أكد سمو الامير خالد الفيصل امير منطقة عسير ان السياحة الخارجية (السلبية) لا تزال متطورة,,, اذ يبلغ معدل عدد السياح السعوديين للخارج ثلاثة ملايين سائح سنويا,, انفقوا في عام 1997م وحده 31 مليارا أي ما يعادل 17% من الايرادات النفطية لعام 1998م. كما اضاف سموه ان عدد السياح الى المملكة في العام نفسه هو 3,6 ملايين سائح قد انفقوا 5,3 مليارات ريال، وبذلك يصبح العجز في ميزان المدفوعات السياحية عندنا اكثر من 25 مليار ريال يتكبدها الاقتصاد السعودي,!! جاء ذلك خلال افتتاح سموه لأولى فعليات ندوة السياحة الواقع الراهن والامكانات المستقبلية التي تنظمها جامعة الملك عبدالعزيز ممثلة في كلية الآداب والعلوم الانسانية. وقد بدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم ثم كلمة لسعادة عميد الآداب ورئيس اللجنة المنظمة أ,د, إسماعيل بن خليل كتبخانة رحب في بدايتها بحضور رجل السياحة الاول سمو الامير خالد الفيصل امير منطقة عسير. وأضاف أ,د, كتبخانة ان هناك العديد من المقومات الناجحة التي تتمتع بها السياحة في بلادنا الحبيبة، التي تعمل في مجملها على إبراز اهمية النشاط السياحي في الاقتصاد المحلي، التي من اهمها توافر المنهج الديني المتميز الذي تنفرد به البلاد ولا سيما ان الله سبحانه وتعالى قد اختارها لأن تكون مهبط الوحي والرسالة المحمدية وخصها وشرفها بأن تكون مكانا لأطهر بقعتين على سطح الارض، هما الحرمان الشريفان المكي والمدني، كما جعل الله سبحانه وتعالى هذه البلاد وجهة لجميع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها، ويعتبر التنظيم الجديد للعمرة والمزمع تطبيقه قريبا، وكذلك اصدار تأشيرات زيارة للمملكة بغرض السياحة، خطوة إضافية جديدة فيما تقدمه المملكة من خدمات وتسهيلات للزوار والمعتمرين، ويحمل التنظيم الكثير من الايجابيات، ومنها اتاحة الفرصة للزوار والمعتمرين للتنقل والاطلاع على نهضة المملكة وحضارتها وثقافتها ومقدساتها الدينية ، كذلك ليشاهدوا الانجازات العديدة التي تحققت في ربوع المملكة وليلمسوا مدى الرقي وحسن الخلق اللذين يتمتع بها الشعب السعودي، ويشعرون بمدى الامن والاستقرار اللذين يسودان البلاد، ويدرك السائح قواعد النظام الاجتماعي الراسخ المستمد من الشريعة الإسلامية السمحة التي أقيمت على اساسها حضارتنا العريقة، وفي الوقت نفسه يخلق فرص عمل إضافية جديدة امام الشباب السعودي للعمل على مدار العام في الخدمات المقدمة للمعتمرين والزوار، ولذلك فإن الفرصة أصبحت الآن مواتية امام القطاع الخاص ليتنافس من أجل تقديم افضل الخدمات لزوار بيت الله الحرام ونيل ثقة المسؤولين,. واشار سعادته الى ان قرار مجلس الوزراء الموقر بإنشاء هيئة عليا للسياحة في المملكة برئاسة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام يعتبر نقطة تحول ليس فقط على طريق المجال الاقتصادي بل والاجتماعي ايضا. وان قرار تشكيل الهيئة العليا للسياحة سيعطي بعدا مهما ألا وهو تحويله الى نظام مؤسس تحكمه قوانين ونظم وخطط وبرامج تنموية هادفة يستفيد منها المستثمر في هذا المجال والمواطن على وجه الخصوص. وأكد سعادته ان المملكة تتمتع بمزايا عديدة تتيح لها الجو الملائم للسياحة ، وأهم هذه المزايا: أنها اكثر الدول استقرارا في الشرق الأوسط، وبالذات من الناحيتين الاقتصادية والامنية،و تقل فيها معدلات الجريمة بصورة ملحوظة، كذلك اعتدال العلاقات السياسية والدبلوماسية السعودية مع كافة دول العالم، واعتدال المناخ وتنوعه في مناطق السعودية المختلفة، صيفا وشتاء فضلا عن انشاء شبكة طرق ضخمة تمتد في كافة انحاء البلاد من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب، على اعلى مستويات التخطيط العالمي. ثم القى معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز أ,د, غازي بن عبيد مدني كلمة عبر فيها عن عظيم سعادته بتشريف صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وقبوله المشاركة في فعاليات ندوة السياحة التي تنظمها كلية الآداب كما قال معاليه: خالد الفيصل: علم، فهو على شاعريته راسخ القدم في الادارة والسياسة، وقد ارتقى سموه ببلاد عسير سياحيا حتى غدت من أجمل وأبهى المناطق. بعد ذلك القيت قصيدة بهذه المناسبة ثم كانت الكلمة للأمير خالد الفيصل التي تحدث فيها عن السياحة، بدأها بالشكر والاعجاب بالتنظيم لجامعة الملك عبدالعزيز، وأهمية هذه الندوات في خدمة السياحة بالمملكة وقال: ان العقود الثلاثة الاخيرة قد شهدت اهتماما عالميا غير معهود بالسياحة,, وانها لم تعد ترفا مقصورا على فئة محدودة من القادرين على نفقتها,, بل سلعة مطلوبة لعامة الناس وخاصتهم,, مع تفاوت في درجاتها لتوائم القوى الشرائية المتباينة لطلابها,, وتوسع في مقاصدها لتلبية حاجات أربابها المختلفة,, وابعد من ذلك ان عالم اليوم بات يفكر جديا في سياحة الفضاء,, وكأن الارض بكل ما فيها لم تعد كافية لطموحات المشروع السياحي العالمي. وكما تعلمهون فإن هذه (الطفرة) السياحية لم تكن وليدة الصدفة بل نتيجة لعدة مستجدات على الساحات العلمية تأتي في مقدمتها (الثورة) التقنية,, وتكثيف الانتاج,, وظهور موارد طبيعية استراتيجية كالبترول في مواطن جديدة من العالم,, وما رتبه ذلك من زيادة الدخل القومي ودخل الفرد في كثير من البلدان,, كما ان التقدم التقني الهائل في مجال المواصلات والاتصالات جعل من العالم كما يقال قرية كونية,, واغرى الكثيرين بالوقوف في طوابير طويلة امام منافذ الرحلة السياحية بأنواعها,, ولما تقدم ,, ولمواجهة الزيادة السكانية,, وارتفاع مستوى المعيشة, والتحسب لنضوب الموارد محدودة الأجل اقتضى الامر أن تبحث الدول عن موارد إضافية للموارد الثابتة وعن بدائل لتلك الموقوتة,, وبذلك تحولت انظار العالم في الآونة الأخيرة الى صناعة السياحة لتكون واحدة من أهم موارد الدخل القومي,, واستطاعت دول كثيرة ان تعيد اكتشاف مواردها الطبيعية والبشرية والتاريخية,, وان تهيئها لاسوق المنافسة العالمية حتى اصبح الدخل السياحي يضاهي نحو ثلثي موارد الخزانة لبعض الدول التي نشطت في ترقية صناعتها,. ومن الاحصائيات الصادرة عن منظمة السياحة العالمية اسمحوا لي ان أقرأ لكم: في العام 1950 اصبح عدد السياح في العالم 25 مليونا والدخل بالمليار 2 مليار دولار. وفي العام 1991م اصبح عدد السياح في العالم 466 مليونا والدخل 263 مليار دولار. وفي العام 1998م أصبح عدد السياح في العالم 636 مليونا والدخل 450 مليار دولار. * هذا وتجدر الاشارة الى انه في عام 1996م على سبيل المثال بلغ الدخل العالمي من السياحة 430 مليار دولار متفوقا بمائة مليار دولار عن دخل البترول كما انه في عام 1998م وفرت السياحة العالمية 230 مليون فرصة عمل من المتوقع ان ترتفع الى 348 مليون وظيفة بحلول العام 2005م. * وتتوقع المنظمة ان يصل عدد سياح العالم في عامنا الحالي الى 700 مليون سائح يقدر إنفاقهم بنحو 661 مليار دولار,, اما بحلول العام 2020م فمن المتوقع ان يصل العدد الى مليار ونصف المليار سائح تقدر نفقاتهم بنحو 2 ترليون دولار. واذا انتقلنا من القراءات الاجمالية لأرقام السياحة العالمية الى بعض التفصيلات في مناطق العالم نجد: * في اوروبا بلغ عدد السياح في العام المنصرم 381 مليون سائح وهي تخطط كي يصل العدد الى 717 مليون سائح بحلول العام 2020م. * في الشرق الاوسط بلغ عدد السياح في العام نفسه 18 مليون سائح,, ومن المتوقع ان يصل العدد في عام 2020 الى 38 مليون سائح,, هذا وقد بلغ معدل النمو السياحي في المنطقة 7% (عام 1998م) وهي أعلى نسبة في العالم مما يدل على ان الشرق الاوسط من اسرع مناطق العالم نموا في السياحة,, وتأتي الاردن ولبنان تونس على رأس قائمة الجذب السياحي في المنطقة ومما يؤكد الدور الهام للسياحة في دعم الدخل القومي وفي القضاء على البطالة مما ظهر في المؤتمر الدولي لمنظمة السياحة العالمية المنعقد عام 1999م وغيره من حقائق: ** ففي فرنسا أكثر بلدان العالم حظا بعدد السياح يمثل المردود السياحي 7,3 من ناتجها المحلي كما توفر السياحة 600,000 فرصة عمل. * وفي كندا,, غطت السياحة 4,1 من الناتج المحلي لعام 1998م ووفرت 518000 وظيفة. * وفي اسبانيا ,, ذكر نائب رئيس الوزراء ان السياحة من احد الانشطة الاقتصادية التي لها تأثير كبير على الاقتصاد,, وفي اوروبا ستؤدي الى احداث 3 ملايين وظيفة جديدة. * اما في امريكا فتعتبر السياحة على رأس قائمة الصادرات وتنمو بمعدل 250% سنويا!! وقد بلغ عدد السياح في امريكا 47 مليون سائح عام 1998م انفقوا 73 مليار دولار وبذلك يبلغ معدل انفاق زائر الولاياتالمتحدةالامريكية 1500 دولار تقريبا موزعة بالنسبة الآتية: 28% للسكن، 18% للإعاشة، 10% للتسلية، 30% لمحلات التجزئة، و14% للمواصلات. * تشير التقديرات الى ان معدل ما ينفق على السياحة الداخلية في بعض بلدان العالم يقدر بنحو 70 الى 80% من إجمالي الإنفاق السنوي على السياحة,,, بل ان هذه النسبة في الولاياتالمتحدةالامريكية ترتفع الى 94% ,, بينما تتدرج في بلدان اخرى مثل: سويسرا وايطاليا وبريطانيا الى 44، 46، 70% على التوالي ** وإذا كان من الملاحظ ان الانفاق العالمي على السياحة ينمو بمعدلات تفوق النمو المعتاد التي تنمو بها مناشط الاقتصاد العالمي الاخرى. وهكذا أيها الاخوة اصبحت السياحة صناعة مهمة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية لمعظم دول العالم,, وبندا حاضرا أصيلا في كل الخطط التنموية. فماذا عنا في المملكة العربية السعودية؟! قبل الانتقال الى مناقشة حتمية المشروع السياحي في عموم المملكة الذي اصبح الآن خيارا مطروحا وبإلحاح على الساحة السعودية بكافة مستوياتها,, اجد من المناسب ان اتوجه للجميع سواء من شارك أو رأى أو سمع عن تجربة السياحة في عسير,, او اولئك الذين حالت ظروفهم دون ذلك,, مؤكدا ان اختبار التحدي من اجل تأسيس صناعة السياحة في منطقة عسير,, قد اجتازته الأمة قيادة وحكومة وشعبا بنجاح باهر ولله الحمد والمنة,. وهذا بلا شك مؤشر طيب على ان النجاح سيكون بإذن الله حليفا لشقيقاتها من مناطق المملكة الأخرى التي تسعى لتنمية قدراتها السياحية كل حسبما هو ميسر له من مقومات. وقال سموه لعل الكثير منكم قد تابع ما جرى في عسير من مشروعات وبرامج,, لقيام المشروع السياحي على أسس صحيحة,, بدءا باستكمال البنية الأساسية,,, وانتهاء بتأسيس الكيان السياحي ذاته,, على اكتاف الشركات والمؤسسات المتخصصة التي انتشرت في المنطقة وفي مقدمتها الشركة الوطنية للسياحة وشركة أبها نماء ,, وقد تضافرت الجهود الحكومية مع خطى القطاع الخاص في دعم المشروع السياحي حتى اصبح صناعة حقيقية اعترف بها الجميع,, ولمس نفعها المواطن حين بدأ يجني ثمارها دخلا سنويا بلغ في العام الفائت 2000 مليون ريال, وابعد من ذلك ان السياحة في عسير اصبحت علما يدرس في كلية الامير سلطان بن عبدالعزيز لعلوم السياحة والفندقة بأبها,, وهي الكلية الأولى من نوعها في التخصص بالمملكة,, كذلك يستعد الآن المئات من شباب المدارس والجامعات للانخراط مع طلاب هذه الكلية في العمل السياحي اثناء اجازة الصيف. وبعد أن ثبِّتت أقدامها في سرواتها,, ها هي قافلة عسير السياحية تنتقل الى تهاماتها,, الى شاطئ البحر الاحمر لتدق أوتادها على مدى 140 كم هي طول ساحل البحر الاحمر في عسير,, وذلك لتدعيم السياحة الشتوية. وتقوم الآن مجموعة من الشركات الوطنية في المملكة بدراسة اوضاع هذه المنطقة الساحلية,, والبدء في خطة شاملة لتنميتها عمرانيا واقتصاديا وسياحيا. ومن المتوقع في غضون الاعوام القليلة القادمة ان يكون بمقدور عسير ,, تحقيق ميزة سياحية فريدة حيث تقدم ثلاثة ايام سياحية متباينة المذاق,, وان اتفقت جميعها روعة وجمالا. يوما على جبال عسير حيث الغابات الكثيفة,, والمزارع الممتدة,, يقف الانسان على ذلك البساط الاخضر,, معانقا السحاب المتماوج الألوان,, يطالع لوحة الطبيعة الاخاذة بكل ألوان الزهور,, وزخات المطر,, وهفهفة نسمات الصيف الحانية,, ويستطيع هواة تسلق الجبال ممارسة هواياتهم بكل راحة وأمان. ويوما على الساحل (البكر) يقف الانسان مشدوها امام رمال الشاطىء بيضاء من غير سوء,, وزرقة ماء البحر الصافية دونما كدر,, وشعبه المرجانية لم تمتد إليها بعد يد البشر,, هناك يقضي الانسان يوم شتاء دافىء لا ينسى,. ويوما ثالثا في بيداء عسير مع بيت الشعر,, والخيل,, وحليب الإبل,, وشبة الضو في ليل تزينه صفحة السماء الصافية بالنجوم وبالقمر,, يستنشق السائح هناك عبير الحرية في ذاك الافق الممتد على مرمى البصر. وتجدر الاشارة هنا الى اهم الدراسات والفعاليات التي اتخذت ونفذت للمشروع السياحي: * 1396ه طرح فكرة تأسيس متنزه وطني على اللجنة السعودية الامريكية للتعاون الاقتصادي في زيارتها للمنطقة. * 1400ه تأسيس إدارة للتطوير السياحي بإمارة منطقة عسير ضمن القرار رقم 92 الصادر عن اللجنة العليا للاصلاح الاداري التي يرأسها صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز. * 1401ه افتتاح متنزه عسير الوطني. * 1407ه المؤتمر الثالث لرجال الاعمال السعوديين بأبها تحت عنوان (فرص وامكانيات الاستثمار السياحي بالتطبيق على منطقة عسير). * 1407ه دراسة (التنمية السياحية لأبها الحضرية). * 1407ه تأسيس لجنة للتنشيط السياحي تضم الجهات المعنية بالقطاعين الحكومي والخاص. * 1408ه المؤتمر الثالث لرؤساء بلديات المملكة تحت عنوان (دور البلديات في التنمية السياحية بمنطقة عسير). * 1410ه تاسيس الشركة الوطنية للسياحة ودعمها بقرض من الدولة قدره مائة مليون ريال,, شركة مساهمة سعودية تعنى في المقام الاول بالمشروع السياحي. * 1417ه صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز يفتتح مشروعات الشركة الوطنية للسياحة في عسير، التي قدرت أصولها الثابتة وقتها بمبلغ 1280 مليون ريال. * 1417ه السياحة الداخلية,, آفاق ومستقبل,, تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. * 1418ه المؤتمر السابع للوكلاء العامين للخطوط السعودية والذي خص المشروع السياحي بأربع من توصياته. * 1419ه ندوة عسير,, السياحة الى أين؟,, برعاية صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز . وانتقل سموه بالحضور الى الشأن السياحي على مستوى المملكة فقال: يجب ان ننظر بجدية الى ان السياحة الخارجية (السلبية) لا تزال متطورة,, اذ يبلغ معدل عدد السياح السعوديين للخارج ثلاثة ملايين سائح سنويا, انفقوا في عام 1997م وحده 31 مليار ريال,, أي ما يعادل 17% من الايرادات النفطية لعام 1998م,. وبالاستناد الى احصاءات المنظمة العالمية للسياحة نجد ان عدد السياح الى المملكة في العام نفسه هو 3,6 مليون سائح مع المرجح ان جميعهم من الحجاج والمعتمرين وقد انفقوا حوالي 5,3 مليار ريال,, وبذلك يصبح العجز في ميزان المدفوعات السياحية عندنا اكثر من 25 مليار ريال يتكبدها الاقتصاد السعودي. وقد اشارت دراسة لمجلس الغرف التجارية الصناعية الى ان 24% من الاسر السعودية تتجه نحو السياحة الداخلية,, بينما 47% تتجه الى السياحة في دول غير عربية و29% للسياحة في الدول العربية. ولاحظوا أننا الآن امام خسارتين: الأولى هي الخسارة المادية الباهظة,, اما الخسارة الاشد فهي الخسارة السلوكية الناجمة عن تأثر مواطنينا نتيجة معايشتهم لمجتمعات تختلف قناعاتها كثيرا عن مقتضيات عقيدتنا وعاداتنا وتقاليدنا. وفي ظل التحولات والسياسات الاصلاحية الاقتصادية التي تشهدها المملكة لمواجهة المتغيرات العالمية ومن أهمها هبوط اسعار النفط (المصدر الرئيسي للدخل السعودي),, لا بد ان يقودنا التفكير جديا - الى أن يحتل قطاع السياحة موقعه اللائق على خارطة اقتصاد السعودية للأسباب الآتية: 1 باعتبارها دولة نفطية تسعى لتنويع مصادر الدخل البديلة ولا سيما وهي مؤهلة للسياحة بواقعها الديني والتراثي,, ويحكم التكامل البيئي فيها جبلا وصحراء,, وبحرا وسهلا ولأن جدوى السياحة لم تعد محل شك. 2 الحفاظ على قيم المجتمع واقتصاده وذلك بتوفير خدمة سياحية داخلية راقية,, وبذلك تتقلص اعداد طيورنا المهاجرة للسياحة,, والعائدة لنا بما ينكر مجتمعنا. وعلاوة على ان أبناء الوطن يفتقدون الامان خارجة,, فإنهم كذلك يسربون من اقتصاده جُعلا هائلا يضاف الى ارصدة سعداء الحظ في الدول السياحية. 3 تنشيط دور القطاع الخاص الذي سيتولى تمويل استثمارات السياحة اذ ينحصر دور الدولة في التنسيق والاشراف وتسهيل وتشجيع مهمة القطاع الخاص في الجذب السياحي. 4 الإسهام بقوة في حل مشكلة البطالة بزيادة فرص العمل فهناك ارتباط طردي ملحوظ بين التنمية السياحية وبين رفع نسب تشغيل العمالة اليدوية التي تعتمد عليها السياحة, 5 يقتضي نمو قطاع السياحة تنمية المهارات الادارية نتيجة الحاجة الى طبقة ادارية متخصصة ومهارات من طبيعة خاصة مما يعني الاتجاه الى انشاء كليات ومعاهد علمية وتدريبية ومراكز ابحاث بهدف توفير احتياجات القطاع السياحي من الموارد البشرية,, وهو الامر الذي بدأ فعلا بافتتاح كلية الامير سلطان لعلوم السياحة والفندقة في أبها . وبذلك يستقيم الميزان المختل بين حصة العمالة السعودية الحالية في المرفق السياحي والتي لا تمثل شيئا يذكر الآن وبين حصتهم المرتقبة بعد فرص الدراسة والتأهيل في تلك الكليات والمعاهد. 6 من المعروف ان كل إنفاق يولد دخلا يؤثر على دورات الانفاق الاخرى في الاقتصاد الوطني,, وتترابط قطاعات هذا الاقتصاد في تأثيرها بدورات الدخل,, ولذلك فإن الدخل الناتج من الانفاق السياحي لا تستفيد به المنشآت السياحية فحسب بل وايضا القطاعات الاقتصادية المتعددة,, ويسرع كذلك من دورة رأس المال. 7 تحويل المقومات الطبيعية والتاريخية التي لا تباع ولا تدر عائدا الى مزارات سياحية تعرف بالوطن وترفد خزانته,. 8 تقوية مركز العملة المحلية في مجابهة النظام المالي والنقدي العالمي ومفاجآته التي تعتمد فيها مقاومة الدول على قوة اقتصادها. 9 في السعودية يبلغ النمو السكاني أعلى معدلاته في العالم (4%) وكما جاء في دراسة صادرة عن الاممالمتحدة والبنك الدولي فإن التعداد السكاني في السعودية سوف يصل الى 30 مليون بحلول عام 2010م ثم الى اكثر من 47 مليون في عام 2020م واذا اضفنا الى ذلك الارتفاع الملحوظ في مستوى المعيشة فسوف تتأكد لنا الحاجة الملحة الى تشجيع السياحة الداخلية. 10 بعد السماح لرأس المال الاجنبي بالاستثمار في المملكة يزداد الطلب على السياحة,, وهذا يرتب نهضة عامة بانتقال الخبرات العالمية واحدث الآليات التصنيعية والتقنية في مجال السياحية الاساسية وفي مجال الخدمات المعاونة والتي تشمل تقريبا كل فعاليات السوق السعودي. هكذا تتبلور اهمية المشروع السياحي في خدمة الوطن والمواطن,, ويصبح الحصول على حصة عادلة من السوق السياحي العالمية مطلبا وطنيا عاجلا,, يتطلب تبني سياسات تسويقية جديدة,, وفي الوقت نفسه يتطلب اعادة تنظيم القوانين لتواكب التطورت العالمية الحادثة على ضوء عقيدتنا وقيمنا وهو ما تعكف عليه الدولة الآن. ان تقدم الامم رهن باستشعار كل جيل مسؤوليته عن توفير فرص الحياة الكريمة لا للجيل الحالي فحسب وإنما للأجيال القادمة أيضا,, لقد اخذ جيلنا ثمرة كفاح الأجيال السابقة,, والآن جاء دورنا لنسهم في صناعة المستقبل للأجيال القادمة بنظرة مستنيرة اساسها استثمار الإمكانات في حدود عقيدة المجتمع وقيمه,, دونما اهدار لأي من هذه الامكانات,, ولا استهانة بأي من تلك القيم,, على أن تشجيع السياحة في البلاد على عكس ما يظن المتخوفون سوف يحمى ابناءنا من مجتمعات السياحة الغريبة علينا,, وبالنسبة للقادمين إلينا فلن يسمح بدخول البلاد إلا لمن يلتزم مسبقا بالضوابط التي اشار اليها قرار مجلس الوزراء الموقر. إننا بعقيدتنا وثقتنا بالله نملك القدرة على ان نؤثر لا ان نتأثر,, وكما أن السائح السعودي لا يمكن ان يؤثر في مجتمع يذهب إليه سائحا لفترة ما,, فماذا يمكن ان يفعله السائح الأجنبي في اسبوع أو عدة اسابيع يقضيها في البلاد بشروطنا المسبقة؟! ولماذا نذهب بعيدا وامامنا تجربة حية قريبة العهد,, فقد استقبلت المملكة إبان حرب تحرير الكويت أكثر من نصف المليون فرد من أديان مختلفة ومجتمعات لها عادات اخرى فماذا كانت النتيجة؟! لقد دخل كثير من افراد تلك القوات في الإسلام,, وبقينا نحن على ديننا والحمد لله لم يؤثر فينا أحد,. وعلى كل حال فالعالم الآن مفتوح,, وسواء وصل السائح إلينا أو لم يصل فإن ثقافته وعاداته وسلوكياته التي نخشاها مطروحة لمن شاء عبر وسائل الإعلام والاتصالات,, ومن هنا فإن تأثرنا بوجود السائح بيننا لا يضاهي شيئا أمام التأثر بوسائط النقل المفتوحة على العالم بلا حدود ولا سياج إلا ضمير المجتمع والفرد المسلم الذي ينتقي ويختار ما يناسبه ويضرب صفحا عما دونه,, وذلك ما يجعلنا نعتمد على ثبات عقيدتنا ومتانة اصولنا وعراقة اخلاقنا,, من خلال الرقابة الذاتية التي يقوم عليها ديننا الحنيف الحامي لحمى البلاد والعباد مهما توافد إليها السائحون من كل صوب وحدب,,كما رفع سموه تحية الشكر والتقدير للعاهل المفدى خادم الحرمين الشريفين,,, ولسمو ولي عهده الامين ولسمو النائب الثاني,, على اهتمامهم البالغ بالمشروع السياحي في البلاد, وهو ما يؤكد مصداقية القيادة وعزمها الأكيد على تحقيق كل نفع (مشروع) للوطن والمواطن. وبعد نهاية الحفل الخطابي قام سموه بالتجول في المعرض المقام والمصاحب لهذه المناسبة، والذي يشارك فيه عدة قطاعات حكومية وأهلية يحكي عن السياحة وآخر ما توصلت اليه صناعة السياحة في بلادنا الحبيبة.