تعقيباً على ما كتبه الأخ - ناصر الرابح يوم الخميس 29-1-1426ه تفاعلاً مع ما آثاره الأستاذ - عبدالله الكثيري في زاويته الأسبوعية حول ما تعانيه مدينة الرياض من إشكالية مستديمة أثناء هطول الأمطار وأشكر الأخ الرابح على طرحه لهذا الموضوع الهام فقد أجاد وأفاد أما الأستاذ عبدالله الكثيري فليس بمستغرب منه هذا الطرح فزاويته المباركة حافلة بالجديد والمفيد دائماً وحرصه على مراعاة ما ينفع الناس جلي في كتاباته وصاحب المقال الأسبوعي له وضع خاص.. فله إشراقات وقد تهيأت نفسه للتأملات فأفكاره واقعية ومتجددة وطروحاته عالية ومتميزة وهذا ما يتحفنا به قلم عبدالله الكثيري وفقه الله وسدده. أما بخصوص ما تعانيه مدينة الرياض من اشكالية أثناء هطول الأمطار وهذا مما يوجب على المسئولين في الجهات المعنية المسارعة إلى تدارك مثل هذه المشاكل المتكررة كل عام والمصيبة أنها تتزامن مع فرحة الناس بهطول الأمطار التي امتن الله بها عباده في قوله :(وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً(. فتحول ذلك الفرح إلى خوف من الغرق وحذر من الهلاك: والواجب هو تشكيل لجان جادة وذات كفاءة عالية لوضع المقترحات والحلول العاجلة والنهائية للوضع الصعب للرياض مع السيول عموماً وبقية مدن المملكة أثناء هطول الأمطار إذ إن من المشاهد التي ألفناها في شوارع بعض المدن والتي تدل على البدائية والفوضوية وعدم التخطيط والعناية المسبقة من قبل البلديات فيها هو حضور (الوايتات والصهاريج) بعد هطول الأمطار إلى الشوارع الرئيسية والفرعية لسحب وشفط المياه والتي أصبحت كالغدران فهذا يدل دلالة واضحة على أن خدمات البلدية في بعض مدننا تمشي بالبركة. وهذا ما لا يتماشى مع الواقع ولا يساير المدينة الحديثة والتي تعتمد على الدراسات العميقة والمعايير الدقيقة في كل مشروع يخدم الوطن والمواطن وتغلب التدقيق على جانب السلبيات والعوارض التي ستنتج عن العمل وتضع الحلول ووسائل العلاج وتنفذها قبل أو مع تنفيذ المشروع وهكذا تقوم المدن فبالتخطيط تحفظ مقدرات الوطن والأموال الطائلة التي تنفقها الدولة - رعاها الله - لخدمة المواطن. وكذلك أمر مهم أوصي به ألا وهو تكثيف المراقبة الدقيقة من قبل الوزارات المعنية على المشاريع التي تنفذها المؤسسات والشركات حتى لا يحدث تلاعب أو تهاون في انجاز الأعمال والمشاريع في اوقاتها المحددة وبالكفاءة المطلوبة وأن تكون هنالك غرامات وجزاءات رادعة على كل من لا يؤدي العمل على الوجه المطلوب ولعل هذا الأمر ينبغي أن يكون في مقدمة أهداف ومهام وجهود أعضاء المجالس البلدية المرشحين والمنتخبين على حد سواء مع بذل الجهود في ازالة الأضرار والأخطار المحدقة بالمواطنين قبل المطالبة بأي خدمات اضافية جديدة؛ فالتخلية قبل التحلية كما يقال والرسول - صلى الله عليه وسلم - :( لا ضرر ولا ضرار). ومن القواعد الفقهية قاعدة (الضرر يزال).وليعلم كل عضو في المجلس البلدي أن المجتمع سيحرص على من يعتني به ويهتم بشئونه ويرعى مصالحه ويكون همه الأول والأخير خدمته ولنعلم أن البقاء وحسن الثناء للأفضل.