اطلعت على ما خطه فضيلة د. عبدالله بن عبدالرحمن الشثري إمام وخطيب جامع قصر الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالمعذر في صفحة الرأي يوم السبت 27-11-1425ه العدد 11790، وقد تطرق في مقاله إلى معظم الحجج والتفسيرات الشائعة عن العنف الارهابي الذي أقدم عليه حفنة من أبناء هذه البلاد مؤخراً، وقد أكد لنا فضيلته أنهم مغرر بهم، وأن هناك من يحرضهم ويدعمهم لكنه ألقى بالمسؤولية على (التربية والتعليم والانفلات المتفشي) حسب تعبيره، ولأنه لم يتطرق الى المنهجية التي توصل عن طريقها الى هذا الطرح - اعتمادا على دراسات وأرقام تساعد على وضع حلول حقيقية بدلا من نثر التوصيات والارشادات دون إعطاء آلية للكيفية التي نضمن بها فعالية تلك التوصيات - فإن هذا يدع مجالا للتناقض بين المنطلقات والاستنتاجات، فإذا كان فضيلته يقر بوجود المحرضين الداعمين وهم المتسببون الحقيقيون، فلماذا يحمل غيرهم المسؤولية بكاملها؟ لماذا لا يسمى من يعرف عنهم من المحرضين فرداً فرداً؟ فالآمرعظيم والخطب جلل، وإذا فعل ذلك كل من يقول بوجود (مغررين) فسينكشف المغررون جميعا ونصبح قادرين على التخلص منهم، (وهذا يذكر بأيام قديمة حين كنا نحضر كميات البطيخ إلى المنزل، وقد لا نأكل منه إلا اليسير في بعض المواسم والباقي يذهب للبهائم لأن الدود تسكنه مع أن جميعه أحمر، لكن يبدو أن الفلاح الحديث تخلص من هذه المشكلة).