سطر أهالي محافظات الحد الجنوبي قصة من الوفاء والصمود، لم تُخفْهم تهورات العدو ولا مقذوفاته الطائشة بين الحين والآخر، عاشوا في قراهم ومدنهم آمنين صامدين بفضل الله، ثم بفضل أبطالنا البواسل من قواتنا المسلحة، هم واجهة مشرفة في حب الوطن والوفاء له والانتماء لترابه، فهذه المحافظات بتاريخها العريق لعبت على مر العصور وخلال العهد السعودي الزاهر دوراً وطنياً مشرفاً في الوقوف والوفاء مع الوطن والقيادة في السلم والحرب. وفي أحداث "عاصفة الحزم" التي انطلقت لمساعدة الشرعية والشعب اليمني لاستعادة دولتهم من الميليشيات الحوثية الإيرانية؛ سطرت محافظات الحد الجنوبي وقبائلها صورة مشرقة تمثلت في الوقوف صفاً واحداً مع قيادتها الرشيدة، وكذلك قيامهم بزيارات في بداية الأحداث لمقر القيادات العسكرية لقواتنا المسلحة؛ للاحتفاء والترحيب بهم وتقديم واجب الضيافة، وعرض خدماتهم ومساعدتهم في إنجاز المهمة الوطنية، في موقف وطني مشرف يسجل لأبناء هذا الحد، الذين بقوا صامدين في منازلهم، وبقيت حياتهم تسير بشكلها الطبيعي والمعتاد، يظلها سماء الأمن والأمان، يرون "عاصفة الحزم" تدك معاقل الانقلابيين المعتدين على الجار اليمني، الذي يكنون له كل الحب والوفاء. صدق ووفاء وعن مواقف محافظات وقبائل الحد الجنوبي قال محافظ المندق بمنطقة الباحة صالح القلطي: "مع بداية أحداث عاصفة الحزم سجل جميع مشايخ وأفراد وأبناء محافظات الحد الجنوبي أجمل معاني الصدق والوفاء والوطنية، وذلك من خلال احتفائهم بالجنود المرابطين في مواقعهم، وتقديم كل أنواع المساعدة لهم، وتكوين جمعيات وفرق رسمية تقوم بكل الأعمال لخدمة جنودنا البواسل، وذلك لا يدعو للغرابة، فالمواطن السعودي بصفة عامة رجل كريم ومعطاء، يقدم الغالي والنفيس لأجل دينه وموطنه منذ القدم، وقد قوبلت تلك المواقف بالشكر والامتنان من قبل كل القادات العسكرية الموجودة في المنطقة، مؤكدين أنّ ذلك يدعو للفخر، ولن يزيد جنودنا البواسل إلا قوة وحزماً. سد حصين فيما قال المستشار بمكتب سمو وزير الداخلية اللواء متقاعد ناصر بن صالح الدويسي: إنّ سكان الحد الجنوبي والمحاذين للحدود اليمنية صامدون في مساكنهم وثابتون ولم يغادروها منذ انطلاقة عاصفة الحزم، مشيراً إلى أنّ أهالي ومحافظات الحد الجنوبي سد حصين للدولة، وليس بمستغرب عليهم فقد عُرف أهلها منذ قيام الدولة المباركة بأنهم أصحاب مواقف مشرفة مع دولتهم ومع قيادتهم منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، مروراً بأبنائه البررة إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، الذي بادل مواطنيه الحب والوفاء لوطن احتضن الجميع لخدمته والدفاع عن مكتسباته وحدوده، التي تعتبر خطاً أحمر لمن تسول له نفسه التعدي أو خلافه، معرباً عن فخر الوطن والشعب الأبي الكريم بما يقدمه رجال القوات العسكرية على الحد الجنوبي، الذي تجسّد في كثير من الفعاليات والمشاركات، بجميع مناطق المملكة، استشعارًا منهم بأن الوطن يستحق الكثير، منوهاً بمواقف أهالي الحد الذين تسابقوا في تقديم الغالي والنفيس في سبيل الوطن والذود عن حياضه متسلحين بالإيمان، صامدين على ثرى الآباء والأجداد والذين سجلوا مواقف مشرّفة في توحيد هذه الوطن الغالي. ملحمة وطنية فيما أشاد د. إبراهيم زعلة بصبر أهالي الحد الجنوبي وثباتهم وصمودهم ووقفتهم الوطنية الرائعة ومساهمتهم ودورهم الرائد والرائع في حماية حدود الوطن من هجمات المعتدين، بالرغم من استهداف قراهم وأماكنهم ومزارعهم بقذائف هذه الميليشيات، ولكنهم لا يتضجرون ولا يترددون في تقديم الغالي والنفيس من أرواحهم وأموالهم وفلذات أكبادهم، ليتقدموا الصفوف الأمامية في منظومة الدفاع، وسطروا ملحمة وطنية في حب الوطن رجالاً ونساءً، شباباً وشيباناً، فالكل في حب الوطن والدفاع عنه والتصدي لمن يعتدي عليه، وهو هدف الجميع. واجب وطني وعبر محمد الحكمي عن فخره واعتزازه بالأدوار الوطنية لأهالي محافظات الحد الجنوبي في هذه الأزمة وتضامنهم مع قواتنا البواسل المرابطين بالحدود الجنوبية، وقيام عدد من شيوخ وأعيان قبائل ومحافظات الحد الجنوبي بزيارات متكررة للمواقع الأمامية لجنودنا الأبطال للرفع من معنوياتهم، مضيفاً: "دورهم هذا هو واجب وطني وتأكيد على تضامنهم صفًّاً واحدًا من أجل حماية دينهم ووطنهم وشعبهم، وأن زيارتهم للجنود البواسل المرابطين هي دعمٌ لهم وتشجيعٌ منهم وحبٌّ وولاءٌ لقائد هذه المسيرة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، نسأل الله أن يحفظ وطننا عالياً شامخًا ويحفظ قيادتنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمين، ويحفظ جنودنا المرابطين في الحد الجنوبي". فيما قال فيصل القيسي: "نحمد الله ونشكره على نعمة الأمن والأمان ونحن في محافظة صامطة نمارس حياتنا بشكل طبيعي فالحدود آمنة -بإذن الله- ثم بوجود رجال أمننا وقواتنا المسلحة في مختلف القطاعات، ونحن معهم وخلفهم وأمامهم وبجانبهم فيما من شأنه الحفاظ على سلامة أراضي مملكتنا الغالية"، مبيناً أن مقذوفات اليأس التي يطلقها الحوثيون لا تخيفنا وليس لها أي تأثير على حياة المواطنين في هذه المحافظات، فالسكان يمارسون حياتهم بشكل طبيعي -ولله الحمد- في ظل يقظة رجال قواتنا المسلحة وحرس الحدود. احتفاء الأهالي بالجنود المرابطين شاهد على الوفاء محافظات الحد الجنوبي سطرت قصة الصمود