بمسمعي.. أو تهاوت دون إصرارِي وما شَنأْتُ لها عُسراً وعجرفةً ولا رقصتُ لها يوماً بمزمارِي وما اغتررتُ بها خضراء مزهرة فكل أيامها.. أيام تسيارِ سموت بالنفس أن تُمنى بعزتها لمطمع.. يرتضي إعنات جبارِ ولا العداوات صدتني حقارتها عما أروم.. ولا أطوي على ثارِ وما مللتُ حياة طبعها غِيَرٌ بلى.. نسجت لها نثري وأشعارِي *** يا شاعراً برهيف الحس أمتعنا أطِلْ مكوثك.. لا ترحل عن الدارِ إني أعزك.. لا دنيا معطرة لكن تقارب أطباع وأفكارِ يا عازف اللحن كم أوسعتنا حزناً لما تقول: (بأني حان إبحارِي) فهل مللتَ؟ هَنَاك اليوم تصغرني (بربع) عمرك.. يا للبائع الشارِي؟! مرحى (الثمانين) هل في العمر من سعةٍ تحلو الحياة بها في ختم تسيارِي؟ *** إني تطاولتُ للأسمى وكنت له أسعى.. وما ضرني ما شاب مشوارِي وأي فضل سوى ما صرت أملكهُ محبة الناس.. من قومي وأخيارِي *** يا غافر الذنب يا رفَّاءَ زلتنا ويا رحيماً.. دواماً فضله جارِي اختم بفضلك فضلا أنت مانحهُ واجعل رضاك سنا عمري وأقدارِي