"اليوم الوطني".. لمن؟    القيادة تعزي ملك البحرين في وفاة الشيخ خالد بن محمد بن إبراهيم آل خليفة    ضبط 22716 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    بعد اتهامه بالتحرش.. النيابة المصرية تخلي سبيل مسؤول «الطريقة التيجانية» بكفالة 50 ألفاً    تفريغ «الكاميرات» للتأكد من اعتداء نجل محمد رمضان على طالب    السعودية تتصدر دول «العشرين» في نمو عدد السياح الدوليين في 2024    البكيرية تستعد للاحتفاء باليوم الوطني 94 بحزمة من الفعاليات    الصين لا تزال المصدر الرئيس للاوراق العلمية الساخنة    القيادة تهنئ الحاكم العام لبيليز بذكرى استقلال بلادها    كلية الملك فهد الأمنية الشرف والعطاء    الشرقية: عروض عسكرية للقوات البحرية احتفاءً بيوم الوطن    بلدية الخبر تحتفل باليوم الوطني ب 16 فعالية تعزز السياحة الداخلية    زاهر الغافري يرحلُ مُتخففاً من «الجملة المُثقلة بالظلام»    الفلاسفة الجدد    حصن العربية ودرعها    أبناؤنا يربونا    تشكيل الإتحاد المتوقع أمام الهلال    مآقي الذاكرة    "البريك": ذكرى اليوم الوطني ال94 ترسخ الإنتماء وتجدد الولاء    شكر وتقدير لإذاعتي جدة والرياض    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الفوز على ضمك    مصر: تحقيق عاجل بعد فيديو اختناق ركاب «الطائرة»    اختفاء «مورد» أجهزة ال«بيجر»!    إسرائيل - حزب الله .. لا تهدئة والقادم أسوأ    الشورى: مضامين الخطاب الملكي خطة عمل لمواصلة الدور الرقابي والتشريعي للمجلس    انخفاض سعر الدولار وارتفاع اليورو واليوان مقابل الروبل    "الأوتشا" : نقص 70% في المواد الطبية و65% من الحالات الطارئة تنتظر الإجلاء في غزة    رياح سطحية مثيرة للأتربة والغبار على القصيم والرياض    فلكية جدة: اليوم آخر أيام فصل الصيف.. فلكياً    2.5 % مساهمة صناعة الأزياء في الناتج المحلي الإجمالي    «النيابة» تحذر: 5 آلاف غرامة إيذاء مرتادي الأماكن العامة    خطيب المسجد النبوي: مستخدمو «التواصل الاجتماعي» يخدعون الناس ويأكلون أموالهم    "مدل بيست" تكشف مهرجان "ساوندستورم 2024" وحفل موسيقي لليوم الوطني ال 94    "أكاديمية MBC" تحتفل بالمواهب السعودية بأغنية "اليوم الوطني"    "تعليم جازان" ينهي استعداداته للاحتفاء باليوم الوطني ال94    الأخضر تحت 20 عاماً يفتتح تصفيات كأس آسيا بمواجهة فلسطين    بيع جميع تذاكر نزال Riyadh Season Card Wembley Edition الاستثنائي في عالم الملاكمة    شرطة نجران تقبض على شخص لحمله سلاحًا ناريًا في مكان عام    رياض محرز: أنا مريض بالتهاب في الشعب الهوائية وأحتاج إلى الراحة قليلاً    الدرعية تحتفل بذكرى اليوم الوطني السعودي 94    حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس ترومان» تبحر إلى شرق البحر المتوسط    مجلس الأمن يعقد اجتماعا طارئا لبحث التطورات في لبنان    «لاسي ديس فاليتيز».. تُتوَّج بكأس الملك فيصل    الناشري ل«عكاظ»: الصدارة أشعلت «الكلاسيكو»    وزارة الداخلية تُحدد «محظورات استخدام العلم».. تعرف عليها    ب 2378 علمًا بلدية محافظة الأسياح تحتفي باليوم الوطني ال94    المراكز الصحية بالقطيف تدعو لتحسين التشخيص لضمان سلامه المرضى    زعلة: ذكرى اليوم الوطني ال94 ترسخ الانتماء وتجدد الولاء    "الصندوق العالمي": انخفاض معدلات الوفيات الناجمة عن مرض الإيدز والسل والملاريا    حركة الشباب تستغل النزاعات المحلية الصومالية    خطيب المسجد النبوي: يفرض على المسلم التزام قيم الصدق والحق والعدل في شؤونه كلها    خطيب المسجد الحرام: أعظم مأمور هو توحيد الله تعالى وأعظم منهي هو الشرك بالله    محمد القشعمي: أنا لستُ مقاول كتابة.. ويوم الأحد لا أردّ على أحد    حصّن نفسك..ارتفاع ضغط الدم يهدد بالعمى    احمِ قلبك ب 3 أكوب من القهوة    احذر «النرجسي».. يؤذيك وقد يدمر حياتك    قراءة في الخطاب الملكي    برعاية خادم الحرمين.. «الإسلامية» تنظم جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وجوه مهرجان دبي العشرة عكست الأصالة وجمعت الثقافة وصنعت الحضارة
مهرجان دبي العاشر للتسوق
نشر في الجزيرة يوم 13 - 02 - 2005

دبي الراسية بثقة على شاطئ الخليج.. درة ثمينة.. لآلئ يجتذب بريقها الناس من كل أنحاء العالم.. سوق عالمي وثقافة تعكس الأصالة والحضارة.. معجزة تؤكد على مقدرة ابن الخليج على اختصار الزمن وصناعة المستحيل.
دبي تجربة عربية تعطي دليلاً على أن نجاح الدول لم يعد محكوماً بمساحاتها ولا بالثروات الظاهرة والباطنة ولا بكم الأسلحة التي تمتلكها بل بشيء آخر.. بالإرادة والقدرة، وهذه تجربة دبي وقد نجحت ونجاحها لم يعد نجاحاً لدولة الإمارات وحدها بل لمنظومة مجلس التعاون الخليجي وللعالم العربي كله..
عقد من النجاحات المتوالية
أمس أختتمت مهرجان دبي العالمي للتسوق أنشطته التي استمرت شهراً منذ 12 يناير.. وبهذا الاختتام يكون مهرجان دبي قد أكمل عقداً من النجاحات المتوالية، باكتمال عامه العاشر، بات المهرجان يمثل أيقونة الاحتفالات العالمية، وأكثرها شعبية... وستزيد منها، هذا العام: الخبرة، التي حصل عليها خلال تسع سنوات من العمل، والتي سيكون لها النفع الأكبر على مدى الأعوام المقبلة. بين الثاني عشر من يناير، والثاني عشر من فبراير 2005م.
في العام 1996 ولد مهرجان دبي للتسوق ليجسد مسيرة دبي نحو التطور والازدهار، وليصبح خلال السنوات التي تلت انطلاقته، سفيراً لدولة الإمارات العربية المتحدة.
لقد استطاع مهرجان دبي للتسوق وفي فترة وجيزة أن يكون علامة فارقة على خارطة العالم السياحية ودفع مختلف القطاعات والمرافق الأخرى في الدولة إلى التنافس وتقديم إنجازات تنموية تعتبر معجزة حضارية ونموذجاً يحتذى به.
في دورته العاشرة يحمل مهرجان دبي للتسوق للعالم بأسره إلى دبي تحت شعار (عالم واحد، عائلة واحدة) حيث عاشت دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى 32 يوماً أجواء احتفالية متميزة ضمت عدداً كبيراً من الفعاليات التي تميزت منذ انطلاقة الحدث الأولى في دودتها ورقيها ومستواها على صعيد منطقة الشرق الوسط.
وفي ظل المتابعة المستمرة والرؤية الثاقبة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وزير دفاع دولة الإمارات العربية المتحدة، حرص مهرجان دبي للتسوق أن تعكس فعالياته مكانة دبي والأبعاد الإنسانية التي حملها في فكرته والتي استطاع بها أن يجمع العالم بمختلف جنسياته على أرض واحدة لتتقارب وتتواصل وتصبح كالعائلة الواحدة.
أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم في كلمته خلال اللقاء أن (المهرجان احتضن الجميع من مشاركين ومنظمين وزوار كأسرة واحدة نسعد معاً ونحن نقطف ثمرة من ثمار النجاح التي زرع بذورها فقيد الأمة وحكيم العرب صاحب السمو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ويواصل النجاح مسيرته بإذن الله بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وصاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ورعاية وتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير دفاع دولة الإمارات العربية المتحدة).
وأضاف سموه (النجاح الأسطوري الذي حققه مهرجان دبي للتسوق عبر مسيرة سنواته الماضية، لم يأت من فراغ بل كان ولا يزال جزءًا من التفوق الذي تحققه دبي على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياحية والإعلامية والذي جعلها تتبوأ مركز الريادة في وقت قياسي، ليس على مستوى منطقة الخليج فحسب بل على المستوى العالمي أيضاً، فالإنجازات التي تشهدها دبي تتحدث عن نفسها وتروي قصة العطاء الطويل التي لم تكن لتنجح لولا تمتع قادتنا بالحكمة والرؤية الثاقبة حيث استطاعوا تحويل الأحلام والآمال إلى وقائع ملموسة تنبض بالحياة والفاعلية والتطوير).
وكان لافتاً ما حشدته اللجنة المنظمة للمهرجان من طاقات لتزداد فعاليات مهرجان دبي للتسوق 2005 روعة وجاذبية من حيث الشكل والحجم والنوعية ودرجة إتقان خدمات الترفيه احتفالاً بمرور عشر سنوات على انطلاقة الحدث المتميز، وتأكيداً على ريادته بين المهرجانات في المنطقة والطفرة النوعية التي أهداها للسياحة العربية.
وجوه دبي العشرة
وقد حددت اللجنة المنظمة عشرة وجوه للمهرجان للتناغم مع الاحتفال بالعام العاشر، الوجه الأول منها القرية العالمية التي تعلق بها جمهور الزوار على مدى السنوات وسيأتي تفصيل زيارتها.
والوجه الثاني فعاليات منطقة الشندغة التراثية، التي تقدم بعداً سياحياً خدمياً متميزاً يتيح الفرصة لزوار المنطقة لمعرفة واكتشاف القيم الثقافية والإماراتية والعربية عبر الفلكلور والفن الشعبي والمعارض المتنوعة التي تضيء الخلفيات وراء أجمل ما تعارفت عليه الثقافة الشعبية من طرق الاحتفال والتعبير عن المشاعر وتتيح أنشطة الوجهة الثانية للمهرجان للزائر ما هو أكثر من التعرف، فبإمكانه معايشة تجربة حقيقية تستحضر الماضي بأسلوب محترف أساسه امتلاك المعرفة العميقة بالتراث وفهمه ومقارنته واستيعاب تطوراته.
والوجه الثالث تطوف الكرنفالات الملونة أرجاء دبي لتنشر السعادة والبهجة والتي ستشهد حشداً فريداً من نوعه من الكرنفالات يطوف بالزوار مختلف أنحاء العالم ويلون المتعة والتسلية بدرجات لونية مبتكرة تجذب الكبار والصغار وتوحدهم بمشاعر الدهشة والمرح التي لا تخل من المعرفة والفائدة وتشجع على الحوار والتعايش والتعارف بين مختلف الأجناس.
والوجه الرابع هو (سوق المهرجان الليلي) لعشاق التبضع والشراء حيث تدفع برواد المهرجان إلى تجربة تتلون بخصوصية كل فرد وأسلوبه في التعاطي مع سوق تتوفر له أجواء الطقس الجميل في هذا الوقت من العام وتجتمع فيه خبرة التنظيم التي تلبي حاجات المستهلك ورغبته في البحث عما هو متميز من المنتجات وتفضيله ما هو حميم من طرق العرض وسط أجواء الليل الساهر.
وفي الوجه الخامس يستطيع زوار مهرجان التسوق 2005 التمتع بالتخييم في الأجواء الرائعة والأماكن المجهزة بالكامل في (مخيم المهرجان البري) التي تتيح وجهاً من أوجه الانطلاق والمرح تناسب أعمار كل أفراد العائلة يشبع حواسهم بثقافة وأجواء الصحراء ويمدهم بالاحتياجات اللازمة للاستمتاع الكامل.
أما الوجه السادس (الحملات الترويجية) فهو الأضخم هذا العام وفاجأ الجميع وحقق أحلام الكثيرين.
وإذا كان للطفل وعائلته موقع الاهتمام الخاص في المهرجان فيمكن اعتبار الوجهة السابعة (الحدائق الترفيهية) قطعة الحلوى التي يهديها المهرجان للأطفال الأحباء حيث (كان لهم وعائلاتهم النصيب الأكبر من الفعاليات والأحداث التي زفرت بها الوجهة السابعة ما يجعل الأوقات التي تمضيها العائلة في الحدائق وكذلك النشاطات التي تشارك فيها من أمتع ذكريات.
وامتلأت سماء دبي وشوارعها بالأحداث المبتكرة والجديدة التي تناسب جميع الأعمار والجنسيات وتغمرهم بالسعادة على مدى 32 يوماً في شوارع السيف والرقة والمرقبات وهي الوجوه الثامن والتاسع والعاشر التي طالما ملأها الرواد بهجة وأمضوا فيها أوقاتاً لا تنسى واستمتعوا فيها بمتعة الانطلاق في الشارع والتفاعل مع الجمهور.
القرية العالمية (معرض ثقافي)
ولكن ما الذي حدث هذا العام في القرية؟ وما الذي أضيف إليها؟ وكيف رآها زوارها من المواطنين السعوديين خاصة؟
انضمت للقرية العالمية 15 دولة جديدة هي بريطانيا وسويسرا وكندا واستراليا والنمسا ونيوزيلندا واليونان وقطر ونيجيريا واليابان وكمبوديا وبولندا ونيبال وقرغيزستان والعراق التي تعود بعد غياب.
وأصبحت القرية العالمية الآن تحتوي على 46 دولة و54 مطعماً وعشرات الشركات من كافة أنحاء العالم..
زيادة أعداد الدول أو المطاعم أو الشركات ليست سوى وجه من وجوه التغيير، أما القلب فهو (الزوار) حركتهم وتفاعلهم واحتفالهم الجماعي، حيث يبني كل زائر العالم كما تشتاق إليه نفسه، وكما يحب أن تتذوقه مخيلته وهي تغرف من كل ثقافات الشعوب، أو تقارب مشغولات كل بلد وحرفه اليدوية، تستمع لأهازيجه وتشاهد فلكلوره، تتعرف على إبداع البسطاء في قطعة حلي أو نقش سجادة أو تحفة تزين البيت، وتتذوق طعم أكلة طهتها منذ القدم امرأة في قرية أوروبية أو إفريقية أو آسيوية لتبهج أبناءها.. كل العالم بين يديك لتصنع أنت العالم.
يقول مدير القرية العالمية: لقد أسعدنا أن انطلاقتنا الجديدة حظيت باهتمام كبير بين مختلف شعوب العالم كونها مثلث مجموعة من القيم والمبادئ التي نحرص دائماً على الالتزام بها وتطبيقها وفق أرقى المعايير العالمية (تمتاز بالغنى الثقافي والتنوع الحضاري مما يجعلها إحدى أكبر فعاليات مهرجان دبي للتسوق جذباً للزوار ووجهتهم الأولى، حيث زارها خلال فعاليات مهرجان 2004 أكثر من 5.2 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم).
زوار القرية من كل أنحاء العالم بكل فئاته وثقافاته وألوانه، لكن الحضور السعودي بين جموع الزوار استمر لافتاً عبر السنين، فسألنا أحد زوار القرية من المواطنين السعوديين كان يصطحب أسرته عن سبب وجوده وهل يكرر الحضور، فأجاب أنه يزور دبي مدة كل عام مع أسرته في أيام المهرجان، وقال إن سبب تكرار الزيارة ليس قرب المسافة وحدها بل الشعور بالألفة داخل الوطن الخليجي الواحد، فضلاً عما يوجد بالمهرجان من تجديد كل عام يشعر الزائر وكأنه يأتي لأول مرة.
وقالت مواطنة سعودية كانت تصطحب أولادها الخمسة أن الجو العائلي والشعور بالأمان وتوفر وسائل الترفيه والبهجة للكبار والصغار سبب أساسي في رغبتها في الحضور كل عام.
شاب سعودي مثقف قال إنه يختصر زيارة العالم في القرية العالمية بدبي حيث يطلع على ثقافات شتى من مختلف البلدان ثقافات حية تتمثل في البشر لا ثقافات من ورق، وهذه ميزة توفرها القرية العالمية بدبي.
وأجمع الزوار من كل أنحاء العالم أن التنوع الثقافي الذي يمثله مهرجان دبي عامةً والقرية العالمية خاصة أهم عوامل الجذب يضاف إليها المسابقات الكبرى التي تقدم ويتنافس الزوار على الفوز فيها.
في العام 2000م، سجلت العديد من الصحف العالمية سابقة اعتبرت فريدة من نوعها آنذاك، وهي سحوبات سيارات الرولزرويس التي امتدت 31 يوماً، وفي العام الأسبق سجل المهرجان نفسه ارتفاعاً ملفتاً في عدد أفراد العائلات التي تقصده من خارج الدولة فالمهرجان يستقطب العائلات بقوة، حيث ارتفع عدد أفراد العائلة الواحدة الزائرة من 3 إلى 5 أشخاص بين عامي 1998 و1999، وتتخذ القرية العالمية بفعالياتها المتنوعة وثراء المشاركة فيها مركز القلب.
دبي لاند.. معرض دائم
وتظل القرية العالمية أهم وجوه المهرجان وأبرزها وأكثرها تألقاً، بل أصبحت أهم ملامح وجه دبي الزاهي على مدار العام، إذ ستدخل القرية ضمن مشروع (دبي لاند) حيث تستمر في استقبال زوارها بعد انتهاء المهرجان لمدة 79 يوماً بعد أن أعلن انفصالها رسمياً عن إدارة المهرجان، واعتبارها مشروعاً ترفيهياً مستقلاً، ويتم التخطيط حالياً لتستمر القرية لمدة ثمانية أشهر في العام، مع تحويل مبانيها ومنشآتها المؤقتة إلى دائمة، وذلك في غضون عامين من الآن، مع تهيئة وتطوير بنيتها التحتية لتلائم هذا التحول، على صعيد المباني والمطاعم والقرى المشاركة ومدينة الألعاب وأماكن الفعاليات وجميع المرافق المرتبطة بالقرية.
وقال إبراهيم عبد الرحيم مدير القرية العالمية: (إن مشروع القرية العالمية، باعتباره أحد مشاريع (دبي لاند) أكبر مدينة ترفيهية في المنطقة، سوف يكتمل نهائياً بحلول عام 2007، حيث سيكون قادراً على استيعاب أجنحة 80 دولة، مع وجود مخططات لإنشاء فندقين، لخدمة زوار القرية، مشيراً إلى أن التكاليف الاستثمارية لإقامة القرية العالمية بشكلها الجديد الدائم ضمن (دبي لاند) تصل إلى حوالي 900 مليون درهم).
وأضاف عبد الرحيم: (إن إدارة القرية العالمية تقوم، ضمن إستراتيجية التطوير والتحديث التي تتبعها، بدراسة العديد من العروض المقدمة لها من قبل الشركات العالمية، ومن بينها عرض بتأسيس ركن مجمع يشمل جميع مطاعم العالم يحتمل الانتهاء منه في 2006 بعد الموافقة النهائية عليه، مؤكداً أن القرية العالمية تعد واحدة من أهم وجهات الجذب السياحي في دبي ودولة الإمارات بشكل عام، ووجودها ضمن مشروع (دبي لاند) سيمثل إضافة جديدة لها بالإضافة إلى أنها ستكون مكملة للمشاريع الترفيهية التي ستقام ضمن هذا المشروع الترفيهي العملاق).
ومحتويات أجنحة الدول المشاركة تؤكد عالمية الثقافة التي تمثلها القرية العالمية، حيث تقدم فعاليات ثقافية وفنية تعبر عن خصوصيتها وتعكس الطبيعة والبيئة والتاريخ الإنساني لشعبها، ويتبارى المنظمون كل عام في ابتكار تصميمات لأجنحتهم تعبر عن هوية البلد وتشعر الزائر بأنه يتجول على قطعة من أرض هذه الدولة أو تلك، ويعرضون من المنتجات ما يمثل صورة النشاط الإنساني مقربين بذلك المسافة التي تفصلها عن بقية دول العالم.
وقد بدأنا بالأجنحة الخليجية والجناح السعودي حيث يتنفس الزوار أريجاً متنوعاً لعطر واحد، ويلتقي زائر الجناح السعودي بالضيافة العربية ويتذوق التمر بأنواعه ويطلع على تاريخ موغل للأصالة والعراقة حيث تعانق نهضة الحاضر حضارة الماضي.
وتتواتر أمام الزائر صور تحفز المخيلة وتضيف إلى المعرفة العامة عن الشعوب نوعاً من الخبرة الحية، فالتشيكيون يتفننون في عرض كريستال بوهيميا وإبداعاته الفنية، بينما يحفز الأتراك زوار جناحهم بموسيقى تجمع بين الحنين إلى الشرق والتطلع إلى بناء إنسان جديد، أما جناح جنوب إفريقيا فيقدم لزواره بسمة متعددة الملامح والألوان، ويقدم الجناح التونسي مذاق الحلوى بين معروضاته الشعبية، ويحتفي جناح المغرب بزواره تحت مظلة تقاليده التراثية، في حين تفتح الأقنعة والتماثيل الكينية نافذة لمشاهدة فنون المحاربين الأفارقة وهي محاطة بظلال الطبيعة الغنية، ويؤكد الإيرانيون في جناحهم على براعة الحرفي الشعبي في تقديم فنون تنافس الفنانين المحترفين تتفوق عليهم بنكهة الشرق الفريدة، ويقدم الإيطاليون زيتونهم إلى جانب أحدث صيحات الموضة في الأزياء وتشكيلات الذهب والمجوهرات، وفي الجناح الألماني يتذوق الزائر أنواعاً من الخبز وهو يرى الثمار العبقرية للصناعة الحديثة، ومن آسيا حيث تأتي الحضارات تتنافس أجنحة ماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند على تقديم نكهات لا حصر لها للأطعمة وألوان تتشكل دائماً من جديد للصناعات الشعبية كالحلي وأعمال الديكور وزينة النساء.
أما الصين فتفتح مخازن كنوزها البشرية في جناحها الضخم كاشفة وجهها الحضاري العريق، ويمزج المصريون بين رموزهم الفرعونية ومنارة الأزهر والخط العربي.
يقول سونيل بهاتيا منظم الجناح الهندي وهو أقدم المنظمين في فعاليات القرية (الحدث بدأ صغيراً ثم أصبح أكبر قرية عالمية في العالم خلال عشر سنوات، وأرى أنه مبتكر وهناك من يحاول تقليده، ونحن نجد دعماً قوياً من حكومة دبي التي تعمل على تحويل فعاليات القرية إلى حدث عالمي).
ويقدم الجناح الهندي فنوناً وفلكلوراً من الهند على مدى 3 ساعات يومياً، ويشارك في بعضها عروض من طلبة المدارس، ويقول سونيل بهاتيا (الناس يتطلعون في كل أنحاء المدينة، وكذلك زوار المهرجان من الخارج، إلى زيارة القرية العالمية، ففيها ثقافات العالم، ونحن فخورون أننا هنا منذ البداية).
ويضيف بهاتيا (سيأخذ جناحنا هذا العام شكلاً جديداً بالطبع مستوحى من قصر (ميسور) أجمل قصور (كاناتكا)، أما واجهة الجناح فسيحاكي تصميمها متحف (هامبي) وهو أكبر متاحف العالم).
أما منظم الجناح السوري الأقدم عربياً (ياسين الهدر) فقد فاز بأربع جوائز كأحسن جناح في الأعوام 2000 و2001و2002و2003، ويقول عن سر هذا التفوق (هناك لجنة تقيم كافة العناصر من حيث التصميم وانتماء المنتج إلى البلد ونوعية الشركات والترتيب الداخلي للجناح وإقبال الزائرين عليه)، ويضيف ياسين الهدر، مؤكداً أن المنافسة هي الدافع الأكبر للابتكار (كل سنة نعمل شيئاً مميزاً ويختلف الجناح كل مرة عن المشاركة التي سبقته، فالعام 2000 كان التصميم يشبه سوق الحميدية والواجهة مثل بوابات دمشق السبع، وكان تصميماً مميزاً خاصة أسقف أسواق دمشق القديمة، وفي العام 2001 قدمنا لمحة عن قلعة سمعان والجامع الأموي ونواعير حماه وجولية الشعر بتدمر، واستطاع التصميم أن يجمع كل ذلك في واجهة واحدة، وفي العام 2002 عملنا مسرح تدمر الكبير والأسواق التدمرية ذات الطبيعة الصحراوية السورية، وفي العام 2003 عملنا واجهة أوغاريت وما تحتويه من متاحف، ومن داخل الجناح أقمنا سوقاً يحاكي أسواق الساحل السوري).
ويعد ياسين الهدر زوار القرية العالمية في المهرجان المقبل بمفاجأة هي واجهة الجامع الأموي بالكامل وبنوافذه ورسوماته وزينته العمرانية، أما داخل الجناح فسيشبه التداخل بين الأسواق والبيوت الشامية وستشارك فرقة الفلكلور المولوي الديني).
في العام الماضي كانت ألمانيا من أحدث الدول المنضمة إلى القرية العالمية، ولا تزال واجهة (براندال بوجول) بخيولها وأعمدتها الصلبة منطبعة في أذهان زوار القرية العالمية للعام 2004، وتقول كريستين أكرو منظمة الجناح (سيكون جناحنا للعام 2005 (ألمانياً جداً) ومعبراً تماماً عن ألمانيا وسيكون هناك موسيقى كلاسيكية ضمن العروض الفنية وهو أمر مبتكر لأن القرية العالمية تتميز بالإقبال الجماهيري الكبير وستكون الموسيقى الكلاسيكية وسط حركة الجمهور أمراً مختلفاً وجديداً، وسنجلب المزيد من الشركات غير المتواجدة في السوق المحلية. إن القرية العالمية تتخذ الآن شكلاً جديداً وسيكون جناحنا مختلفاً أيضاً).
اكتشاف الآخر، أفراحه ومشاعره عبر الفن والثقافة يشكل أحد أهم المحفزات للجمهور من أجل زيارة القرية العالمية، والتنقل بين مجموعة من أجنحة الدول العربية مثلاً يشعر الزائر - وخاصة العربي- بأن ثمة قصيدة تصف حالات متنوعة يعلو فيها موج الشعر ثم يركض مع الخيل ويستريح على مذاق القهوة، بينما تقدم الدول الآسيوية والأوروبية والإفريقية وجوهاً متعددة للإنسان مستعيدة تراث المحاربين أو المزارعين ورحلات التجارة القديمة، وتتحول القرية كرنفالاً متعدد النشاطات: الملابس والأطعمة والصناعات اليدوية والفلكلور ويجد الجميع ما يشكلون به صورة مختلفة عن العالم أساسها الوحدة والتعايش.
لقد أصبحت احتفالات سنة 2005 بالقرية العالمية عرساً عالمياً يلتئم جمعه تحت سماء دبي الدافئة، وبين يدي محترفين أتقنوا العديد من الطرق لتحفيز أبناء الشعوب المختلفة على التعبير عن هوياتهم تحت مظلة الحوار والتواصل مع الآخرين.
جولة في شارع السيف
تشكل فعاليات شارع السيف خلال مهرجان دبي للتسوق 2005 طقساً شعبياً عالمياً تتناغم فيه الملامح الإنسانية للمبدعين البسطاء أصحاب الحرف والصناعات اليدوية في بلدان عديدة مكونة طقساً احتفالياً يمنح كل خطوة يمشيها الزائر على امتداد الشارع الموازي رحلة إلى زمان ومكان مختلفين لأجمل ما توصلت إليه عبقرية البسطاء.
والملامح الشعبية في شارع السيف تبدأ بسوق الحرفيين الواسع الذي يعرض فيه الصناع المهرة في دول الحضارات القديمة فنون 15 حرفة يدوية عرضاً حياً حيث تتشابك أصابع الإبداع من الإمارات والمغرب وفلسطين ولبنان وسوريا ومصر وعمان وروسيا والهند وإيران والنيجر وكينيا وتايلاند وتونس مستعيدة أهم ما حملته قوافل على طريق التحرير التاريخي المهيب.
وقد لاحظنا تميزاً في هذا الشارع في مهرجان دبي للتسوق 2005 عن الأعوام الماضية بالعرض الحي حيث يقوم الصناع بعمل المنتجات مباشرة أمام الجمهور مقدمين شرحاً لهم يشرح أسرار مهارة هذه الحرف والتي توارثوها منذ القدم حيث مثلت الصناعات الشعبية توليفة متكاملة من الفنون التقليدية فهناك فن صناعة الزجاج والحفر على الخشب والصناعات النحاسية وصناعة السجاد والخناجر والقوارب الصغيرة والأقنعة والصابون والفخار وفنون الحنة والتطريز وصناعة القبعات.
فنون التذوق في شارع المرقبات
يستقبل شارع المرقبات زوار مهرجان دبي للتسوق 2005 بوجبة يومية من المرح والتشويق من خلال فعالية (ضحك ولعب وأكل وشرب) التي تستمر طوال فترة المهرجان من الرابعة عصراً وحتى منتصف الليل متضمنة العديد من المسابقات وألعاب الترفيه والتي تتنوع يومياً حسب أنواع الطعام والشراب (الخضروات- الفواكه- الحلويات- الآيس كريم- العصير- اللبن) وتقام المسابقات الترفيهية والألعاب يومياً حول كل نوع بينما يوفر الحدث معلومات مفيدة للجمهور من خلال اللقاء اليومي مع خبير في التغذية.
جائزة الأم والأسرة المثالية
يضم مهرجان دبي للتسوق بين رؤيته وأهدافه أبعاداً إنسانية عميقة في محتواها، تتفاعل بشكل كبير مع العائلة في كل مكان وتجعلها محور المهرجان، وترقى بالمهرجان عن الناحية الاقتصادية والتسوق البحت.
وكان هذا الاهتمام والتركيز على الأسرة من الأولويات التي تضعها اللجنة المنظمة لمهرجان دبي للتسوق في حسبانها، عند التفكير والتخطيط لفعاليات وأنشطة المهرجان، فهذه الفعاليات في أغلبها تستهدف جميع أفراد الأسرة، من قريب أو بعيد وتوفر لها المناخ المتكامل للسياحة العائلية العالمية والراقية، ذات المستوى العالي من الخدمات والتسهيلات.
وتطبيقاً لهذه المبادئ التي يتبناها مهرجان دبي للتسوق، حرص المهرجان على تنظيم الأحداث الفعالة في المجتمع مثل: (جائزتي الأم والأسرة العربيتين المثاليتين)، اللتين تلاقيان صدى كبيراً لدى أوساط العائلات والأمهات، ليس فقط على نطاق دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن أيضاً على صعيد العالم العربي.
المخيم الليلي.. أجواء رائعة
صنع المخيم الليلي الذي أقامه مهرجان دبي للتسوق 2005 أجواء رائعة لزواره، مكنهم من الاستمتاع بطقوس الحياة العربية الأصيلة، وقد أعد المهرجان البري لزواره برنامجاً حافلاً من الأنشطة المحببة إلى قلوبهم تلبي ما يتطلعون إليه في تلك الفترة من العام، التي اعتادوا الترحال فيها خارج المدن نحو مناطق البر، وانضمت إلى أنشطة المخيم هذا العام فعاليات ركوب الخيل للكبار والصغار والتي تتضمن تدريباً على رياضة الخيول، وسينما للأطفال، ودراجات نارية تتجول بالصغار داخل المخيم، وتعليم الطبخ الشعبي للفتيات، ومقهى شعبي ومجلس شعبي في قسم العائلات ومعارض وألعاب ترفيهية عديدة يتم تنظيمها وتنسيقها بما يحافظ على مناخ الخصوصية والهدوء والراحة والاستمتاع بالطبيعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.