* الرياض - فارس القحطاني - حمود الوادي: عقب لحظات وساعات من الترقب والانتظار في داخل حرم مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني.. وما أن انتهى الفريق الطبي من فصل التوأمتين البولنديتين في رابع أيام العام الجديد حتى تناقلت الوكالات العالمية هذا الإنجاز السعودي التاسع على التوالي الذي يُعد رسالة بأن المملكة قد وصلت إلى مكانة مرموقة في مجال الطب بشكل عام وفصل الساميتين بشكل خاص.. بداية ذكرت وكالة (رويترز) العالمية عن العملية أن الفريق الطبي السعودي تمكن يوم الاثنين الماضي من إجراء عملية فصل ناجحة لتوأمتين بولنديتين ملتصقتين تشتركان في العمود الفقري والأمعاء. واستغرقت عملية الفصل التي أجريت للتوأمتين داريا وأولجا كولاش (14 شهراً) في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في العاصمة الرياض 15 ساعة. وقال الدكتور عبد الله الربيعة الذي أجرى الجزء الأكبر من العملية الجراحية: (تم فصلهما بنجاح). وقال: إنه لا توجد مضاعفات بعد العملية.. وأشار إلى أنه من المتوقع تحسنهما ولكن هناك أيام حرجة قادمة. وقال الربيعة: إن الأطباء مازالوا يجرون جراحة تكميلية للتوأمتين بعد نجاح الفصل وسوف تستغرق نحو ساعتين. وتكفل الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد بدفع تكلفة العملية الجراحية. ولفت طبيب سعودي نظر الأمير عبد الله للحالة بعد أن سمع عنها من خلال غرف الدردشة بالإنترنت. والعملية هي السادسة من نوعها في المستشفى بالرياض والتاسعة التي تجرى في المملكة. ومن جهة أخرى قالت وكالة الأنباء الفرنسية على لسان الدكتور عبد الله الربيعة الذي أكد استقرار حالة الطفلتين البولنديتين السياميتين (داريا وأولجا). واستغرقت العملية 15 ساعة بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض. وصرح الربيعة بأن (حالة الطفلتين مطمئنة وأن جميع المؤشرات الحيوية للطفلتين جيدة، كما أن الجهاز التنفسي يعمل بشكل طبيعي وكذلك الجهاز البولي والقناة الهضمية تعملان أيضاً بشكل طبيعي). وقال: إنهما (قامتا بفتح عينيهما، كما أن هناك حركة للأطراف السفلية مما يؤكد سلامة الأعصاب الرئيسية).. كما ذكرت وكالة الشرق الأوسط بأنه تم مساء الاثنين الماضي الانتهاء من فصل التوأمتين السياميتين البولنديتين داريا وأولجا. وأوضح المدير العام التنفيذي للشئون الصحية بالحرس الوطني رئيس الفريق الطبي المشرف على العملية الدكتور عبدالله الربيعة أن عملية الفصل تمت من خلال ثماني مراحل متتابعة واستمرت نحو 15 ساعة. وأشار إلى أنه سيتم تخدير الطفلتين ثم يقوم الطاقم باقفال الفجوة بقناة الحبل الشوكي وإعادة الأمعاء وعمل خزع للقولون وإحداث فتحة للشرج.. بعدها يتم اقفال الجلد والعضلات ومن ثم تغطية الجراح ونقل الأطفال لوحدة العناية المركزة للأطفال وذلك في حدود الثلاث ساعات بعد الانتهاء من فصلهما تماماً. وأفاد الدكتور الربيعة أنه خلال فصل قناة الحبل الشوكي للتوأمتين وجد أن هناك تداخلاً في الأعصاب بين الطفلتين مما أدى إلى تأخير فصل هذه القناة، كما وجدت بعض الصعوبات في فصل الجهاز التناسلي والجهاز الهضمي ولكن تمت عملية فصلهما بنجاح. وكان ولي العهد نائب رئيس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبد الله بن عبد العزيز قد قرر إجراء العملية على نفقته الخاصة. ويذكر أن التوأمتين كانتا ملتصقتين ببعض أجزاء العمود الفقري والجهازين التناسلي والهضمي.