السبب الرئيسي في اعتقادي وراء عدم التجديد لرئيس هيئة الأركان موشيه يعلون والمطالبة بإنهاء مهام منصبه هو عدم ثقة كل من رئيس الوزراء السيد إرئيل شارون والسيد شاؤول موفاز وزير الدفاع فيه خاصة فيما يتعلق باستجابة يعالون معهم فيما يتعلق بالعديد من القضايا الهامة أبرزها خطة فك الارتباط التي يحمل فيها يعالون وجهات نظر مختلفة جوهرياً عن شارون وموفاز بشأن تنفيذها. بداية يرى يعالون أن فك الارتباط مهمة معقدة للغاية وكفيلة بأن تحدث شرخا خطيرا في الشعب وبالتالي فلقد كان دائم الطلبات بأخذ العديد من الصلاحيات والإمكانيات التي كانت تضاهي بالإمكانيات التي يتمتع بها رئيس الوزراء ذاته, ومن هنا تفجر الخلاف بين الاثنين. بالإضافة إلى هذا جاء القرار بالإطاحة بيعالون بسبب التعيينات الجديدة المتوقعة في الجيش, وهي التعيينات التي وضع أغلبها شارون في حين يرفضها يعالون بسبب عدم ملائمة الأسماء المطروحة للمناصب الحساسة المرشحة لها. ومن أبرز الأسماء التي حدث عليها خلافات بين شارون ويعالون اللواء يواف جلنات الذي يدعمه شارون لتولي قيادة المنطقة الوسطي في حين يرفضه يعالون, ونفس الوضع مع اللواء موشيه كابلنسكي الذي يدعمه شارون لكي يتولى منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بدلاً من رئيسها الحالي اللواء أهارون فركش في حين يرفضه يعالون . والحاصل في هذه الأزمة أن شارون قد فضل مصلحته الشخصية على مصلحة الدولة خاصة وأن يعالون أكد للعديد من المقربين إليه أن التعيينات التي يريد شارون فرضها على الجيش لا تخدم إسرائيل, خاصة وأن العديد من الأسماء التي يدعمها شارون لا تتمتع بالكفاءة الخاصة لكي تتولى المناصب الحساسة المختلفة المرشحة لها. المشكلة الحقيقية التي تواجه إسرائيل بالفعل الآن هي الشعبية والتأييد الواسع الذي يحظى به يعلون داخل الجيش التي من المتوقع أن تحدث كثيرا من الأزمات التي نحن في غنى عنها هذه الأيام. عموماً أثبتت هذه الأزمة أن شارون مستبد في قراراته, هذا الاستبداد الذي دفعه إلى الإطاحة بأكبر قائد عسكري موجود في الجيش من أجل تنفيذ رغباته وطموحاته المختلفة التي تتنافى في النهاية بالتأكيد مع رغبات وطموحات إسرائيل التي ستدخل مع تنفيذ خطة فك الارتباط في العديد من الأزمات التي ستزلزلها بقوة قريباً، ونحن يا سيد شارون لسنا بحاجة إلى هذه الأزمات وفي غنى عن استبدادك الذي كلف السيد موشيه يعالون منصبه.