أكدت تونس امس ان الرئيس زين العابدين بن علي وجه دعوة لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لحضور الدورة الثانية من القمة العالمية لمجتمع المعلومات المقررة في العاصمة التونسية من 16 تشرين الثاني نوفمبر المقبل الى 18 منه، فيما اعلنت مصادر الحكومة الاسرائيلية ان شارون قبل تلبية الدعوة التي كانت موضع مشاورات هاتفية، مطلع الاسبوع، بين وزيري الخارجية التونسي عبدالباقي الهرماسي والاسرائيلي سيلفان شالوم. واوضحت مصادر رسمية تونسية أن الدعوة تندرج في اطار حضور شارون قمة المعلومات التي تشرف عليها الاممالمتحدة تستضيفها تونس، علما ان الجولة الاولى من القمة عقدت في جنيف في منتصف كانون الاول ديسمبر 2003. ويتوقع ان يحضر القمة ممثلو ثلاثة وتسعين بلداً. إلا أن مصادر غربية في تونس اعتبرت أن الزيارة تندرج في اطار تنشيط العلاقات الثنائية، وإحياء الاتفاق الموقع العام 1995 والمتعلق بإقامة علاقات ديبلوماسية بين تونس والدولة العبرية. وكانت تونس أقفلت، تنفيذاً لقرارات القمة العربية في القاهرة العام 2000، مكتب الاتصال الذي افتتحته في تل أبيب، فيما غادر رئيس مكتب الاتصال الاسرائيلي تونس إلى بلده. لكن الاتصالات على مستويات عليا لم تنقطع أبداً، اذ اجتمع وزير الخارجية التونسي السابق الحبيب بن يحيى مع نظيره الاسرائيلي سيلفان شالوم في أربع مناسبات خلال العام الماضي. كذلك اجتمع خلفه الهرماسي مع شالوم في بروكسيل في وقت سابق من هذه السنة. ويعتقد بان المحادثات تناولت العلاقات الثنائية. وأكد كبير حاخامات فرنسا جوزيف سيتروك الذي زار، نهاية العام الماضي، تونس حيث اجتمع مع الرئيس بن علي، أنه طلب منه جدولاً زمنياً واضحاً لتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية و"دعماً لمسار السلام وتشجيعاً للحوار بين الفلسطينيين والاسرائيليين". كذلك حضت وفود أميركية زارت تونس في الفترة الماضية، وآخرها وفد مؤلف من أربعة أعضاء في مجلس الشيوخ التقى الرئيس التونسي أول من أمس الخميس، على تنشيط العلاقات التونسية - الاسرائيلية في اطار ما اعتبروه"تعزيراً لآمال السلام في المنطقة". وفي القدسالمحتلة، نقلت كالة"فرانس برس"عن الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية يهوشع مو يوسف ان شالوم اجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره التونسي في شأن زيارة شارون. وقال الناطق ان شالوم أعرب عن ارتياحه الى هذه الدعوة التي يمكن ان"تدشن عهداً جديداً في العلاقات بين البلدين"وبين الدولة العبرية"ودول عربية أخرى". واعتبرت صحيفة"يديعوت أحرونوت"أن بن علي وجه رسالة شخصية الى شارون دعاه فيها الى تونس"في أعقاب التطورات السياسية الناشئة في المنطقة". ونقلت عن الرسالة قول بن علي لشارون:"انني واثق من أن مشاركة اسرائيل في المؤتمر ستثري الحوارات وتساهم في انجاح المؤتمر. إنها فرصة نادرة لتعميق الدور الاستراتيجي للتكنولوجيا والاتصالات والمعلوماتية ومن أجل احياء التعاون الاقليمي والدولي". وأشارت الصحيفة الى أن الدعوة التونسية، التي تعتبر خطوة مهمة نحو السلام في الشرق الأوسط، هي ثمرة اللقاء الذي تم في لاهاي قبل ثلاثة شهور بين وزيري الخارجية التونسي والاسرائيلي، تبعته اتصالات سرية بين الجانبين. وذكرت أن"حدثاً تاريخياً اضافياً"قد يسبق زيارة شارون، وهو تنظيم رحلة جوية مباشرة من مطار بن غوريون في تل أبيب الى جزيرة جربا التونسية تنقل اسرائيليين من أصل تونسي لإقامة احتفال في كنيسها. وزادت ان من المحتمل تنظيم مرحلة ثانية ازاء اهتمام كبير من اليهود من اصل تونسي، خصوصاً أن السفر الى تونس لا يحتاج الى تأشيرات دخول. ورأى مراقبون أن دعوة تونس شارون الى زيارتها بعد أسبوع حافل ب"ثروات صداقة"جديدة توقعها شارون الأحد الماضي، حين طرح خطته للانسحاب على جدول أعمال الحكومة لإقرارها. وكانت"البراعم"الأولى للثمار المرجوة اسرائيلياً اقتراح رجل الأعمال الاماراتي محمد العبار اثناء زيارته اسرائيل قبل أسبوع والتقاء كبار مسؤوليها، شراء مستوطنات قطاع غزة من اسرائيل، ثم اعادة الأردن سفيره الى تل ابيب واعلان القاهرة أن سفيرها ايضاً عائد قريباً، ثم زيارة نائب وزير التعليم الحاخام ميخائيل مالكيؤور قطر، وتوقعات بأن تكون الأخيرة الدولة العربية الرابعة التي تقيم علاقات رسمية مع اسرائيل.