تزف كلية المجتمع في الرياض (تعد من أحدث كليات جامعة الملك سعود) خلال هذه الأيام الدفعة الأولى من طلابها للمجتمع وسوق العمل بشكل خاص. إذ تمثل هذه الدفعة باكورة إنتاج هذه الكلية الفتية التي تقدمها للمجتمع بعد أن أمضوا عامين من التعليم والتدريب والتأهيل في تخصصات مختلفة تمثل احتياج السوق الفعلي اليوم من العمالة، فالكلية تقدم حالياً ستة تخصصات أو برامج تأهيلية تواكب احتياج سوق العمل بقطاعيه العام والخاص مثل التمريض والحاسب الآلي وإدارة المبيعات والإدارة المالية وإدارة الموارد البشرية والأجهزة الطبية يحصل من خلالها الدارس على درجة المشارك (الدبلوم) وتعتزم في المستقبل القريب طرح برنامج مماثل في السياحة والضيافة، هذا بخلاف البرامج الانتقالية المختلفة التي تمنح الدارس درجة البكالوريوس بعد انتقاله إلى الأقسام المماثلة في الكليات الأخرى مثل اللغة الإنجليزية والرياضيات والفيزياء واللغة العربية والتربية الخاصة وإدارة الأعمال والنظم.إن هذا التوجه أو الأفق الجديد في التعليم العالي الذي اخطته وزارة التعليم العالي والجامعات السعودية يمثل ترجمة لقراءة جيدة لواقع ومستقبل سوق العمل السعودي الذي يغص حالياً بالعمالة الوافدة إلى النخاع إنه توجه محمود بلا شك وينم عن إدراك لواقع واستشراف لمستقبل الأجيال القادمة بكل تطلعاتها وآمالها.إنني آمل (بل أكاد أجزم) أن تكون مثل هذه اللبنات التي وضعتها وزارة التعليم العالي والجامعات هي بداية الخيط أو الطريق الصحيح لمعالجة الخلل المزمن الذي يعاني منه سوق العمل السعودي أو جزء منه على الأقل، بالطبع ليس اليوم ولكن على المدى الطويل بشرط أن تتضافر الجهود والعوامل الأخرى لإنجاح ذلك لا لإخفاقه عبد الله بن محمد المالكي