في مثل هذا اليوم من عام 1917م تنازل القيصر نيقولا الثاني آخر قياصرة روسيا عن العرش نتيجة المظاهرات الصاخبة التي اجتاحت مختلف أنحاء روسيا للمطالبة بعزل الملك نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد بصورة جعلتها أقرب إلى المجاعة. ولم تكن هذه المظاهرات سوى الجولة الأخيرة من سلسلة الانتفاضات الشعبية ضد حكم نيقولا الثاني والتي كانت أبرزها المظاهرات الصاخبة والدامية في روسيا عام 1905م ضد القيصر (نيقولا الثاني) التي عرفت ب(الأحد الدامي) لكثرة ما وقع فيه من قتلى، وقد جاءت بعد فتح حرس قصر القيصر (نيقولا) النار على عمال كانوا متوجهين لتقديم عريضة طلبات إلى القيصر، فسقط حوالي 70 قتيلاً وجرح 200 شخص.وكان القيصر الكسندر الثالث قد توفي عام 1894م فخلفه ابنه نيقولا الثاني. ومع بدابة العام 1900م بدأت تتكون في روسيا نقمة عارمة ضد القيصر بسبب تردي الأوضاع على كافة الأصعدة. وارتفعت المطالبات بمزيد من الحريات السياسية، السماح للفلاحين بزراعة الأراضي التي يمتلكها الإقطاعيون، زيادة أجور العمال وتحسين ظروف العمل، إنهاء الحرب ضد اليابان.وفي يوم الأحد الثاني والعشرين من يناير 1905م نظم كاهن أرثوذكسي يدعى جورج غابون مظاهرة اشترك فيها أكثر من مائتي ألف مواطن في بطرسبورج. وكانت مظاهرة سلمية تهدف إلى إيصال المطالب الشعبية إلى القيصر. ولكن رجاله أطلقوا النار على المتظاهرين وقتلوا عدة مئات منهم. وكانت تلك هي الشرارة التي أشعلت الثورة الروسية وامتدت، على درجات متفاوتة من الحدة، حتى سقوط النظام القيصري في 1917م وقيام النظام الشيوعي الذي جعل روسيا القيصرية دولة شيوعية تحت اسم الاتحاد السوفيتي أو اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية بعد ضم العديد من الجمهوريات التي كانت خاضعة للإمبراطورية القيصرية.