في أيام ثلاثة عاشت فيها محافظة الرس أوقاتاً عصيبة وأياماً عجيبة تجلى ذلك في وجود وكر من أوكار الإرهابيين أصحاب الفكر المنحرف الضال الذين وجدوا في محافظة الرس تلك المحافظة الوادعة الهادئة الآمنة التي لا صخب فيها ولا ازدحام مكانا آمناً لهم كما كانت تصوره لهم عقولهم المريضة المهووسة بالفساد والانحراف والتطرف لكن فضل الله كبير ومنته مشهودة بتوفيق الجهاز الأمني في هذا الوطن الغالي للوصول إلى مأواهم عبر ترقبهم وملاحقتهم ورصدهم ثم بالتالي تطويقهم ومحاصرتهم في مخبئهم ورسم خطة أمنية محكمة، دقيقة في تنفيذها تعتمد على عنصري السرعة والمباغتة لهم دون ان يكون هناك أي إحساس منهم بوجود تواجد أمني لهذه المهمة وقد تم بتوفيق الله سبحانه ثم بفضل توجيهات القيادة وحرصها على تحقيق الأمن والمحافظة عليه ثم مباشرة الجهاز الأمني لوزارة الداخلية ونجاحه في إنهائها وتسجيله إنجازا مشرفا لهذا القطاع يضاف إلى الإنجازات الأخرى المسجلة بإعجاب وإكبار في لوحة الشرف لهذا الوطن الذي ينشد من افراده أن يكونوا أعضاء فاعلين نافعين ومؤثرين في بناء مجتمعهم والمحافظة على أمن وطنهم وتحقيق فهم المواطنة الصالحة وتأكيد عمق الانتماء والإحساس بأهمية الأمن وكونه عنصراً مهما لا تتحقق حياة الإنسان الكريمة إلا به لا سيما أن الوطن بقيادته الحكيمة يعطي بلا حدود ويمنح بلا توقف فكان والحالة هذه تستلزم منا أن نكون مخلصين في حبه جادين في المحافظة على مكتسباته ومنجزاته ومعالمه الحضارية لقد عاشت الرس موقفا لم يكن يخطر على بال أي من سكانها وقد أفاقت يوم الأحد الرابع والعشرين من شهر صفر على حدث تذكرت به حال الأحداث التي وقعت في مواقع أخرى والتي تم التصدي لها والقضاء على أصحاب الفتنة فيها لقد بكت الرس على أن الإرهاب وصل إليها وهو إرهاب موجه للوطن بأسره ولم يكن للرس فقط لكن الفئة الضالة اختارت الرس لبعدها عن الأنظار والازدحام وجاءت لترسم معالم تدميرها واحداث الفساد في ربوع الوطن ولم تكن تعلم أن وجودها في هذه المحافظة هو نهايتها والقضاء عليها لقد كان تخطيطها وتدبيرها تدميرا لها وشاء الله أن يشهد العالم بأسره عبر الإعلام المرئي الذي كان متفاعلاً مع الحدث نهاية معركة الحسم وانتصار الخير على الشر والحق على الباطل وتوجيه الضربة القاضية لهذه الفئة التي بغت وطغت وبالتالي أمكن الله منهم وبقدر ما بكت الرس في أيامها الثلاثة عادت البسمة وفرحت الرس بعد بكائها لتحقيق النصر ودحر المعتدين وحسم الموقف وأعادت الرس التاريخ ليكتب من جديد قصة ملحمة رائعة من ملاحم الإنجاز الأمني المتواصل على أرض الوطن أعادت التاريخ ليكتب قصة فصل جديد من فصول الصراع وانتصار الحق وهو الانتصار الذي تجدد على أرض المحافظة لأن الرس عاشت كبلدة قبل قرنين من الزمان على صمود وصبر وكفاح لأهلها ضد الغزاة المعتدين عندما حاول إبراهيم باشا إسقاط البلدة كغيرها من البلدان التي مر بها لكنه وجد مقاومة عنيفة أضرت بجيشه وأطالت مدة حصاره ونفد معظم ذخيرته فصارح أهلها رغبة في الرحيل عنها . وقد كتب التاريخ ملحمة أهل الرس وصمودهم في ثنايا أحداثه حتى أصبحت قلعة الصمود تسمية لهذه البلدة وعادت الرس تستعيد شموخها وعنفوان بسالتها عندما ناصرت الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحم آل سعود طيب الله ثراه في جهاده لتوحيد البلاد قبل قرن من الزمان لإدراكها . أن هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ الوطن تحتاج إلى وقفة مشهودة ومناصرة محمودة للملك عبدالعزيز للقضاء على كل أساليب الغزو والسلب والنهب وإشاعة الأمن وتحقيقه وتأسيس وطن يستظل الجميع فيه بظلال العقيدة الصافية هكذا كتب التاريخ ملامح الملاحم البطولية لهذه المحافظة التي هب أهلها بصورة ناصعة الاشراق مبدين أروع صور التعاون والتلاحم والتكاتف مع قيادتهم الرشيدة ومتجاوبين مع رجال الأمن البواسل الذين أدركوا منذ الوهلة الأولى حجم التعاطف الكبير الذي أبداه أهل الرس للقضاء على من حاول أن يجعل من محافظتهم مركزا وقاعدة للعمل الإجرامي والإرهابي الذي سيكون أثره كبيرا على الوطن والمواطن فسجل أهل الرس صور مضيئة أشاد بها كل من وقف على أرضها وتوجت تلك الشهادات بشهادة الأمير نايف بن عبدالعزيز رجل الأمن الأول الذي ثمن لأهل الرس وقفتهم بتعاونهم ووقوفهم صفاً واحداً ضد هذه الفئة الضالة الباغية. ولم يكن الأمر يقتصر على أبناء محافظتي بل إن الوطن بأسره تفاعل مع الحدث وأبدى تعاوناً وتعاطفاً ليؤكد الجميع أن هذا الوطن في كل شبر منه عزيز وغال وأن أية محاولة للإخلال بأمنه يجب أن تتصدى لها يد الحزم والردع للقضاء عليها. لقد شهد الزمن على أن أرباب هذا الفكر الضال بدأ مسلسل سقوطهم يوشك على النهاية بفضل الله ثم بفضل التخطيط المحكم للقيادة والتنفيذ الدقيق لرجال الأمن البواسل الذين عاشوا في محافظة الرس أياماً أدركوا أنها حاسمة حتى تحقق الهدف وحصل الحسم وعاشت الرس بعدها في فرح عارم بفضل تحقيق هذا الإنجاز. لقد دخلت محافظتي دائرة الضوء وأكدت للجميع أنها قلعة صمود وأنها معقل ولاء لقيادتها وحصن منيع لوطنها وأنها ترفض كل أشكال العنف والرعب والإجرام وانها ستبقى وفية لرجال الأمن البواسل الذين سطروا على أرضها أجمل صور التضحية والشجاعة وسيظل أهلها مدينين لحكومتهم الرشيدة التي خلصت الوطن من شر الأشرار وكيد الفجار وأعادت الأمن الى ربوع المحافظة. نعم.. اكتب يا تاريخ هذه الفصول المضيئة في سجلات الإنجاز الأمني واشهد يا زمن على هذه الملحمة الأمنية التي أعادت من جديد قدرة الجهاز الأمني على حفظ الأمن والقضاء على المفسدين. أما جوانب الحدث الأخرى فيما يخص شجاعة وتضحية مساعدة ومعلمات المدرسة الخامسة والعشرين فسيكون له جانب آخر في الحديث إن شاء الله لاحقاً. حفظ الله وطني وأعز قيادتي ووفق جهازنا الأمني وقيادته وأدام الله علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار.