ارتبط اسم الدكتور عبدالله الربيعة مع ذلك النوع من العمليات الجراحية شديدة التعقيد المعروفة ب "فصل التوائم"، بعد أن أجرى خلال السنوات الماضية العديد منها ولاقت نجاحا باهرا، مسجلا اسمه واسم المملكة ضمن القلة التي اختصت في هذا النوع الجراحي الدقيق. وأثناء كل عملية يعقد وفريقه الطبي صلات حميمة مع مرضاه وعائلاتهم تستمر لسنوات لاحقة.. "داريا وأولغا" البولنديتان كانتا ضمن الحالات التي حظيت بحياة جديدة بعد المشيئة الإلهية بفضل مشرط الربيعة عام 2005، في قصة إنسانية مؤثرة تداولتها كبرى وسائل الإعلام حينها بعد إصدار الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز-رحمه الله- أوامره بعلاج التوءم السيامي وفصلهما على نفقته الخاصة. بعد 15 عاما من العملية تداول مغردون صورا لمعالي الدكتور عبدالله الربيعة رئيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يتوسط الشابتين داريا وأولغا، وهما بصحة جيدة؛ الأمر الذي دفع المغردين إلى عقد مقارنة بين الصورة الثلاثية للربيعة والطفلتين بعد إجراء العملية، وعقب لقائهم بعد أكثر من عقد زمني، مثنين على مهارة الدكتور عبدالله وعلى وفاء الشابتين، داعين في الوقت نفسه إلى تكريم الربيعة بوصفه واجهة حضارية للمملكة، يفخر بها الوطن جيلا بعد آخر، كما يقول خالد العوني في تغريدته، وهو ما يؤكده عدد من المغردين بصيغ مختلفة، من بينهم سليمان السالم الذي يقول في تغريدة مستقلة: "ومرَّت الأيام سريعة، ويبقى الأثر وما تقدمه يد الإنسان الماهرة المباركة، معالي البروفسور العالمي عبدالله الربيعة في صورتين تفصلهما سنوات من فصل الطفلتين السياميتين حيث حملهما بعد عملية الفصل مباشرة وفي صورة أخرى بعد أن أصبحتا يافعتين في سن الشباب. بوركت جهود الإنسانيين". إضافة للدكتور محمد العوين الذي اعتبر الربيعة من مفاخر الوطن، مشيرا إلى أن المبدعين هم الثروة الحقيقة وعليهم بعد الله تتحقق نهضتنا، وبهم ننافس الأمم. يذكر أن عملية فصل التوءمتين أجريت في مدينة الملك عبد الله بن عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني، واستغرقت قرابة 18 ساعة تحت اشراف الدكتور الربيعة وطاقم طبي سعودي، وحضور عدد من كبار الشخصيات البولندية على رأسهم السفير البولندي الذي تابع العملية من داخل المستشفى، وقد نجح الطاقم الطبي في فصل «داريا وأولغا» بعد أن كانتا ملتصقتين بمنطقة البطن والحوض والورك، وكانتا تشتركان بفتحة الشرج والمستقيم، وملتصقتين بالمجرى البولي والتناسلي، وكان لدى داريا أجهزة بولية وتناسلية مكتملة، أما توءمتها أولغا فلديها كلية واحدة مع اكتمال بقية الجهاز البولي والتناسلي، مع وجود التصاق كبير بالشريان الوتين الاورطي والوريد الجوف السفلي، كما أنهما كانتا تشتركان بعظم الحوض العجزي وكذلك بقناة الحبل الشوكي السفلي.