فجع كل من يعرف يوسف سلطان العبيد برحيله المبكر والمفاجئ والمؤلم .. حيث اختطفت يد المنون شاباً حسن الطلعة.. جميل الخصال، خلوقاً، حسن المعشر، تجسدت فيه المثالية في زمن طغت فيه الماديات وأحكمت الأنانية قبضتها على قلوب الكثيرين. نعم انتقل الشاب الوضيء الوجه المحبوب لدى أهله وأصدقائه وجيرانه وزملائه إثر حادث سير مؤلم لم يمهله كثيراً. فلله ما أعطى وله ما أخذ.. لكن الموت دهمه وهو ما زال في ريعان الشباب.. بل في العتبات الأولى لسلم الحياة.. وخلال عمره الصغير، وتجربته البسيطة في الحياة استطاع أن يأسر قلوب الناس، وينتزع الإعجاب والاحترام وذلك لما خصه الله من حسن الخلق، وسعة الصدر وحسن المعاملة مع الصغير والكبير، لقد كان فقده عظيماً مثلما كان شأنه كبيراً لكل من يعرفه، لم تكن المرة الأولى التي يفارقنا فيها ونشتاق للقائه، لكنها المرة الأولى التي ذهب فيها دون أن يودع أحداً أو يشاور كبيراً، بل المرة الأولى التي ذهب فيها دون أن ننتظر عودته على أحر الشوق مثلما كنا نفعل في كل مرة. يوسف لم يكن مجرد صديق بل إنه كما يسميه أخي سعود (إنه الأخ الذي لم تلده أمك)، بالفعل ف (يوسف) كان صديقي الذي أشتاق إليه كلما بعدت، قبل وفاته بساعات قابلته واحتضنني كالعادة وحينما سألني عن سر غيابي واختفائي قلت له: (يا يوسف أنت أقرب أصدقائي وتعرف كثرة أعمالي.. حينها قال لي: العمر ينتهي والعمل لا ينتهي)، لم أنتبه لهذه الجملة الصغيرة في حجمها، الكبيرة في معناها إلا بعد أن علمت بوفاته. يوسف، لقد تركت في قلبي جرحاً برحيلك، كنت أنظر إليك الشاب المثالي صاحب الضحكة الدائمة، كنت أتساءل حينما أراك ترى هل من الممكن أن تجد شاباً بمثل هذه الصفات، شباب أغرتهم الحياة وأخذت بهم بعيداً عن الطريق الصحيح، (يوسف) هل تعلم أنك الوحيد الذي أعرفه، لا يوجد لك أعداء أو حتى كارهون، نعم لقد أجبرت الناس على احترامك وحبك وتقديرك، كنت تتواصل مع أصدقائك حتى لو بعدوا. (يوسف) ما أكتبه ليس كلمات ستذهب مع الأيام، إنه (نزف) من قلبي الذي أشفقت عليه بعد رحيلك، أعتقد أنني سأنسى معنى (الصداقة الحقيقية).. فنم قرير العين يا يوسف، فالكل يدعو لك بالجنة والثبات عند السؤال.