لابد أن الكثير منا لاحظ أنهم في مصر وكذا عندنا في المنطقة الغربية من بلادنا يستعملون مفردة "العم" كثيراً. وهو نداء ودود ومُحبب ويُظهر الود والألفة. وبلغوا بذلك شأواً بعيداً حيث عمموا الكلمة على الفرّاش والبواب والطباخ. ويوجد هذا التوجه في بلاد الشام، حيث جاءت مطاعم مشهورة ومحلات مُقبّلات طيبة باسم (عمو فلان) - ولا أدري لماذا يقولون (عمو) ولا يقولون (العم). وأحد رجال هذه البلد الكرام كان فاتحاً منزله في المنطقة الشرقية للضيوف زمان مجيء الناس للبحث عن عمل. ولا يعرفه الخدم وحتى الضيوف إلا باسم (العم) - وهو لقب يستحقه. من بين أولئك طباخ من السودان، عمل في منزله، لكنه لا يعرف رب عمله إلا باسم العم. وذات يوم حضر أحد معارف صاحب المنزل وفتح له السوداني الباب وسأل الأول: فلان الفلاني موجود؟ قال السوداني: لا أعرف أحداً بهذا بهذا الاسم. فكرر القادم - بعد أن تذكر ما يجب قوله - قصدي العم فلان. فرد السوداني. دي الوكت فهمنا! "ياعمنا"!. لي رأي حول مناداة والدة الزوجة عندنا في المملكة.. فالبعض يسمّي والد زوجته الخال، ويقول: يا خال.. وآخرون يصرون على كلمة عم، ويقولون يا عم، أو قال عمي كذا وكذا.. ولابد أن الكثير لاحظ أن المفردة الإنجليزية غير موجودة وإن وُجدت فتسمى FATHER - IN - LAW أي والد.. ولكن حسب العرف أو القانون (ليس للقوانين دخل). والخال والعم لغة هما إخوان الأم أو إخوان الأب.. ولهما اسم واحد بالإنجليزية هو (أنكل) UNCLE. ويجيز الغربيون لصغارهم، أو هم يشجعونهم على مناداة كبيري العائلة أو الأصدقاء.. ب (أنكل).. وهذا أيضاً عندنا موجود من باب التكريم.. وأحفظ بيتاً من الشعر النبطي.. ويبدو أن قائله متذمر من الطرفين العم والخال.. يقول البيت: الخال خلّ الله وريده بشوكه والعم عمت عينه اللي تقديه ونلاحظ أن قسوته على العم أشد.. لأن خل الوريد بشوكة أسهل من العمى..