احتفلت كلية دار الحكمة للبنات بجدة باليوم العالمي للمرأة وذلك في إطار جهودها لإبراز دور المرأة السعودية والإنجازات التي حققتها خلال مسيرتها العلمية والعملية على المستوى الإقليمي والدولي. وقد شاركت صاحبة السمو الملكي الاميرة فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز في الاحتفال بحضور عميدة كلية دار الحكمة الدكتورة سهير القرشي ووكيلة الكلية لشؤون الطالبات والقبول والتسجيل الدكتورة ابتسام فكهاني ووكيلة الكلية للشؤون التعليمية الدكتورة سوزان فكهاني وأكثر من 300 سيدة وطالبة احتفاء بهذه المناسبة. وقد بدأت فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بمحاضرة للأميرة فهدة بنت سعود عن دور المرأة في تطوير واستقرار المجتمع من خلال العمل التطوعي. وعبرت الأميرة فهدة عن سعادتها بالمشاركة والحديث في أكاديمية تعد معملا لتشكيل الفكر الذي سيسهم تدريجيا في صياغة الرأي العام. وقالت إنني أشعر بمسؤولية كبيرة وأنا أتحدث في هذا الوقت الحرج الذي تواجه فيه الأمة العربية والاسلامية تحديات وتغييرا مفروضا علينا من قبل مهندسي النظام العالمي الجديد أو لنقل الفوضى العالمية الجديدة من خلال اختراق مجتمعاتنا والعبث بقيمنا وتراثنا ومعتقداتنا وحقنا في التطور الطبيعي وبالتالي حقنا في تقرير مصيرنا كاملة مستقلة ذات إرادة. وشددت الأميرة فهدة بنت سعود على ان الأمة الاسلامية أمة ذات حضارة تاريخية فاعلة أسهمت بشكل أساسي في كثير من الحضارات على مر العصور خصوصا الحضارة الغربية المهيمنة اليوم. وقالت ان الاستفادة من أي حضارة يجب أن يكون عن وعي وإرادة وأن يتم بأسلوب انتقائي حذر لأن أي مبادرات أو ضغوط أجنبية للتغيير يعد تدخلا سافراً في حق المجتمعات الانسانية لأنها تخلق مناخا من عدم الاستقرار وحتما سيكون مصيرها الفناء لأنها لا تتفق مع المعتقدات والموروثات الثقافية وبالتالي فهي ليست جديرة برضا الناس ولا ثقتهم. ولفتت الأميرة فهدة بنت سعود الى ان المرأة في العالم الاسلامي أضحت مؤخراً الشغل الشاغل للأمم المتحدة وتصاعدت اعلاميا بصورة ملحوظة حيث عدت ورقة ضغط تستخدمها القوى الأجنبية والمنظمات الدولية بحجتي الاصلاح والديمقراطية وهو الأمر الذي يؤكد على ان المجتمعات الاسلامية قد انحرفت تماما عن المسار القويم الذي وضعه الاسلام لحقوق المرأة وواجباتها. وحذرت الأميرة فهدة بنت سعود من تبني تلك المعتقدات والأفكار الجانبية مشيرة الى ان تبني تلك الأفكار له تبعات كارثية على العالم الاسلامي. وأوضحت ان الاسلام ليس ممارسات روحية فحسب بل هو منهج حياة متكامل يشمل المعاملات والعبادات والعلاقات على مستوى الأفراد والجماعات وتجاهل شمولية الاسلام وممارسة الانتقائية وتضييق وحصر مجالاته هو السبب الرئيسي في التخلف الحضاري والتفكك الاجتماعي والتبعية السياسية والافلاس العلمي والركود الثقافي وأي محاولة للاصلاح الشامل والمتكامل في العالم الاسلامي يجب أن ينصب على اعادة الفروع الى الأصول وفي رأب الصدع وتقريب الممارسات للمعتقدات لا في تعمق الفجوة وتغييب المعتقد وأصل الدين لأن المشكلة الحقيقة هي في انفصالنا عن حقيقة الاسلام وروحه وليس في ارتباطنا الوثيق به وعلى الغرب أن يدرك الحقائق والأبعاد وان يتعامل مع مجتمعنا كما يجب أن يدرك ان الاسلام هو رسالة سلام وحرية واستقلال ليس لنا فحسب إنما للعالمين. وأوضحت ان العمل الاجتماعي هو أكثر أدوات التنمية تطوراً وكفاءة حيث وطن الاسلام هذه المفاهيم وفطنها ودعا اليها على مستوى الافراد والمجتمعات وقد تأثرت هذه العوامل تأثرا مباشرا بعد 11 سبتمبر وتداعياته على مستوى العالم لأنه وصم العالم الاسلامي عموما والمملكة العربية السعودية خصوصا بفرية الارهاب فوقعنا في فخ التبرير والدفاع عن أنفسنا وفي ذات الوقت عاجلتنا الضربات الواحدة تلو الأخرى من أفغانستان إلى العراق مع وجود جرح لا يزال ينزف منذ زمن في فلسطين فأصبحت أمتنا الاسلامية بمقدراتها ومواردها على خط النار تعاني من الهجمات الاعلامية والاقتصادية والعسكرية ومن الاختراق الاجتماعي والثقافي وكان للعمل الخيري النصيب الأوفر من تلك الضربات ففرضت الوصاية الأجنبية عليه وجففت موارده وتقلصت أدواره وحجمت امكاناته. وأكدت ان الاسلام كفل ومنذ أكثر من 14 قرنا من الزمان حقوق المرأة لا على أساس المساواة إنما على ميزان العدل والفضل فأجر العمل للمرأة مساوٍ للرجل إن لم يفوقه ولها حق التملك وحق النفقة والاحتفاظ باسمها بعد الزواج وحق الخلع والتعلم والعمل. ودعت فهدة بنت سعود النساء المسلمات في اليوم العالمي للمرأة الوقوف في مقدمة الصفوف أمام العالم حصنا منيعا للدفاع عن أنفسنا وحماية مقدراتنا وموروثاتنا والفخر بالنساء الأوائل وفي مقدمتهن أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد.