انتقد عضو الكونجرس الأمريكي الأسبق بول فيندلي المؤسس والرئيس الفخري لمجلس المصالح القومية الأمريكية بواشنطن، اداء كثير من مؤسسات الفكر السياسي والمؤسسات الإعلامية في الغرب والولاياتالمتحدة ضد الإسلام والمسلمين. مؤكداً أن هذا الأداء الخاطئ يكرس للكراهية والصدام مع الآخر. وعرض فيندلي ضمن مشاركته في كتاب (السعوديون والإرهاب.. رؤى عالمية) يقدمها 27 سياسياً وباحثاً ومفكراً من جميع أنحاء العالم، والذي يدشن السبت القادم بمركز البابطين الخيري للثقافة والتراث بالرياض نماذج من الأداء المرفوض لهذه المؤسسات ضد الإسلام والمسلمين، والذي كثيراً ما يوظف رجال الدين المسيحي لتكريس العداء للإسلام. ومن خلال استعراض لبعض ما قاله الكاهن جيري فالويل من اتهامات لرموز الإسلام بدءاً من الرسول - صلى الله عليه وسلم - ووصفه بأنه رجل عنف وحروب.. وصولاً إلى انتقاد تعاليم الإسلام ومبادئه. يؤكد فيندلي أن الكاهن (فالويل) وأمثاله يسعون إلى ايجاد نوع من التوتر والفرقة بين المسيحيين والعالم الإسلامي، وغرس بذور الكراهية ضد الإسلام والمسلمين لتحقيق أهداف شخصية واختطاف النظام السياسي الأمريكي من أجل تطبيق ما يبشرون به. ويضيف فيندلي أن المسيحية ورسالة المسيح عيسى لا تقبل مثل هذه التصرفات غير المسؤولة لرجال الدين المسيحي والذين يفترض فيهم العمل على نشر السلام في العالم، والدعوة إلى الحوار والتعاون بين أصحاب الأديان السماوية الذين يعملون لسعادة الإنسانية وخيرها.. بعيداً عن الوقوع في دائرة خلط الكراهية والسياسة والدين والتي سقطت فيها كثير من الجماعات والمؤسسات الفكرية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويختتم فيندلي اطروحته بالتأكيد على أن الدين لا يخلق قتلة، وإنما النفس البشرية المنحرفة هي التي تفعل ذلك عندما تنسى أن أساس الشرائع والمعتقدات وهدفها هو الحب والخير. مشيراً إلى أن المجتمع الأمريكي الذي عانى من التشوه الفكري والبلبلة نتيجة لأخطاء مؤسسات الفكر التي تكرس الكراهية والصدام مع الآخر، بدأ يفيق وشكل في الآونة الأخيرة عدداً لا يحصى من المنظمات التي آلت على نفسها اقتلاع العنصرية والكراهية وعدم التسامح، بعد تأكد العقلاء أن الكراهية للآخر وللإسلام قد افسدت سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية مثلما أفسدت مظاهرها الداخلية. وفي نفس السياق أكد الدبلوماسي الأمريكي المتقاعد ريتشارد كورتيس مؤلف كتاب (الصورة المتغيرة: المفاهيم الأمريكية للنزاع العربي الإسرائيلي..) من خلال أطروحته، في كتاب (السعوديون والإرهاب.. رؤى عالمية) أن المملكة العربية السعودية مستهدفة من قبل وسائل الإعلام الأمريكية والتي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني ضد العالم العربي والإسلامي عامة والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص. وأضاف ريتشارد كورتيس أن حملات 11 سبتمبر وتورط بعض الشباب السعودي فيها لم تكن هي السبب في الحملات الإعلامية العدائية ضد المملكة والإسلام، كما يعتقد البعض، فهذه الحملات موجودة قبل أحداث 11 سبتمبر، لأنها تستهدف بالأساس النيل من مكانة المملكة في العالمين العربي والإسلامي والحد من دعمها القوي للقضية الفلسطينية، هذا فضلاً عن ثقلها الاقتصادي وحجم استثماراتها الخارجية بما في ذلك الاستثمارات الموجودة بالولاياتالمتحدةالأمريكية. ويدلل كورتيس على قدم الحملات الإعلامية الأمريكية العدائية للعرب والمسلمين بالصورة المشوهة التي دأبت السينما الأمريكية في هوليوود على ترويجها للعرب والمسلمين والتي تصفهم بأقذع الأوصاف. ومن خلال استعراض لنشاط عدد من المنظمات الصهيونية داخل المجتمع الأمريكي يخلص كورتيس إلى أن اللوبي الصهيوني وإسرائيل ومؤيديها من اليهود والمسيحيين يعملون جاهدين من أجل تحويل المملكة من الصديق القديم والشريك التجاري للولايات المتحدة إلى العدو الأول، والخطر أن هؤلاء المؤيدين لإسرائيل موجودون في الكونجرس ووسائل الإعلام ووسط رجال الدين وكافة دوائر صناعة القرار الأمريكي. ويضيف كورتيس إن المشكلة تكمن في أن أنصار إسرائيل لا ينظرون إلى أنفسهم على أنهم خونة - وهم كذلك - لانهم يسببون للولايات المتحدة أذى كثيراً عن طريق تدمير مصداقيتنا في العالم وتشويه مواقفنا المنصفة والشجاعة. فالدعم غير المحدود للاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية يضفي الكذب على أي جهود أمريكية لتحقيق الحرية والعدل والسلام. ويخلص الدبلوماسي الأمريكي المتقاعد ريتشارد كورتيس أنه مهما يكن من أمر فإن السعوديين بصفة خاصة والمسلمين بصفة عامة مستهدفون بحملة تشويه مستمرة يقف وراءها اللوبي الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة. فهناك عناصر في وسائل الإعلام الرئيسة تتعاون من أجل القيام بحملات تشويه وأعمال تخويف ضد المسلمين وكل من يقف في صفهم. إنهم يعملون ليلاً ونهاراً دون كلل لدق إسفين بين الولاياتالمتحدة والدول الإسلامية. ويختتم كورتيس مساهمته الفكرية هذه بالقول: سوف يستمر أولئك الذين يعملون لتحقيق مصالح إسرائيل، سيبقون داخل الولاياتالمتحدة وسيسهمون في تشكيل سياسة أمريكا الخارجية، وفي تجاهل القانون الدولي والتوصية بالهجوم على الدول الإسلامية، وعدم تشجيع أي علاقات صداقة بين الولاياتالمتحدة والمجتمعات الإسلامية والأوروبية، بهدف احداث اضطراب في منظومة السلام والأمن الدوليين، ما لم تنتبه الولاياتالمتحدة إلى ذلك.