تنفيذاً لقرار اصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب بالاهتمام بمشكلة المرور في الوطن العربي انطلاقا من ادراكهم للمأساة الناجمة عن الضحايا التي تسفر عنها والتي تفوق في حجمها احيانا ضحايا الحوادث والكوارث الاخرى من الوفيات والاصابات والاعاقات البشرية. تحتفل الدول العربية اليوم الخميس 29 محرم 1421ه 4 مايو/ ايار 2000م باقامة اول اسبوع مروري عربي موحد تحت شعار (لا تسرع وعد لاسرتك سالما). بهذه المناسبة تحدث معالي الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور احمد بن محمد السالم عن هذا الاسبوع وعن جهود الامانة العامة في حماية المجتمع العربي من مشاكل حوادث المرور وقال تحتفل دولنا العربية خلال الفترة (4 10) مايو/ ايار ولاول مرة، باسبوع هام وحيوي بالنسبة لكل مواطن عربي هو اسبوع المرور العربي وهذا الاسبوع الذي تقرر ان يتم الاحتفال به كل عام يشكل احد منجزات مجلس وزراء الداخلية العرب، الذي يستهدف اساسا حماية ابنائنا ومجتمعاتنا من كل المصائب والويلات، وتوفير كل سبل السلامة والاستقرار لبلادنا واكد ان البعض قد يستهين بمشكلة المرور، ولكن الموضوع لابد وان يختلف جذريا عندما نعلم ان الحوادث المرورية تؤدي سنويا بحياة عشرات الالوف كما تتسب بجرح او اعاقة اعداد اكبر من ذلك بكثير هذا ناهيك عن الخسائر المادية الجسيمة التي تلحق بالممتلكات والتي تعتبر في حد ذاتها خسائر لثروات المجتمع ومقدراته وهذا الامر لا يخص دولة بذاتها او منطقة محددة، بل انه يهم العالم كله، ومن ضمنه عالمنا العربي بالطبع الذي تزداد فيه مع الاسف الحوادث المرورية المؤلمة التي يذهب ضحيتها ما لا يقل عن (30) الف شخص سنويا. واوضح د, السالم ان عالم السرعة الذي يأتي في مقدمة اخطاء العنصر البشري هو الاساس في حدوث الكوارث المرورية حيث ان كافة الاحصاءات في مختلف دول العالم تشير الى ان معظم الحوادث التي تقع انما يعود السبب الرئيسي فيها الى السرعة حيث ان السائق في هذه الحالة يفقد قدرته في السيطرة على السيارة ويصبح اسيرا لها بدل ان تكون وسيلة في يده لتسيير اموره وقضاء حاجاته. ومنذ البداية فقد اهتم مجلس وزراء الداخلية العرب بمشكلة المرور انطلاقا من ادراكه للمأساة الناجمة عن الضحايا التي تسفر عنها والتي تفوق في حجمها احيانا ضحايا اي نوع اخر من الحوادث او المشاكل واوضح الامين العام ان الخطط الامنية المتعاقبة التي اعتمدها المجلس الموقر نصت على عقد مؤتمر دوري يعقد في نطاق الامانة العامة، لرؤساء اجهزة المرور في الدول العربية وقد عقدت حتى الآن ثمانية مؤتمرات كان آخرها المؤتمر الذي انعقد في اواسط شهر ابريل/ نيسان الماضي وقد صدرت عن المؤتمرات السبعة السابقة جملة من التوصيات اقرها المجلس الموقر وهي تستهدف تأمين الحد الاقصى من السلامة المرورية. وفي سؤال ل الجزيرة للامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب عن المشكلة المرورية وما ينتج عنها من وقوع حوادث تهدر الطاقات البشرية وتدمر الممتلكات حيث اصبحت قضية عالمية وكيف تنظرون الى هذه المشكلة، وكيف يمكن الحد منها،و الى اي حد وصل التعاون العربي في هذا المجال,, قال د, السالم : الواقع ان مشكلة المرور هي من اهم المشاكل التي تواجه بلدان العالم قاطبة في الوقت الحاضر، حيث انها تؤدي سنويا بحياة اعداد كبيرة من البشر وتؤدي الى وقوع خسائر جسيمة في الممتلكات، واذا نظرنا الى هذه المشكلة نجد ان لها جوانب اربعة، جانب السائقين، جانب الطرقات، جانب المركبات وجانب قوانين المرور، فالسائق هو الاساس في مشكلة المرور وهو الذي يتحمل بالطبع المسؤولية الرئيسية في وقوع حوادث السير، إما لرعونته وقلة احترامه لقواعد وآداب وقوانين المرور، واما لجهل منه في اصول السياقة ومتطلباتها وأكد ان الطرقات لها ايضا جانبها الاساسي في وقوع حوادث حيث ان الطرقات الجيدة تخفف من تلك الحوادث الى حد بعيد، في حين ان الطرقات السيئة تتسبب بوقوع الكثير منها وبالتالي سقوط العديد من الابرياء، وتبقى قوانين المرور التي تساهم بدورها في زيادة المشكلة المرورية او التخفيف منها، ذلك انه بقدر ما تكون العقوبات التي تفرضها تلك القوانين، قاسية وشديدة، بحق من يخالف احكامها، بقدر ما يلتزم السائقون آداب المرور وتخف بذلك الحوادث، وبالعكس فإن عدم صرامة القوانين المرورية، يشجع على الاهمال والتهاون، ويساهم بشكل فعال ومباشر في وقوع حوادث المرور، واوضح ان التعاون العربي في هذا الشأن يسير بخطى حثيثة، وذلك على غرار التعاون الذي يتم على صعيد القطاعات الامنية الاخرى، وكان من ثمرة هذا التعاون وضع المعجم العربي الموحد للمرور الذي اعتمده المجلس في عام 1997م، والذي يرمي الى توحيد المصطلحات العربية في مجال المرور وكذلك فقد اعتمد المجلس ايضا القانون النموذجي العربي الموحد للمرور الذي يستهدف الوصول قدر الامكان الى توحيد قوانين تنظيم المرور على الطرقات العامة في الدول العربية، وكذلك توحيد قواعد منح رخص سيروسوق المحركات الآلية، وايضا لوائح تراخيص المركبات غير الآلية وآداب المرور واخلاقياته،و يصدر عن المكتب العربي لمكافحة الجريمة التابع للأمانة العامة نشرة احصائية سنوية لحوادث المرور في الدول العربية وتتضمن النشرة الكثير من البيانات التفصيلية عن زمان ومكان ووقوع الحادث المروري والمشتركين فيه، والمتضررين به،و حجم الاضرار، واسباب الحادث، وحالة السائق,,, الخ,, وقد بلغ عدد حوادث المرور المسجلة في الدول العربية خلال عام 1998م، اكثر من (428142) حادثا مروريا، كان عدد الوفيات بسبب هذه الحوادث (25728) شخصيا وعدد الجرحي (252367) شخصا. العقيد البشر ومن جانب آخر أكد مدير الإدارة العامة للمرور العقيد فهد بن سعود البشر على اهمية الاحتفال باسبوع المرور العربي وقال لالجزيرة ان مجلس وزراء الداخلية العرب حريصون كل الحرص على ايجاد السبل الكفيلة بالحد من مشكلة المرور وذلك من خلال التنسيق والتشاور بين اجهزة المرور بالوطن العربي في ايجاد السبل الكفيلة للحد من خطورة حوادث المرور على حياة الانسان وسلامته الشخصية والعمل على توعية المواطن العربي بالواجبات الملقاة عليه للمساهمة في تأمين سلامة المرور وانتظامه والاحتياطات الواجب اتخاذها حتى لا يكون هو او غيره ضحية الحوادث المرورية. وقال العقيد البشر ان اتباع قواعد وآداب المرور هو احترام للنفس وللغير وللوطن لأن القيادة فن وذوق واخلاق اضافة الى اتباع ارشادات وتعليمات المرور من اجل السلامة واحترام اشارات المرور الضوئية. واشار مدير الادارة العامة للمرور ان اهمية وسائل الإعلام في توعية المواطنين والمقيمين بالآثار الاجتماعية للحوادث المرورية والتعرف على اسبابها ومسبباتها وزيادة الوعي المروري والذي يجب ان تبرزه وسائل الاعلام المختلفة. واكد ان الحوادث المرورية اصبحت هاجسا وامرا بالغ الازعاج في كل بلاد العالم على السواء,حيث تعمل اللجنة الاعلامية المركزية المسؤولة عن الامن المروري والسلامة لمستخدمي الطريق على نشر الوعي المروري بنشر الوسائل والقنوات الاعلامية واساليب الدعوة التي تدعو الى السلامة العامة وترسيخ مفاهيم السلامة.