توقعت مصادر إسرائيلية استئناف الاتصالات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية وهي الاتصالات التي تراجعت بعد عملية فدائية في تل أبيب، غير أن إسرائيل واصلت في ذات الوقت سياساتها العدوانية، حيث أعلنت عزمها مصادرة ألف دونم من الأراضي الفلسطينية، رغم أنها تتحدث حالياً عن أجواء للتهدئة لم تمنعها من مداهمة عدد من القرى والمناطق، وتشكل مثل هذه الاستفزازات ردود فعل من قبل الفلسطينية سرعان ما تدينها الدول الكبرى المؤيدة لإسرائيل والتي تغض الطرف عن الانتهاكات الإسرائيلية لإجراءات التهدئة. فقد واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملات التمشيط والمداهمة في الضفة الغربية وأسفرت عن اعتقال سبعة مواطنين فلسطينيين بتهمة العضوية في حركتي فتح وحماس.. وأعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية صباح أمس عن تعرض دورية إسرائيلية لإطلاق نار في مدينة نابلس في الضفة الغربية، فيما كانت هذه المصادر قد أعلنت عن إطلاق مسلحين النار على موقع عسكري قرب مستوطنة (أفني حيفتس) جنوب شرق مدينة طولكرم بالضفة الغربية.. ولم تتحدث المصادر عن وقوع إصابات مشيرة إلى قيام قوات معززة وصلت إلى المنطقة بحملة تمشيط واسعة، كما حلقت طائرات إسرائيلية في تلك المنطقة إثر هذه العملية.. وأعلنت مصادر فلسطينية عن مواصلة الجيش الإسرائيلي إغلاق مداخل قريتي (عرابة) و(يعبد) بمنطقة جنين شمال الضفة الغربية بزعم ضبط سيارة مفخخة بداخلها عشرات الكيلوجرامات من المتفجرات. وكان شاؤول موفاز وزير الجيش الإسرائيلي قد هدد بإعادة احتلال مناطق واسعة في قطاع غزة إذا لجأ الفلسطينيون إلى ما يسميه ممارسة العنف والإرهاب ضد القوات الإسرائيلية والمستوطنين خلال عملية الانفصال التي يعتزم تنفيذها رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون. وكانت قوات الاحتلال قد أعلنت أيضا إصابة حارسين إسرائيليين مساء الاثنين بجراح متوسطة جراء إطلاق النار على سيارتهما قرب مستوطنة (كفار أورانيم) في رام الله. وتواصل قوات الاحتلال حملات التمشيط والمداهمة في المنطقة بعد العملية. وأمس سلمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجلس قرية (جبع) شمال شرقي مدينة القدسالمحتلة أوامر عسكرية تقضي بمصادرة نحو ألف دونم من أراضي مواطنيها لصالح جدار الضم والتوسع الاستعماري العنصري في المنطقة. وقال عبد الكريم بشارات رئيس مجلس محلي قرية جبع في تصريح له بهذا الصدد: إن جنود الاحتلال حضروا إلى القرية وسلمونا أوامر عسكرية تفيد بوضع يد جيش الاحتلال على تسعمائة دونم من أراضي المواطنين إضافة إلى سلخ نحو مائة دونم لتوسعة الشارع الاستيطاني المؤدي إلى جدار الضم العنصري ليبلغ مجموع الأراضي المصادرة في القرية نحو ألف دونم.. وأكد بشارات أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي بقرارها العدواني والتوسعي تكون قد استولت على الجزء الأكبر من أراضي القرية الفلسطينية. ومن جانب آخر أفادت تقارير إخبارية أمس الثلاثاء بقرب استئناف الاتصالات الأمنية الفلسطينية الإسرائيلية. ونقل موقع صحيفة هآرتس على الإنترنت عن مصادر دبلوماسية رفيعة، لم يسمها، قولها إن التنسيق الأمني الفلسطيني الإسرائيلي سيستأنف مطلع الأسبوع المقبل. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون قد هدد بوقف الاتصالات مع السلطة الفلسطينية في أعقاب الهجوم يوم الجمعة الماضي على ملهى ليلي في تل أبيب أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين. وكانت المنطقة قد هدأت هدوءاً نسبياً بعد التفاهمات التي توصل إليها الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قبل أسابيع في قمة شرم الشيخ بحضور الرئيس المصري وملك الأردن.