في مثل هذا اليوم من عام 1991 انتهت المهلة التي منحها مجلس الأمن الدولي للعراق لكي ينسحب من الكويت سلما وإلا فسيتم طرده بالقوة. فقد رفض الرئيس العراقي صدام حسين تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي وأصبح الطريق أمام التحالف الدولي الذي قادته الولاياتالمتحدة لشن الحرب ضد العراق. بدأت الحرب التي حملت اسم (عاصفة الصحراء) في السابع عشر من يناير عام 1991 حيث شنت طائرات أمريكية وبريطانية وأخرى حليفة حملة مكثفة من القصف الجوي والضربات الصاروخية على العراق. وأعلن الرئيس جورج بوش الأب (إننا لن نفشل). أما الرئيس العراقي صدام حسين فقال ( إن أم المعارك تجري الآن). ونفذت طائرات التحالف أكثر من 116 ألف غارة على العراق وألقت عليه ما وزنه 85 ألف طن من القنابل. وكانت نسبة 10% من هذه القنابل مما يعرف بالقنابل الذكية وهي التي توجه نحو أهدافها عن طريق أشعة ليزر موجهة من طائرة ثانية. في يوم الأحد 24 فبراير 1991، شنت القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها هجوما بريا وجويا وبحريا كبيرا اكتسح القوات العراقية وانزل بها الهزيمة في غضون مائة ساعة. وأعلن العراق في 26 فبراير عن سحب قواته من الكويت، ولكنه واصل رفضه لقرارات الأممالمتحدة الصادرة بحقه. وقام الأمريكيون وحلفاؤهم بقصف مركز من الجو للطريق العام بين الكويت والحدود العراقية، حيث قتلوا الآلاف من العسكريين العراقيين المنسحبين فيما اصبح يعرف (بطريق الموت). في 27 فبراير 1991، رحب كويتيون فرحون بطلائع القوات الأمريكية والمتحالفة معها عند دخولها مدينة الكويت العاصمة. وفي الثاني من شهر مارس آذار اصدر مجلس الأمن قرارا جديدا حدد شروط وقف إطلاق النار، التي تضمنت وقفا لكل العمليات العسكرية وإلغاء العراق لقراره بضم الكويت، وقيام بغداد بتزويد الأممالمتحدة بمعلومات كاملة عن الأسلحة الكيماوية والجرثومية التي يمتلكها، وإطلاقه سراح كافة الأسرى، واعترافه بالمسؤولية عن الخسائر والأضرار التي نشأت عن احتلاله للكويت. وفي اليوم التالي، 28 مارس ، قبل القادة العراقيون رسميا شروط وقف إطلاق النار في اجتماع مع القادة العسكريين الأمريكيين جرى في خيمة نصبت بالقرب من بلدة صفوان الحدودية.