الأمانة جاء منطلقاً فوق راحلته يبحث عن مكان يأويه من البرودة ليمضي ليلته ثم يواصل طريقه إلى وجهته من بعيد شاهد أحد بيوت الشعر في الصحراء فحل ضيفاً على أهل البيت فأكرموه وفي الصباح نهض مبكراً ونسي في مكانه مبلغاً من المال وعندما جاءت زوجة صاحب البيت لترتب الفراش الذي كان يرقد عليه الضيف وجدت المبلغ واحتفظت به ثم اشترت به رأساً من الغنم وقبل أن تشتري سألت زوجها هل تعرف ضيفنا قال نعم إنه فلان الفلاني من العرب الفلانيين واحتفظت الزوجة بالاسم وبعد مضى عدة سنوات بارك الله في الشاة التي اشترتها وأصبحت غنماً كثيراً وقالت لزوجها إن هذه الغنم هي لضيفنا فلان ففرح الزوج، وقال لقد سمعت عنه أنه الآن لا يملك شيئاً فالواجب أن نبعث بها لكي يأخذ ماله منها وفعلاً تم ذلك وأخذ صاحب الحلال النصف وترك النصف الآخر لصاحب البيت للزوجة الأمينة، وعندما غادر من عندهم ردد قول الشاعر: البدو خلاق البرايا عطاهم العرف والحكمة وطرق النصاحة مقلطة للضيف غالي قراهم وجيه قوم ما تعرف الشفاحه ما أقدر على توصيفهم من وفاهم والهرج يظهر خايبه من صلاحه الصورة الأولى الرعد يجلجل والسحب تهطل هكذا تجلت قدرة الله - سبحانه وتعالى - في إنزال الغيث فمع لمع البرق وطشات المطر رددت هذه الأبيات: كريم يا برق نظرت التعاجة يحركه رباً بخلقه رحومي رب العباد اللي كثيرة افراجه سبحان رفاع السماء والنجوم تبدلت حال الضيق بانفراجه والله رحمنا بالمطر والغيومي يا محلا بيت الشعر مع سراجه تلقا الرفاف مشورعات وتومي هذاك شف البال وأيضاً مزاجه يا الربع شوف البر يجلا الهمومي الناس كل ساعيا في خرابه والطير لولا عيشته ما يحومي افراج تأتي بعد حال انحراجه وغير الولي ما فيه حي يدومي والجو نوب غيم نوب عجاجه ونوب براد ونوب يفلح سمومي وما أكثر الصدقان بدون حاجة لكنهم قليل وقت اللزومي وما أكثر الشجعان عند اللجاجة لكنهم عند الملاقا رخومي وليا حصلك موقف بانحراجه ما ينصي يا غير ربع قرومي الأجودي تلقاه طلق حجاجة ما يفعل الا طيبات العلومي الصورة الثانية صورة ومثل: (الأولين ما خلوا للتالين شيء) هذا المثل يردده أبناء البادية ومعناه أن الأجداد بتجاربهم الكثيرة قد بينوا ما يصعب فهمه على أحفادهم وذلك بضربهم كثير من الأمثال للاسترشاد بها. وكقولهم: الرجال مخابر ما هم مناظر. قال الشاعر: لا يعجبك الفرخ في صفة الريش طير الحباري يا اريش العين قرناس الصورة الثالثة قال الشاعر العربي: قرابة الآداب تقصر دونها عند الأديب قرابة الأرحام الصورة الرابعة من الشعر القديم هذه الأبيات التي لم يسبق أن نشرت وقد حصلت عليها من أحد الرواة الكبار السن وهي للفارس الشيخ مشعان بن هذال عندما قال: مسعود بدوا بالغبوق الكحيلة بدر لها بالبر قبل العيالي احلب لها الشقحا الشناح الطويلة وان فوتت حدا البكار المتالي ابي ليا ناكر عميل عميلة وغدا لهن عند الطريح اجتوالي تدلي كما يدلي عقاب الخميلة يبي العشا من نايفات الجبالي بالمعركة تضفي عليه شليلة أردها وأثنى خلاف التوالي * المصدر: مقتطفات من الأشعار الشعبية والروايات للكاتب