حدثتني صديقتي قائلة: كنت في الأسبوع الماضي مدعوة عند جارتي، ولشد ما لفت نظري، سيدة من بين المدعوات، لم يسبق لي أن رأيتها من قبل، كان يبدو من ملامحها أنها امرأة طيبة عاقلة هادئة، الابتسامة لا تفارق محيّاها، بصحبتها طفلها الصغير، وأكثر ما لاحظته عنايتها الفائقة بطفلها، فهو طفل جميل نظيف،. وكانت حين تحس بأنه تضايق من الجلوس معنا، تأخذه بيده وتذهب به في أرجاء البيت، محاولة ترفيهه، وإلا فتسكته بحلوى أحضرتها في حقيبتها لهذا الغرض كما يبدو لي، وحينما ذهبت تلك السيدة إلى منزلها، سألت جارتي هل هذه السيدة لا تملك أطفالاً غير هذا الطفل؟ لكني فوجئت بجارتي تقول لي: بلا بل إن لها طفلين ولكن هذا الطفل ليس بطفلها، بل إنه ابن زوجها من أم أخرى فلقد ماتت أمه إثر مرض ألمَّ بها، وشاء الله لوالده أن يتزوج بهذه الزوجة الطيِّبة التي توليه من العطف والحنان والرعاية الشيء الكثير، لتعوِّضه ما فاته من حنان أمه. وتتابع صديقتي حديثها لي قائلة: لقد دهشت أيما دهشة حينما علمت بكل هذا من جارتي ولولا أنني أثق بصدق قولها لي دائماً لما صدقتها أبداً، ومن هنا علمت ولمست أيضاً أن هناك من زوجات الآباء الرؤوفات والحنونات على أولاد أزواجهن قلت لصديقتي إنها حقاً لصورة طيبة لتلك السيدة زوجة الأب فتحية لها ولمثيلاتها من زوجات الآباء اللاتي على هذه الصورة، واللاتي يراقبهن الله في تصرفاتهن، إزاء أولاد أزواجهن، وهناك منهن الكثيرات وليقلع كل إنسان عن مخيلته كل الصورة القبيحة التي يرسمها لزوجة الأب أو لزوجات الآباء على حد سواء، وأكثرهن من هذا بريئات، فهن يقمن بواجب الأمومة والرعاية خير قيام إن لم أقل أكثر عناية ورعاية من الأمهات أحياناً، ولست أبالغ ولا أغالي في قولي هذا، بل إنه الحقيقة وهو الأمر الواقع.. مع تحيات..