في حياة الأمم نجد أن اللغة هي مرآتها ومستودع تراثها وجسرها للعبور الحضاري من الماضي إلى الحاضر ومن الحاضر إلى المستقبل. فاللغة والأمة أمران متلازمان متكاملان، فقلب الشعب ينبض في لغته وروحه تكمن في لغة الآباء والأجداد فلقد أصبحت لغتنا العربية بفضل الله ثم بفضل القرآن الكريم وجهود علماء المسلمين على مر العصور في مقدمة لغات العالم مما لها من حضارة خاصة ساعدت على بقائها وانتقالها من جيلٍ إلى جيلٍ ولكن للأسف أصبحت لغتنا اليوم ممزوجة بكلمات وعبارات غريبة ومصطلحات جديدة فنحن اليوم مسؤولون عن لغتنا لكي نحفظ لأبنائنا لغتهم التي حافظ عليها الآباء والأجداد وهي مسؤولية المجتمع بأسره، فالكاتب عبر مقالته اليومية والخطيب عبر خطبه الأسبوعية والمذيع عبر مقابلاته التلفزيونية وبرامجه الإخبارية وأقف هنا وقفة محب لإذاعاتنا الإعلامية بتساؤل ماذا قدمت تجاه لغتنا العربية؟ فلماذا لا تكون هناك برامج لأطفالنا تساعدهم للرفع من مستواهم اللغوي؟ فالعلم في الصغر كالنقش على الحجر. وأخيراً أقف عند رجال التربية والتعليم فغالبا أننا سنجد تناقضاً عجيباً عند هؤلاء المربين للأجيال، فأقول لهم من قلبٍ صادق تشوبه المحبة والوئام لو أنكم حاولتم خلال دروسكم اليومية تطبيق لغتكم العربية الفصحى وحاولتم أن يطبقها أبناؤكم الطلاب لأنتجتم أقواماً يتكلمون بلغة عربية فصحى لما لكم من مكانة راقية في المجتمع.