أوردت مديرية الدفاع المدني بمنطقة الرياض إيضاحاً كاملاً حول حادث حافلة نقل طالبات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والذي وقع في نفق السويدي في مدينة الرياض مؤخراً وذلك بعد أن باشرت لجنة تقصي الحقائق بعد تشكيلها مهامها.. وقد جاء نص بيان المديرية على النحو التالي: البيان الصحفي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة الرياض حول حادث نفق السويدي تود مديرية الدفاع المدني بمنطقة الرياض إيضاح ما حصل في حادث حافلة نقل طالبات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الذي وقع في نفق السويدي بمدينة الرياض يوم الأحد 18 محرم 1426ه، أنه تم تشكيل لجنة لتقصي حقائق هذا الحادث وباشرت مهامها على النحو التالي: 1- الوقوف على مكان الحادث. 2- دراسة الوضع الفني للنفق. 3- التحقيق مع جميع منسوبي الدفاع المدني الذين لهم علاقة مباشرة بالحادث؛ ممن باشروا العمل الميداني، والطاقم المساعد في غرفة العمليات. 4- اطلعت اللجنة على سجلات الاتصالات الصوتية عن بلاغات الحوادث في غرفة العمليات في يوم الحادث. 5- الاستفسار من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لمعرفة تصرف السائق أثناء الحادث وأقوال الطالبات اللاتي تم إنقاذهن. 6- الاستماع إلى شهادات من قاموا بعملية الإنقاذ من المواطنين في مكان الحادث وتوثيق شهاداتهم. 7- اطلعت اللجنة على ما نشر في وسائل الإعلام المحلية لتغطية الحادث. وفيما يلي أهم وأبرز ما جاء في تقرير اللجنة من حقائق حول الحادث: أولاً: البلاغ: وقع الحادث حسب إفادة الطالبات وشهود العيان في حوالي الساعة 1.30 بعد ظهر يوم الأحد 18 محرم 1426ه، وورد أول بلاغ عن الحادث لغرفة عمليات الدفاع المدني الساعة 1.36، وصلت أول فرقة لموقع الحادث الساعة 1.47 وباشرت عملية الإنقاذ فور وصولها لمكان الحادث، وانتهت عملية الإنقاذ الساعة 2.09 ثانياً: الحالة الفنية للنفق: تبيّن أن نفق السويدي يتم تصريف مياهه بشكل طبيعي دون الحاجة إلى المضخات، حيث يتم التصريف عبر خطوط تصريف مباشرة إلى الأودية المجاورة، وكانت أسباب تجمع المياه في هذا النفق تعود إلى الآتي: 1- أثناء جريان المياه إلى النفق من الأراضي المجاورة حملت معها كميات كبيرة من المخلفات والنفايات والأتربة المتراكمة في الأراضي المجاورة مما أدى إلى إغلاق فتحات التصريف وجريان المياه. 2- ردم المصرف الطبيعي (الوادي) بجانب النفق مما أدى إلى تحول كميات كبيرة من المياه وتغير اتجاهها من مجراها الطبيعي واتجاهها واحتباسها في النفق. 3- رافق هذا الانسداد غزارة المياه المتجهة إلى النفق نتيجة لغزارة الأمطار، حيث بلغ معدل هطول الأمطار في حي السويدي ذلك اليوم أكثر من 40 ملم. 4- منطقة السويدي ذات طبيعة فيها مرتفعات ومنخفضات كثيرة ولا تزال بدون شبكة سيول، الأمر الذي أدى إلى تحول كثير من سيول الأحياء السكنية المجاورة إلى النفق الذي يقع في منطقة منخفضة. ثالثاً: نتائج التحقيق: من خلال شهادة الشهود وإفادة الطالبات ومنسوبي الدفاع المدني والمعاينة والاستماع إلى جهاز تسجيل المحادثات في غرفة عمليات الدفاع المدني بالرياض والصور الفوتوغرافية ثبت للجنة الآتي: 1- أن السائق طلب من الطالبات البقاء في الحافلة وعدم النزول، والاتصال بأولياء أمورهن. ومن ثم خرج من الحافلة على قدميه من داخل النفق مع طفليه دون قيامه بإبلاغ أي جهة أمنية. 2- أن بعض الطالبات كان لديهن هواتف نقالة إلا أنهن لم يقمن بالاتصال بالدفاع المدني أو أي جهة أمنية أخرى حسب ما ورد في تقرير الجامعة. 3- تجمهر مجموعة من الشباب الفضوليين وقيامهم بتصوير حافلة الطالبات بواسطة كاميرات الجوال حسب ما ورد في تقرير الجامعة. وقد أكد عميد مركز دراسات الطالبات أن الطالبات كن متسترات حتى انتهت الحالة. 4- قيام مجموعة من المواطنين منذ اللحظات الأولى للحادث بالنزول إلى داخل النفق وكان منسوب المياه في تلك اللحظات في ارتفاع متر واحد تقريباً الأمر الذي مكنهم من إخراج معظم الطالبات 20 طالبة من الحافلة سيراً على الأقدام على شكل مجموعات تسلسلية إلى خارج النفق مستعينين بالسياج الحديدي الذي يفصل بين الطريقين حسب ما ورد في إفادة معظم الشهود الذين استقبلتهم اللجنة وعددهم 22 شاهداً وكان ذلك قبل وصول فرق الدفاع المدني (صورة رقم 1). 5- ان ارتفاع منسوب المياه المتدفقة داخل النفق من الأحياء والطرق المجاورة له قد أعاق استمرار عمليات إخراج ما تبقى من الطالبات وعددهن (3) طالبات ومجموعة من المواطنين الذين كانوا يقومون بعملية إخراج الطالبات من الحافلة الأمر الذي جعلهم يلجؤون إلى أعلى الحافلة ومن معهم من الطالبات باعتباره مكاناً آمناً لهم في تلك اللحظة التي غمرت المياه فيها الحافلة (صورة رقم 2)، وقام بعض المواطنين بالاستعانة بإطارات هواء (لساتك) من محل إصلاح البنشر القريب من الموقع وقذفها لهم داخل مياه النفق. 6- وصول فرقة الإنقاذ في تمام الساعة 1.47 من بعد ظهر ذلك اليوم أي بعد 11 دقيقة من أول بلاغ ورد للعمليات حسب التسجيل المدون في أجهزة غرفة العمليات. 7- قيام رجال الدفاع المدني فور وصولهم برمي أطواق النجاة داخل مياه النفق ووضع سلمين في الناحية الشمالية كأقرب نقطة لموقع احتجاز الطالبات والمواطنين. 8- صعود طالبتين عبر سلم الكلال (الحبال) التابع للدفاع المدني المثبت على الناحية الشمالية بمساعدة ومشاركة المواطنين وذلك في تمام الساعة (1.58) صورة رقم 3، ورقم 4. كما صعد عدد من المواطنين المشاركين في الإنقاذ عبر السلم صورة رقم 7 9- إخراج آخر طالبة (سباحة) من الناحية الشرقية بواسطة المواطنين وغواص الدفاع المدني وذلك في تمام الساعة (2.06) ونقلت بواسطة الدوريات الأمنية. صورة رقم 6 10- قيام غواص الدفاع المدني بالمساعدة في إخراج أحد المواطنين الذي شارك في عمليات الإنقاذ وأعياه التعب. 11- انتهاء عمليات الإنقاذ في تمام الساعة 2.09 من بعد ظهر يوم الأحد الموافق 18-1- 1426ه بدون حدوث وفيات أو إصابات ولله الحمد - سواء من الطالبات أو من المواطنين. 12- فرقة إنقاذ العريجاء التي وصلت إلى موقع الحادث استدعيت من موقع آخر كانت باشرت فيه حادث احتجاز في نفس المنطقة قبل أن تبلغ بالانتقال لحادث السويدي، وقد أوضح جهاز التسجيل أن الفرقة قد أبلغت العمليات بوجود إعاقة كبيرة في حركة المرور نتيجة الازدحام وكثافة الأمطار وتزامن الوقت مع خروج الطلبة وبعض الموظفين. 13- تمت الاستعانة في الحادث بفرقة إطفاء شبرا (سيارة إطفاء ووايت) كدعم للفرق الموجودة للاستفادة من التجهيزات المتوفرة بها من سلالم وغيرها في عملية الإنقاذ. 14- تأكد للجنة أن إدارة الدفاع المدني بالرياض كانت في ذلك الوقت تعمل بكامل طاقتها وانتشارها لتغطية عشرات البلاغات الواردة لغرفة العمليات، ومن ضمنها حادث احتجاز حافلتين في نفس المنطقة. الأولى في شارع عائشة بنت أبي بكر، والثانية في الدائري الغربي أمام قصر الجلسان بحي السويدي تابعة لطالبات جامعة الملك سعود، وتم إخلاء 35 طالبة إلى قصر أفراح الجلسان ومن ثم إيصالهن إلى ذويهن بحافلة أخرى تابعة للجامعة. رابعاً: التقدير والامتنان: إن مديرية الدفاع المدني بمنطقة الرياض تؤكد تفاعلها مع حادث احتجاز هؤلاء الطالبات من الوهلة الأولى للبلاغ وهو موقف تألمت له وشعرت بمرارته ومع هذا فإننا نهنئ أخواتنا وبناتنا بسلامتهن، ونقدّر لأسر وأولياء أمور الطالبات صعوبة الموقف، سائلين الله أن يكون ذلك في موازين حسناتهم جميعاً. كما تؤكد في نفس الوقت للجميع ضرورة إبلاغ الدفاع المدني منذ الوهلة الأولى لكل ما يقع ضمن اختصاصه، فالدقيقة بل الثانية يتوقف عليها متغيرات عديدة لظروف الحادث. وتشيد مديرية الدفاع المدني بمنطقة الرياض وتقدّر جهود الشباب أولئك الرجال الذين تجاوزت مفرداتهم الوطنية كل حواجز المخاطرة وعملوا بما تمليه عليهم مبادئ دينهم الحنيف ومفاهيم مجتمعهم السعودي المتجذر بكل معاني الشهامة والإباء فعملهم لا يستغرب واستجابتهم لا تستنكر فلهم من الله الأجر والمثوبة ومنّا الشكر والتقدير. والشكر موصول لوسائل الإعلام التي تفاعلت مع الحادث وحرصت على تغطيته مستشعرين دورهم الكبير في التفاعل مع كل ما يتعلق بالمواطن وتقييم وتنوير الجهات ذات العلاقة بخدمة المواطن فنقدر لكل الوسائل الإعلامية التي تناولت الحادثة بموضوعية. والدفاع المدني الذي لا يخفى على أحد أهمية الدور الكبير الذي يؤديه في وقاية وحماية الأرواح والممتلكات ومشاركته الفاعلة في عمليات مكافحة الإرهاب وتأمين سلامة المواطن والمقيم من خلال رجاله الذين قدموا ويقدمون أرواحهم لله ثم لتلبية نداء الواجب معتبرين ذلك شرفاً عظيماً، ولن يألو الدفاع المدني جهدا في العمل الدائم باستمرار لتطوير ورفع مستوى الأداء مستعينا بعد الله بحرص ولاة الأمر وما وفرته الدولة من دعم للقيام بواجباته كما يراد وينبغي.. نسأل الله التوفيق والسلامة للجميع. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.