في مثل هذا اليوم من عام 1979 بدأت القوات الصينية انسحابها من فيتنام لتنهي بذلك نحو ثلاثين عاما من الحروب المستمرة التي خاضتها فيتنام ضد القوات الأجنبية بدءا من الحرب ضد الاحتلال الفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية ثم ضد الغزو الأمريكي في الستينيات وأخيرا ضد الغزو الصيني في السبعينيات. فعلى الرغم من الدعم الصينيلفيتنام الشمالية خلال حربها ضد فيتنام الجنوبية والغزو الأمريكي فإن العداء التقليدي بين الفيتناميينوالصينيين ظل كامنا ينتظر اللحظة المناسبة. كما أن الخلاف الحاد بين النظامين الشيوعيين في الصين والاتحاد السوفيتي لعب دورا مهما في تأجيج الخلاف بين فيتناموالصين. وجاء الغزو الفيتنامي لكل من لاوس وكمبوديا في منطقة الهندالصينية وطرد الصينيين الذين يعيشون في فيتنام أواخر عام 1978 لتصب المزيد من الزيت على النار. وفي السابع عشر من فبراير عام 1979 انطلق نحو مائة وعشرين ألف جندي صيني مسلحين بشكل جيد إلى الحدود مع شمال فيتنام ليسيطروا على عدة مناطق داخل الأراضي الفيتنامية رغم المقاومة الشرسة التي واجهوها من جانب القوات الفيتنامية. وتدفقت القوات الفيتنامية التي كانت مرابطة في كمبوديا إلى شمال البلاد للمشاركة في صد القوات الصينية. وفي ظل هذه المعارك أعلنت الصين نجاح ضربتها الإجهاضية ضد فيتنام وبدء سحب القوات الصينية من الأراضي الفيتنامية. وخلال أسابيع قليلة كانت الصين قد أنجزت عملية سحب القوات بالفعل.