من المعروف أن هنالك عدة شروط تحدد عملية الاقتباس لا يجوز تخطيها، سواء كان هذا الاقتباس حرفياً أم اقتباس معنى والمادة المنقولة هي الأخرى لها شروطها وضوابطها التي لا يجوز لناقلها أن يتجاهلها وإلا اعتبر سارقاً.. ومن أبسط حقوق الكاتب المادة المنقولة، أن يذكر الناقل اسمه مع هذه المادة عند نقلها، وفي كثير من الأصول لا يكتفي بذكر اسم الكاتب بل يتعدى ذلك إلى ذكر المصدر الذي وجدت هذه المادة - أصلاً - فيه. وبالرغم من وضوح وشيوع هذه القاعة فإن كثيراً من الصحف تتجاهل هذه القاعدة لا أدري أبسوء نية أم بحسنها.. المهم أنها تتجاهلها، وهذا تعد كبير على حقوق الكاتب. وما دفعني لكتابة هذه السطور هو ما نشر في جريدة (الندوة) العدد 4065 الصادر يوم 14 جمادى الأولى 92 وفي صفحة (نداء القدس) تحت زاوية (من مفكرتي) على شكل رسالة بعنوان (الذي ولد بلا وطن).. وهذه الرسالة لم تذل باسم كاتبها.. ولكن الذين قرأوا مجلة الحوادث 813 يعرفون تماماً ان الرسالة انما نشرت أولاً باسم نبيل خوري ضمن مقالة بعنوان (شهدت سقوط القدس مرتين).. وبهذه المناسبة أود أن أبين بأنني لا اتهم أحداً بالسرقة ولكني - في نفس الوقت - أعتقد انه من الأمانة ومن حقوق نبيل خوري على السيد رفقي طيب محرر صفحة نداء القدس أن يذكر اسمه - اسم نبيل خوري - لأن المقالات التي لا تذيل باسم شخص ما في صفحة ما تكون عادة من كتابة محرر تلك الصفحة، ولولا اطلاعي المسبق على مجلة الحوادث لكنت أول المعتقدين بأن (الذي ولد بلا وطن) إنما هي من بنات أفكار السيد رفقي طيب، حتى ولو كانت تحت عنوان مثل (من مفكرتي).. وأرجو أن لا يساء فهم ما تعنيه هذه السطور.. فأنا أكرر بأنني لا اتهم أحداً بالسرقة.. كما انني لا أهدف من وراء كتابتها إلى الاثارة لأن القارئ لدينا شبع من الإثارة - وكل ما أود أن ألفت إليه هو دعوة الاخوة محرري الصفحات الى اتباع الطرق المتعارف عليها في النقل والاقتباس.. لأن ذلك هو الضمانة الأكيدة لعدم الالتباس بين النقل والاقتباس من جهة وبين السرقة من جهة أخرى.. وهو أيضاً الضمانة الأكيدة لعدم التعدي على حقوق الآخرين تحت ستار النقل والاقتباس.