يمرّ المهرجان الوطني العشرون للتراث والثقافة في الجنادرية لهذا العام وقد اكتمل واستوفى حلله ومتطلباته التكميلية التي تضيف إلى تراثنا وثقافتنا العريقة ميداناً معرفياً خصباً ننهل منه كل ما يعرفنا ويربطنا بماضينا المجيد. إن مشاركاتنا المتمثلة في معرضنا في جناح وزارة الداخلية لهي صورة حية تنتظم جنباً إلى جنب مع قطاعات وزارة الداخلية الأخرى لترسم للجميع مدى التناسق والتناغم بين هذه القطاعات وتكوين منظومة أمنية هدفها التوعية والإرشاد والرقي بمستوى الوعي الوقائي والأمني لدى الجمهور. كما جاء هذا المهرجان ليجسد للجميع في هذه التظاهرة الوطنية مدى روعة التلاحم الوطني في أبهى صورها وحللها حيث الكل في هذا المهرجان ينبذ الإرهاب وينبذ كل فكر دخيل حل واستكان في أدمغة فئات من الناس وشرذمة من الشباب الحدث الصغير، وهذه التظاهرة الوطنية التي تعكس الإرث الثقافي لهذا الوطن الحبيب تبين أن المملكة العربية السعودية منذ أن وحدها جلالة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - تقوم على التوحيد والوسطية، معلنين للعالم أن منهجنا منهج الوسطية والاعتدال، لا كما يروّجه البعض وإلصاق التهم الجوفاء والخرقاء كالتزمت والتطرف الذي نحن بحق منه براء. تجيء مشاركة المديرية العامة للدفاع المدني في جناح وزارة الداخلية في هذه المناسبة لتوضح للجميع أن الدولة الرشيدة - حفظها الله ورعاها - أعطت ولا تزال تعطي لهذا الجهاز الشيء الكثير والكثير من الإمكانات المادية والبشرية المتمثلة في الرجال المخلصين المدربين على التفاعل والتعامل مع الحوادث والكوارث على مختلف المستويات وكذلك الإمكانات الآلية التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وفق أحدث التقنيات المتطورة، ذلك في سبيل المحافظة على الأرواح والممتلكات من الكوارث الطبيعية والصناعية والبشرية. وتسعى حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين لاستكمال كل ما يتطلبه الموقف من العدة والعتاد وسدّ جوانب القصور بالمال والرجال والآلة، وهذا ما هو واضح وجليّ أمام الناظر والمتابع حيث يرى جوانب الإمداد تتوافر وتتوالى على جميع قطاعات الدولة، ومنها الدفاع المدني ذلكم الجهاز الإنساني الذي يستطيع أن يدخل كل مكان دون الحاجة للاستئذان، وهذا دليل واضح على أهمية هذا الجهاز بكافة تخصصاته (الإطفاء والإنقاذ والإسعاف، والحماية المدنية). إننا ننظر لهذا الجهاز نظرة إجلال وإكبار؛ إذ إنه استطاع أن يقفز خلال سنوات معدودة ليضاهي أمثاله في الدول المتقدمة.. وكيف لا يكون ذلك؟ وقد أولت حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعده للشؤون الأمنية جل اهتمامها ووقتها لهذا الجهاز الإنساني. إن الدفاع المدني - وفق هذا الاهتمام - يشارك هذا العام بمعرض توعوي يحتوي على العديد من المعروضات من الأجهزة والمعدات الخفيفة والمصورات ليحاكي العصر ويقدم رسالة توعوية حديثة تناسب شرائح المجتمع كافة. ختاماً.. أودّ أن أقول كلمة قصيرة هي أننا نحتفل اليوم بماض عريق في ثقافته وفكره وحضارته التي لها جذورها التاريخية الممتدة عبر أثير السنين إلى يومنا هذا لا يشوبها شائبة ولا يعكر نقاءها وصفاءها حثالة القوم ولا إرهاب المجتمع وتخويفه. إننا نقول للجميع إن هذا المهرجان ردّ على كل من أراد تلويث صفو المجتمع وأمنه والتشكيك في قدراته الأمنية، وإننا ماضون بعزم أكيد في نهجنا الإسلامي الوسطي المتمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وملتفون حول علمائنا وحكامنا، وكلنا أسرة واحدة ولحمة مجتمعة ضامة في أكتافها عناصر الولاء والطاعة لله تعالى ثم للمليك والوطن. ونبتهل إلى الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني من كل سوء ومكروه ويجعلها دائماً آمنة شامخة رغم أنوف الحاقدين. مدير عام الدفاع المدني