ذكرت مصادر إسرائيلية مسؤولة أنّ النية تتجه نحو إعادة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتشاد بعد قطيعةٍ دامت أكثر من ثلاثين عاماً. وقالت تلك المصادر لوسائل الإعلام الإسرائيلية: إنّ تشاد أعربت خلال هذه الاتصالات عن رغبتها في استئناف العلاقات مع الدولة العبرية، إلا أنّ الأمر قد تأجّل بسبب الظروف السياسية في المنطقة التي تقع فيها تشاد في إفريقيا، وخاصة قضية إقليم دارفور السوداني. وذكرت صحيفة هآرتس العبرية في عددها الأخير: أنه كان من المفترض أن يلتقي وزير الخارجية سيلفان شالوم، يوم الثلاثاء القادم، مع الرئيس التشادي ادريس ديبي، لكن الأخير ألغى الاجتماع، وتم الاتفاق على عقده بعد عدة أسابيع.. وأضافت أن تشاد عرضت في موازاة ذلك إيفاد وفد تشادي إلى تل أبيب. وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي الأسبق، الذي شغل منصب نائب رئيس الموساد في الماضي، رجل الأعمال (ديفيد كيمحي)، هو الذي توسط بين إسرائيل وتشاد، موضحة أن كيمحي هو ممثل شركة الاتصالات الخلوية الاسكندنافية ميلكوم التي ترغب في العمل داخل تشاد. وبحسب ما ذكر فإن كيمحي نظم في شهر أغسطس الماضي زيارة لمدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية في حينه (يوآف بيران) في العاصمة التشادية.. كما التقى مع وزير خارجية تشاد ناغوم ياماسون، دون أن يسفر هذا اللقاء عن نتائج. وقالت الصحيفة العبرية: إن عدداً من الخبراء العسكريين الإسرائيليين قدموا مشورات للرئيس التشادي السابق حسن ابرا، إبان الحرب الأهلية في تشاد، خلال سنوات الثمانينيات من القرن الماضي.. وأشارت إلى أن عدداً من رجال الأعمال الإسرائيليين يقومون بأعمال في تشاد. وتوقعت المصادر في إسرائيل أن يقوم وزير الخارجية الإسرائيلي الليكودي، سيلفان شالوم بزيارة قريباً لأنجامينا عاصمة تشاد لإجمال الاتصالات الخاصة باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين! وفي سياق ذي صلة، أفادت مصادر سياسية إسرائيلية بأنّ كلاً من المملكة المغربية والجمهورية التونسية رفضتا استقبال وزير الخارجية الإسرائيلي، سيلفان شالوم، إثر تسريب وسائل الإعلام العبرية معلومات عن لقاءات جرت بين مسؤولين من الجانبين مع جهات إسرائيلية وقالت تلك المصادر، في حديث إذاعي يوم الخميس (24-3-2005)، رصدتها الجزيرة: إن المغرب رفضت طلباً إسرائيلياً بأن يقوم وزير الخارجية سيلفان شالوم بزيارة الرباط، وكان هناك اقتراحٌ بأن يقوم محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي بزيارة تل أبيب، حيث كان سيعلن عن إعادة بناء العلاقات بين الجانبين، ولكن هذا الاقتراح رفض كما قالت المصادر ذاتها إنّ السلطات التونسية رفضت اقتراحاً سيتوجّه بموجبه الوزير شالوم إلى تونس، وهي مسقط رأسه.. وذكرت المصادر الإسرائيلية أنّ هذا الرفض التونسي مردّه تسريب معلومات إلى وسائل الإعلام بشأن رسالة الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، ارئيل شارون، لزيارة تونس، بمناسبة قمة المعلومات الدولية المقرّر عقدها في نوفمبر القادم. إلى ذلك، قال شالوم كوهين، السفير المعين لتولي منصب سفي إسرائيل لدى مصر: إن العلاقات المصرية - الإسرائيلية تتصف هذه الفترة بالذات بكونها جيدة بشكل خاص وقد فُتحت صفحة جديدة ويمكن الشعور بذلك. وقررت لجنة التعيينات التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية يوم الخميس الماضي تعيين كوهين الذي يعمل مستشارًا لشؤون الدول العربية في الوزارة، سفيرًا في مصر. وسوف يستبدل كوهين السفير السابق إيلي شكيد الذي غادر القاهرة قبل شهرين.. وكان كوهين مرشح وزير الخارجية، سيلفان شالوم، لتولي هذا المنصب.. وما زال التعيين بانتظار إقراره من قبل الحكومة قبل أن يتولاه رسميًا. ويعمل كوهين حاليًا على الترتيبات اللازمة عشية سفره إلى القاهرة. ويقول كوهين: إن هناك فرصة سانحة في الآونة الأخيرة لتسخين العلاقات بين الشعبين.. وذكر أنه ينوي استغلال الصفحة الجديدة التي فتحت في العلاقات بين الدولتين لكي يستفاد منها إلى أقصى درجة ممكنة. وأشار إلى أن تحسن العلاقات بين الدولتين بدأ يتغلغل إلى الأسفل حيث إن الشعب المصري معني بالتعاون مع إسرائيل ويرى كوهين أن العلاقات مع مصر مهمة من حيث تأثيرها على الاستقرار في المنطقة، وأضاف أن تواجده في القاهرة وتواجد السفير المصري في تل أبيب يمكن أن يساهم إلى حد كبير في هذا الشأن، مشيرًا إلى أن طاقم السفارة في القاهرة يتناول هذا الموضوع بحذر شديد واعتبر أيضًا أن المفاوضات مع الفلسطينيين يمكن أن تجني ثمارًا من عودة السفيرين المصري والإسرائيلي.. وأضاف كوهين: أن جميع الأطراف تدرك الأهمية التي ينطوي عليها تحسين العلاقات.. الحوار بين البلدين تتسع أطره ويفضي إلى عمل مشترك ويتابع كوهين قوله: إن مهمته الرئيسية في منصبه الجديد ستتمثل بمساعدة المصريين في إعادة السياح الإسرائيليين، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن (الإرهاب) في طابا أضر جدًا بالسياحة والعلاقات والمصريون معنيون بزيادة عدد السياح الإسرائيليين كما أننا نسعى إلى زيادة حجم السياحة المصرية في إسرائيل.. كل ذلك منوط بتعزيز الأمن. وإضافة إلى نوايا كوهين بتعزيز أطر التعاون الاقتصادي بين البلدين فهو يتطرق أيضًا إلى الإعلام المصري وتحريضه أحيانا ضد إسرائيل.. ويقول كوهين في هذا الصدد: (إن هناك تحسنًا ملحوظًا في هذا الشأن والسلطات المصرية تعمل جاهدة من أجل تقليص مضامين التحريض وبث الكراهية ضد إسرائيل.. هناك رسوم كاريكاتير معادية للسامية بشكل أقل، علمًا بأن ذلك لم يختف تمامًا.. هناك أوساط معارضة قوية لا تتوقف عن التحريض لكن الرئيس المصري يفرض الاتجاه الصحيح بدون أدنى شك..