لم تكن محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي هي الأولى في تاريخ محاكمات الرؤساء وزعماء الدول، الذين بدأوا في قصور الحكم، وانتهوا خلف القضبان يعانون غياهب السجن. وتستدعي محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الأذهان محاكمة سلفه الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك إثر ثورة 25 يناير، كما تستدعى للأذهان محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين؛ أشهر الرؤساء العرب، الذي تمت محاكمته بعد الغزو الأمريكي على العراق، وانتهت بإعدامه، وزين العابدين بن على، رئيس تونس السابق الذي حكم عليه في تونس غيابيّاً بالسجن 15 عاماً. وبعيداً عن العرب شهدت المنطقة محاكمة رئيس إسرائيل السابق “موشيه كتساف” في اتهامات التحرش الجنسي بموظفات مكتبه الرئاسي، وهي البلاغات التي أثبتت الشرطة الإسرائيلية صحتها، وبناءً عليها أُحيل كتساف للمحاكمة، وأجبرته النيابة العامة في إسرائيل على تقديم استقالته عام 2006. وفي أوربا شهد العصر الحالي محاكمة “جورج بابادوبولوس” رئيس اليونان، الذي فرض الحكم العسكري على شعبه وكانت نهايته الحكم بالإعدام. وكان الديكتاتور اليوناني السابق قائداً للمجموعة العسكرية التي تسلمت الحكم في اليونان إثر انقلاب عسكري في 21 أبريل 1967. ، وتعاقبت الأحداث في اليونان وقامت مجموعة عسكرية بانقلاب ناجح على جنرالات مجلس بابادوبولوس العسكري وعينوا مكانه الفريق “فيدون جيزكس” رئيساً مؤقتاً، ثم استدعى العسكريون بعد ذلك السياسي المحترف “قسطنطين كارمانليس” ليدير الحكومة بدلاً منهم ويعودوا هم إلى ثكناتهم بعد انهيار تجربة الحكم العسكري وتفشي آثارها الكارثية. في اليونان في ذلك التوقيت. وقضت بإعدام بابادبوبلوس بتهمة الخيانة العظمى عام 1975، وخُفِّف الحُكم إلى السجن المؤبد، حتى مات جورج بابادوبولس مسجوناً في سنة 1999. ومن الزعماء الذين آل مصيرهم إلى السجن الزعيم الصربي “سلوبودان ميلوسيفيتش”، الملقب بالسفاح. أحد أشهر الزعماء الذين خضعوا للمحاكمة؛ بسبب الجرائم التي ارتكبها وهي جرائم الحرب والتطهير العرقي في صربيا وكوسوفو ضد المسلمين إلى جانب المجازر التي روعت العالم في البوسنة والهرسك، فقد أشعل ثلاثة حروب عرقية وهمجية ضد المسلمين والمعارضين في صربيا. ويعد أول رئيس يخضع للمحاكمة الجنائية الدولية – كمجرم حرب – ولعبت حركة “أوتبورة” دوراً مهماً في إسقاطه ليُحاكم أمام المحكمة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية منذ 2001 أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. ولاقى الزعيم البنمي “نورييجا” مصيراً مشابهاً لسابقيه، ففي عام 1989 قامت مجموعات من الجيش الأمريكي باجتياح بنما للقبض على رئيس جمهوريتها في ذلك الوقت “مانويل نورييجا” لتورطه في تجارة المخدرات، لكن الرئيس البنمي هرب واحتمى داخل سفارة الفاتيكان، مما جعل القوات الأمريكية تحاصر السفارة وتضع مكبرات صوت تبث موسيقى صاخبة بأعلى صوت للتأثير في “نورييجا” نفسياً وإجباره على تسليم نفسه، وهو ما حدث بالفعل وتم اقتياده إلى الولاياتالمتحدة وقضى بالسجن 20 عامًا. أما الديكتاتور “أوجستو بينوشيه أوجارتا” حاكم دولة تشيلي في الفترة من عام 1973 وحتى عام 1990، عانى شعبه تحت حكمه من ويلاته وفساده السياسي والمالي. وفي صباح 3 ديسمبر 2006 تعرض بينوشيه لنوبة قلبية، وحدث ذلك بعد أيام من وضعه رهن الإقامة الجبرية.. وفي 4 ديسمبر 2006، أصدرت محكمة الاستئناف التشيلية أمراً برفع الإقامة الجبرية وتوفي بعدها.