تمكنت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس من التغلب على التحدي الذي شكلته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات المحلية الفلسطينية ولكن حماس أظهرت من خلال الانتخابات أنها قوة سياسية آخذة في التعاظم. وأظهرت نتائج غير رسمية للانتخابات البلدية الفلسطينية أعلنت يوم الجمعة ان حماس تحرز مكاسب قوية في مراكز الحضر الرئيسية في الضفة الغربية وقطاع غزة في مؤشر على امكانية ان تؤدي أداء طيباً في الانتخابات البرلمانية القادمة في الصيف.وأعلنت لجنة الانتخابات الفلسطينية ان فتح سيطرت على 52 من بين 84 مجلساً بلدياً جرى التنافس عليها في الضفة الغربية وقطاع غزة مقابل 24 لحماس. وسيطرت جماعات أصغر على أربعة مجالس في حين لم تحسم نتائج أربعة مجالس. وشككت حماس في هذه الارقام وقالت انها فازت بمجالس 34 من البلدات والقرى في الوقت الذي طالب فيه انصار فتح بإعادة فرز الأصوات في مخيم للاجئين حققت فيه حماس الفوز. وأظهرت حماس قوتها في الانتخابات التي جرت الخميس بسيطرتها على مجالس بلدية في عدد من مناطق الحضر الرئيسية منها رفح وبيت لاهيا والبريج في غزة وقلقيلية في الضفة. وقال فريق من المراقبين الأوروبيين إنه باستثناء عدد قليل من المشكلات الهامشية فإن الانتخابات كانت نزيهة وديمقراطية بما يفي بشرط وضعه مانحو مساعدات دوليون. وقام أكثر من عشرة آلاف شخص من أنصار فتح بمسيرة في مخيم رفح للاجئين للاحتجاج على فوز حماس في المنطقة ودعوا الى إعادة فرز الأصوات.وفي أول علامة على العنف منذ إعلان النتائج قال مسعفون ان ستة من ناشطي فتح جرحوا في التجمع الحاشد من جراء الحجارة التي قالوا ان اعضاء حماس ألقوها.وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس انه لا يعرف شيئاً عن هذه الاشتباكات وهاجم فتح لترديدها ما وصفه بشعارات تشويه وتحريض ضد حماس. وقالت مصادر فلسطينية إنه طلب من عباس التدخل بشأن هذا الحادث.ولم يصدر تعليق فوري من مكتبه.وقال خالد القواسمة وزير الحكم المحلي إن فتح فازت بنسبة تتراوح بين 55 في المئة و60 في المئة من أصوات الناخبين مقارنة مع ما يتراوح بين 30 في المئة و35 في المئة لحماس.وجرت الانتخابات وسط وقف هش لاطلاق النار اتفق عليه عباس قبل ثلاثة أشهر مع إسرائيل وآثار الآمال في إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط بعد أربعة أعوام ونصف عام من الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال.وتراجعت شعبية فتح وسط مزاعم فساد وسوء ادارة في الوقت الذي زاد فيه التأييد لحماس. وتأسست فتح بقيادة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وهيمنت طوال عقود على صنع القرار.ومثلت حماس التي قاطعت انتخابات سابقة تهديداً انتخابياً لفتح نظراً لما تتمتع به من مصداقية استناداً الى قتالها اسرائيل وطابعها الديني اضافة الى الخدمات الخيرية التي تقدمها. وقال عبد الله الإفرنجي المسؤول بحركة فتح وأحد المساعدين المقربين لعباس إن الحركة ماضية في سياستها الرامية إلى إعادة تنظيم كل مؤسسات السلطة الفلسطينية مؤكدا أن نتائج الانتخابات تشير إلى قبول الشعب الفلسطيني بجهود الإصلاح. وعلى الرغم من النتائج أعرب بعض مسؤولي فتح عن مخاوفهم من أن تتمكن حماس من إلحاق هزيمة ثقيلة بحركة فتح في الانتخابات البرلمانية المقررة في يوليو تموز وقال الإفرنجي إن هناك مناقشات تدور حالياً حول إمكانية تأجيل الانتخابات. وقال إن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة المقرر ان يبدأ في 20 يوليو المقبل سيكون العنصر الحاسم في اتخاذ قرار بشأن مسألة تأجيل الانتخابات. وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا إن الانسحاب ربما يتأجل إلى منتصف أغسطس آب لتفادي التداخل مع مناسبة دينية يهودية.وقال مسؤولون ان أكثر من 2500 مرشح تنافسوا على شغل المقاعد في 84 مجلساً بلدياً وأن نسبة الاقبال على التصويت كانت مرتفعة اذ بلغت 80 في المئة في قطاع غزة و70 في المئة في الضفة الغربية. ويتمتع حوالي 400 ألف فلسطيني بحق الانتخاب.