أوضح الناقد عبد الله السمطي أن سحب جائزة الشيخ زايد من الناقد الجزائري الدكتور حفناوي بعلي جاء ليعطي قدرا من المصداقية في توجهات الجائزة، غير أن السمطي وجه اللوم للقائمين على الجائزة لتجاهل جهوده التي أفضت إلى كشف السرقة، وعدم ذكر اسمه في البيان الذي أعلن من خلاله سحب جائزة الشيخ زايد من حفناوي، ولفت السمطي، إلى أن الناقد الجزائري سطا على أكثر من عشرة كتب لكتاب عرب وأجانب أبرزهم الدكتور عبد الله الغذامي وسعد البازعي وميجان الرويلي وفخري صالح. الناقد السمطي أوضح أن الجائزة صححت صورتها بعد صدور القرار بسحبها من حفناوي، وقال: «لا ريب في أن سحب جائزة الشيخ زايد لعام 2010 من الناقد الدكتور حفناوي بعلي جاء ليعطي قدرا من المصداقية في توجهات الجائزة التي تسعى إلى تعزيز القيمة الفكرية للتأليف والكتابة، فقد صححت الجائزة صورتها، وسعت إلى تنقيتها بهذا الصنيع، وتعزيزا لهذا الموقف، فإن الكشف المنهجي عما يتضمنه كتاب حفناوي بعلي من سرقات أدبية بات من الضرورة بمكان لكي يأخذ القارئ العام طرفا منه». واستغرب السمطي تجاهل أمانة الجائزة لجهوده المضنية، التي استمرت لأكثر من شهرين للكشف عن السرقة، مؤكدا «تتبعت الكشف عن السرقة لأكثر من شهرين وكافأتني الجائزة بالتجاهل»، وأضاف «القائمون على الجائزة حين أصدروا بيان سحب الجائزة لم يشيروا إلى هذا الجهد البحثي، وإنما ذكروا (أن عددا من القراء والباحثين) هم من قاموا بهذا الجهد، فمن هم هؤلاء القراء ومن هم هؤلاء الباحثون؟». وأشار السمطي إلى فداحة السرقة قائلا: «لقد هالتني سرقات الدكتور حفناوي بعلي في كتابه الفائز بالجائزة وعنوانه: (مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن) (2007)، حيث سطا على أكثر من عشرة كتب لمؤلفين عرب وأجانب، دون أن يشير إليها في مصادره ومراجعه، وقد تشكل كتاب حفناوي بعلي الذي يقع في ثمانية فصول، من 743 فقرة، منها 437 فقرة مقتبسة، من كتب أشار إليها، على الرغم من أن فيها بعض الإشارات الوهمية الخادعة، وفيها أخطاء منهجية متعددة حيث يغير في المفاهيم والمصطلحات دون داعٍ منهجي، ومنها 297 فقرة مسروقة، سطا عليها الدكتور حفناوي ونسبها لنفسه». وزاد السمطي «الكتاب كله بما فيه المقدمة والخاتمة لم يكتب فيه الدكتور حفناوي بعلي سوى اسمه وعنوانه، فلأول مرة نجد مقدمة مكونة من 22 فقرة كلها مقتبسة دون إشارة منهجية توضح نسبها لمؤلفين آخرين، ولنقل الكلام نفسه عن الخاتمة. كما لم يضف أية إضافة على فقرات الكتابة، لا بالشرح أو التعليق، أو إبداء الرأي، لكنه للأمانة العلمية وضع بعض حروف العطف والربط لا أكثر ولا أقل». وتطرق السمطي إلى السرقة بشكل مفصل، مبنيا «أن من أبرز من سطا حفناوي بعلي على كتبهم هو الناقد الدكتور عبد الله الغذامي في كتابه الصادر عام 2000 (النقد الثقافي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية) (30) فقرة مطولة، وكتاب ميجان الرويلي وسعد البازعي (دليل الناقد الأدبي) (الصادر في خمس طبعات أولها 1995- وآخرها 2007) (20) فقرة، وكتاب: (دفاعا عن إدوارد سعيد) لفخري صالح من الأردن (5) فقرات، وكتب للدكتور شاكر عبدالحميد، والدكتور نبيل علي، والدكتور رمضان بسطاويسي من مصر، وغيرهم من الباحثين، فضلا عن اقتباسات كثيرة من كتب أجنبية مترجمة للعربية، خاصة لإدوارد سعيد، وسارة جامبل، وفرانز فانون، ورايموند ويليامز. ويبلغ مجموع ما سطا عليه حفناوي بعلي في الكتاب أكثر من 120 صفحة في كتابه الذي يقع في 384 صفحة من القطع فوق المتوسط. وخلص السمطي للقول أتمنى أن يكون هذا الحدث (سحب الجائزة) عنوانا لمرحلة مقبلة تتخلص فيه الثقافة والإعلام من المزيفين والمدلسين، للوصول إلى تقاطيع وجه ثقافي أنقى وأنصع وأدل.