لا يخفى على الكثير من المتابعين لصناعة الإعلان لدينا المعاناة والمشاكل العديدة التي تواجهها وكالات الإعلان المحلية ، ومن أهمها الحرب الشرسة من قبل وكالات الإعلان الأجنبية المستحوذة على معظم سوق الإعلان في السوق السعودية ، وتجاهل العديد من المنشآت الوطنية للتعامل معها وتفضيل الوكالات الأجنبية عليها .. وقد سبق أن أشرت إلى ذلك بشكل مفصل في مقالة سابقة عبر هذه الزاوية بعنوان الإعلانات التجارية في ظل غياب الرقيب ، وكذلك يؤكد هذا الكلام التحقيق الموسع الذي نشر في هذه الصحيفة الأسبوع الماضي على مدار أربعة أيام . لفت انتباهي خلال الفترة القليلة الماضية قيام وزارة العمل بتدشين حملتها الإعلامية الوطنية لتوظيف السعوديين ، مستعينة بإحدى وكالات الإعلان المحلية ، وهي تؤكد بأن (الأقربون أولى بالمعروف) ، شيء جميل جداً أن تدعو الوزارة للسعودة ، مستخدمة عنصراً سعودياً للقيام بالحملة الإعلامية .. وبالمقابل من غير المقبول أن تقوم الوزارة بحملتها بالاستعانة بإحدى الوكالات الأجنبية . ومن خلال تتبعي لإعلانات الحملة الوطنية لتوظيف السعوديين لاحظت تميزاً في الإعلانات والرسائل المستخدمة ، حيث ظهرت معبرة عن البيئة الوطنية وعن أهداف الوزارة من الحملة .. وفي تصوري أن القائمين على القرار في الوزارة قد أدركوا مقدماً أن الأولى بهم أن يتعاملوا مع شركات محلية متخصصة لتنفيذ الحملة وليس شركات أجنبية ، لكي لا ينعكس ذلك سلبا على الخطط والأهداف الأساسية للحملة ، ولكي يكونوا قدوة يحتذى حذوها في هذا المجال . تشكر وزارة العمل على تلك الخطوة التي أقدمت عليها ، وأتمنى أن تحذو جميع الجهات الحكومية والخاصة حذوها في دعم وكالات الإعلان المحلية ، من خلال إسناد حملاتهم الإعلانية لها ، ولا ننسى أن نشير إلى أن وكالات الإعلان المحلية بدورها مطالبة بوضع خطط جريئة لسعودة العاملين لديها والحرص على تدريب شباب سعودي في هذه المهن الجديدة الواعدة . * كاتب ومستشار تسويق