أعلنت مصادر عراقية أن 71 شخصاً على الأقل قُتلوا، وجُرح 120 آخرون، في خمس عمليات تفجير أمس الأربعاء في ثلاث مدن عراقية. ففي تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أعلن مصدر في الشرطة العراقية أن 33 شخصاً قُتلوا، وجرح 66 آخرون، في اعتداء بالسيارة المفخخة في مرآب للسيارات وسط المدينة. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته: إن (الانفجار وقع في موقف مزدحم في وسط المدينة لسيارات نقل السكان إلى المناطق والمدن والقرى القريبة من تكريت) التي أُعلن منع التجوُّل فيها. وفي الحويجة (200 كلم شمال بغداد) قُتل ثلاثون شخصاً على الأقل، وجرح 31 آخرون، عندما فجَّر انتحاري نفسه وسط حشد من المتطوعين للجيش العراقي الجديد في المنطقة. وقال اللواء تورهان يوسف قائد شرطة كركوك (255 كلم شمال شرق بغداد) لوكالة فرانس برس: إن منفِّذ العملية كان يرتدي حزاماً ناسفاً. وقال الطبيب عبد الله يوسف من مستشفى الحويجة العام: إن (ثلاثين متطوعاً للجيش العراقي قُتلوا، وجُرح 31 آخرون) في الاعتداء، موضحاً أنه لم يتم التعرف على (14 جثة؛ لأن العديد من المتطوعين توافدوا على المدينة من عدة مناطق مجاورة). وأوضح عبد الله أن (المستشفى مليئة بالجثث الممزَّقة نتيجة قوة الانفجار). وأوضح شهود عيان كانوا في مكان الانفجار أن (سيارة من طراز أوبل وصلت مسرعة إلى المكان، وترجَّل منها شخص نزل وجرى باتجاه حشد المتطوعين الذين كانوا يصطفُّون في طابور وفجَّر نفسه). وأضاف شهود العيان أن (شدة الانفجار أدَّت إلى إلقاء العديد من الشبان في الهواء). من جهته، أكد العقيد خليل الزوبعي الناطق الإعلامي باسم الجيش العراقي في الحويجة أنه (تم طلب تعزيزات من سيارات الإسعاف من المدن القريبة المجاورة لسدِّ النقص في المدينة). وأضاف أن (خمس سيارات إسعاف قامت بنقل عدد من الجرحى إلى مستشفى كركوك العام).وقد حمَّل العديد من العراقيين القوات الأمريكية مسؤولية أعمال العنف والتفجيرات في العراق بسبب عملياتها العسكرية، وعمليات الدهم والتفتيش شبه اليومية التي تقوم بها، ووجود قواتها غير المبرَّر في العديد من المناطق والدوائر؛ مما يعطي حُججاً وذرائع للانتحاريين للقيام بعملياتهم في هذه الأماكن. وقال حسن خلف العبيدي (60 عاماً)، وهو مزارع كان جالساً أمام باب المستشفى: (إنهم -الأمريكيين- السبب في كل ما يحصل لنا، وما يقومون به كل يوم من عمليات يزيد الكره لهم، ويزيد من العمليات التي يُقتل فيها أبناؤنا دون وجه حق). من جانبه، قال زيدان محمود الجبوري (35 عاماً) الذي يعمل مدرساً: إن (العراق بأكمله أصبح ضحية للإرهاب الذي جاء عن طريق العناصر التكفيرية التي جاءت من خارج العراق)، معتبراً أن (القوات الأمريكية فشلت في ضبط الأمن، وأثارت كُره وسخط الناس). وأضاف الجبوري: إن (منطقتنا متهمة بدعم الإرهاب ومساندته، لكنها في الحقيقة اليوم أصبحت ضحية للإرهاب؛ حيث قُتل وأُصيب العشرات من أبنائها). وقد قامت القوات الأمريكية بإغلاق مداخل المدينة بالدبابات، بينما حلَّقت مروحيتان في السماء. كما قامت قوات الشرطة العراقية بمنع التجول في المدينة حتى إشعار آخر. وفي بغداد، أعلن مصدر في الشرطة العراقية أن ثلاثة أشخاص قُتلوا، وجرح 19 آخرون، في ثلاثة اعتداءات بسيارات مفخخة صباح اليوم الأربعاء. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته: إن (ثلاثة أشخاص قُتلوا، وأُصيب ثمانية آخرون، في انفجار سيارة مفخخة عند مركز شرطة الدورة جنوببغداد). بينما وقع الانفجار الثاني في منطقة بغداد الجديدة جنوب شرق بغداد؛ حيث جُرح ثلاثة أشخاص. وتابع المصدر: إن (سيارة مفخخة ثالثة كان يقودها انتحاري انفجرت عند مرور دورية للشرطة العراقية في تقاطع الأردن في حي المنصور الراقي) غرب بغداد. وأوضح أن هذا الانفجار الأخير أدَّى إلى جرح تسعة من المدنيين ورجال الشرطة. وأخيراً، أعلن مصدر في الشرطة العراقية أن ضابطاً برتبة نقيب في الشرطة المحلية العراقية في بعقوبة (55 كلم شمال شرق بغداد) قُتل برصاص أطلقه مسلحون ملثَّمون على سيارته في منطقة خرنابات شمال بعقوبة.