شهد العراق يوماً دامياً آخر، تصاعدت خلاله عمليات العنف من بغداد الى تكريت والحويجة حاصدة أكثر من 75 قتيلاً وضعفهم من الجرحى في خمس عمليات تفجير، في اطار تصعيد في هذه العمليات أدت الى سقوط أكثر من 400 قتيل منذ تشكيل حكومة جديدة قبل اسبوعين. وأسفر انفجار عبوة ناسفة في شركة لصناعة الاسمدة الكيماوية في البصرة عن 45 جريحاً. ودانت الحكومة البريطانية في بيان هذه"الهجمات الدموية". أعلنت مصادر في الشرطة العراقية ومصادر طبية في تكريت 180 كلم شمال بغدادمسقط رأس الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، مقتل 38 عراقياً وجرح 84 في هجوم بسيارة مفخخة أمس. وأوضح مقدم في شرطة صلاح الدين ابراهيم عبدالله ان"بين القتلى ثلاثة ضباط شرطة وان بين الجرحى شرطيين احدهما برتبة ضابط". وأكد الطبيب عمر التكريتي من مستشفى تكريت الحصيلة نفسها. وأكد قائد شرطة محافظة صلاح الدين اللواء مزهر طه الغنام ان"ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى عائد الى العثور على مجموعة من العمال تحت انقاض مبنى قريب من الانفجار". وكانت حصيلة سابقة من مصدر في الشرطة أشارت الى مقتل 31 شخصاً وجرح 66. ووقع الانفجار في وسط المدينة في موقف مزدحم للسيارات التي تنقل السكان الى المناطق والمدن والقرى القريبة من تكريت التي أعلن منع التجول فيها. من جهة ثانية، أعلن اللواء مزهر طه في بيان تلي عبر محطة محلية، انه"يمنع منعاً باتاً في تكريت تجول السيارات بسائقها فقط"بهدف منع العمليات الانتحارية. وبدأت في المدينة حملة للتبرع بالدم للمستشفيات نودي بها عبر مآذن المساجد. وذكر رجل شرطة في موقع الحادث أن الانفجار وقع قرب مركز للشرطة، لكن الهدف كان حشداً من العمال الشيعة القادمين من جنوبالعراق سعياً للحصول على فرص عمل في مواقع البناء. وقال ابراهيم محمد، وهو عامل جاء من الكوت وشهد الانفجار:"ما رأيته كان مأساة. البعض قطعت رؤوسهم بسبب الانفجار، واحترق البعض وتمزقت أجساد آخرين". وفي الحويجة 200 كلم شمال بغداد قتل 32 شخصاً على الاقل وجرح 34 عندما فجر انتحاري نفسه وسط حشد من المتطوعين للجيش العراقي. وقال قائد شرطة كركوك 255 كلم شمال شرقي بغداد اللواء تورهان يوسف ان منفذ العملية كان يرتدي حزاماً ناسفاً. وقال الطبيب في مستشفى الحويجة عبدالله يوسف ان"ثلاثين متطوعاً للجيش العراقي قتلوا وجرح 31 آخرون"في الاعتداء، موضحاً انه لم يتم التعرف على"14 جثة لان العديد من المتطوعين توافدوا الى المدينة من مناطق مجاورة". وأوضح ان"المستشفى يغص بالجثث الممزقة". وأوضح شاهد كان في مكان الانفجار ان"سيارة وصلت مسرعة الى المكان وترجل منها شخص وجرى باتجاه حشد المتطوعين الذين كانوا يصطفون في طابور وفجر نفسه". وأضاف ان"شدة الانفجار أدت الى تطاير العديد من الشبان في الهواء". وذكر الناطق الاعلامي باسم الجيش العراقي في الحويجة العقيد خليل الزوبعي انه"طلب تعزيزات من سيارات الاسعاف من المدن القريبة لسد النقص في المدينة". وأضاف ان"خمس سيارات اسعاف نقلت عدداً من الجرحى الى مستشفى كركوك". وحملت عشرات الاسر، التي كانت تبحث في أروقة المستشفى عن ذويها، القوات الاميركية مسؤولية أعمال العنف والتفجيرات في العراق بسبب عملياتها العسكرية وعمليات الدهم والتفتيش شبه اليومية التي تقوم بها، ووجود قواتها غير المبرر في العديد من المناطق والدوائر ما يعطي حججاً وذرائع للانتحاريين للقيام بعملياتهم في هذه الاماكن. وقال حسن خلف العبيدي وهو مزارع كان جالساً امام باب المستشفى"انهم السبب في كل ما يحصل لنا. وما يقومون به كل يوم من عمليات يزيد الكره لهم ويزيد من العمليات التي يقتل فيها ابناؤنا من دون وجه حق". وقال المدرس زيدان محمود الجبوري 35 عاماً ان"العراق بأكمله اصبح ضحية للارهاب عن طريق العناصر التكفيرية التي جاءت من خارج العراق"، معتبراً ان"القوات الاميركية فشلت في ضبط الامن وأثارت كره الناس وسخطهم". وأضاف ان"منطقتنا متهمة بدعم الارهاب ومساندته لكنها أصبحت اليوم ضحية للارهاب حيث قتل واصيب العشرات من ابنائها". وأغلقت القوات الاميركية مداخل المدينة بالدبابات، فيما منعت الشرطة العراقية التجول في المدينة حتى اشعار آخر. وفي بغداد، أعلن مصدر في الشرطة العراقية طلب عدم كشف هويته ان 6 أشخاص قتلوا وجرح 19 آخرون في ثلاثة اعتداءات بسيارات مفخخة أمس. وأوضح ان"ثلاثة اشخاص قتلوا واصيب ثمانية بانفجار سيارة مفخخة عند مركز شرطة الدورة جنوببغداد"، بينما وقع الانفجار الثاني في منطقة بغداد الجديدة جنوب شرقي بغداد حيث جرح ثلاثة اشخاص. وتابع المصدر ان"سيارة مفخخة ثالثة كان يقودها انتحاري انفجرت عند مرور دورية للشرطة العراقية في تقاطع الاردن في حي المنصور"غرب بغداد، ما أدى الى مقتل اثنين من الشرطة ومدني. وهز انفجار وسط العاصمة العراقية، تصاعدت اثره سحابة دخان اسود من المكان، تبين انه ناتج عم انفجار قذيفة هاون قرب مجمع يضم وزارتي النفط والداخلية وقال مصدر في وزارة الداخلية ان"الانفجار نجم عن سقوط قذيفة هاون في أرض خالية قرب وزارة النفط لكنها لم تتسبب بأذى او أضرار". ولكن الناطق الاعلامي باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد أكد ان"الانفجار ناجم عن تفجير القوات الاميركية عبوة ناسفة عثر عليها قرب مبنى أكاديمية الشرطة". وأوضح ان"الانفجار لم يؤد الى وقوع اية اضرار في الوزارة". الى ذلك، أعلن المقدم قاسم محمد من شرطة محافظة ديالى شمال شرقي بغداد ان"اربعة مسلحين ملثمين يستقلون سيارة اطلقوا النار على النقيب احمد شهاب في منطقة خرنابات شمال بعقوبة ما أدى الى مقتله". وفي كركوك 255 كلم شمال شرقي بغداد أعلن المقدم سعد محمود في قوة حماية المنشآت النفطية في شركة نفط الشمال مقتل عراقي كان يحاول زرع عبوة ناسفة تحت خط لأنابيب النفط قرب منطقة كيوان ومجمعاتها النفطية على بعد 15 كلم شمال غربي كركوك. من جهة اخرى، أصيب 45 عراقياً بانفجار عبوة ناسفة في شركة لصناعة الاسمدة الكيماوية في منطقة خور الزبير 600 كلم جنوببغداد. وأفاد رئيس المهندسين، فضل عدم كشف اسمه، ان الانفجار وقع داخل الشركة العامة لصناعة الاسمدة الكيماوية وهي شركة حكومية بالقرب من انابيب الغاز ما أدى الى حصول حريق هائل. وأضاف انه"يستحيل وقوع انفجار في داخل الشركة من دون مسبب لان الانفجار حدث في خط الغاز وهناك غرف سيطرة يمكن من خلالها معالجة اي تسرب في الغاز". وأعلن ناطق باسم مستشفى البصرة اسماعيل لفتة ان المستشفى"استقبل 20 مصاباً بحروق بليغة"، فيما أعلن مصدر في مستشفى خور الزبير ان المستشفى استقبل 25 جريحاً مصابين بحروق بليغة.