بمنأى عن جدلية الافتراضات والتقديرات المستندة الى اجتهادات قابلة للخطأ والصواب، يُعدّ اجتماع اللجنة التأسيسية لجمعية خريجي معهد العاصمة النموذجي متميزاً ومهما وفق كافة المقاييس الموضوعية لتوفر أسباب وعوامل مشتركة أسهمت بفاعلية في صناعة النجاح الذي حالف فكرة إنشاء الجمعية، فأصبح الحلم واقعاً ملموساً وحقيقة واقعة. ويقيناً ان هذا الإنجاز النوعي له مبرراته خاصة وأنه ذو مساس بمؤسسة علمية وتربوية عريقة معهد العاصمة النموذجي . والسياق الموضوعي يفرض تتبع ومناقشة العوامل التي تضافرت في توفير عناصر نجاحه وتألقه. أولاً: الدعم المباشر والشخصي من لدن صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز، لفكرة بروز الجمعية وحماسه لها ومتابعته خطوات الإعداد والتنظيم التي واكبت قرار سموه بإنشائها، مما وفر أرضية صلبة لنجاحها وتألقها، ويجسد ذلك كله حرص سموه المتواصل في دفع حركة البناء وتأكيد قيم العطاء لهذا الوطن وأبنائه في كافة المسارات الإنتاجية والإبداعية، بتوجيه كريم من رائد النهضة التعليمية والحضارية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. ثانياً: ترشيح صاحب السمو الملكي الامير أحمد بن عبدالعزيز لرئاسة الجمعية لما يتمتع به سموه من قدرات إدارية ومخزون ثري من الخبرات وحنكة في إدارة الحوار واستيعاب وجهات النظر المختلفة، إضافة الى أقدميته في التخرج (1379ه). ثالثاً: إن الفكرة بمجملها كانت رغبة ملحة تراود أوائل الخريجين في المعهد منذ اكثر من ثلث قرن وبالتحديد منذ عام 1387ه حيث عبرّ عنها آنذاك الطالب صاحب السمو الامير سلطان بن محمد بن سعود الكبير في مجلة المعهد التي يصدرها طلابه في ذلك التاريخ, في مساء يوم السبت 26/12/1420ه، الموافق للأول من ابريل عام 2000م، التقى في رحاب المعهد أعضاء اللجنة التأسيسية لجمعية خريجي المعهد برئاسة صاحب السمو الملكي الامير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية رئيس الجمعية، بحضور حشد من الخريجين (أمراء وزراء وكلاء وزارات رجال أعمال أساتذة جامعات وكفاءات علمية وإدارية متخصصة),وسبق ذلك إعداد متقن يليق بروعة اللقاء وأهمية المناسبة شارك فيه منسوبو المهد مديرا عاما ومدرسين وطلابا واداريين وعبر الخلف عن مشاعرهم بتشريف السلف بزيارة معهدهم من خلال الحفاوة التي استقبلوا بها الخريجين, وبالمقابل تابع معالي وزير المعارف خطوة خطوة الإعداد للقاء لكي تكتسب المناسبة البعد الحقيقي لها,ومن خلال المناقشات والمداولات والمداخلات بين الأعضاء تجلى الحرص على استمرارية هذا الصرح في أداء رسالته بروح يؤطرها الإصرار المتدفق على العطاء والتجدد، مثلما بدا واضحا الحب الحميم بين المعهد وخريجيه عبر عنه صاحب السمو الملكي الامير أحمد بن عبدالعزيز رئيس الجمعية في كلمته التي تفضل بإلقائها في بداية مناقشة جدول اعمال الاجتماع عندم قال: (من دواعي سعادتنا أن نجتمع في هذه الليلة المباركة في معهدنا الذي تلقينا فيه العلوم والمعارف والتوجيهات النافعة من نخبة من الأساتذة والمربين، هذا الصرح العلمي يحتاج من الجميع الدعم والمؤازرة في مختلف المجالات حتى يستمر في أداء رسالته العظيمة، وإنني ادعو كافة المعلمين في المعهد، وفي مختلف القطاعات التعليمية في المملكة الى الاهتمام بأبنائنا الطلاب في تعليمهم وتربيتهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة والبعد بهم عن منزلقات الهوى والانحراف لا سمح الله , وقال سموه: نحن ولله الحمد بخير ونحسد على ما أنعم الله به علينا من أمن ورخاء واستقرار، ويجب ألا نمكن الأعداء والحاقدين من اختراق شبابنا لإفساد عقيدتهم وافكارهم. واختتم سموه كلمته شاكراً الحاضرين على تلبية الدعوة والمشاركة في هذا الاجتماع النافع عرفاناً وحباً لمعهدهم، كما شكر سموه معالي وزير المعارف وأسرة المعهد على حسن الإعداد والتنظيم، ودعا الله سبحانه أن يوفق الجميع لخدمة هذه الأرض الطاهرة، حتى نحقق المزيد من الإنجازات التي تعود بالنفع العميم على كافة المواطنين. وقد تمخض عن الاجتماع انتخاب مجلس ادارة الجمعية من عشرين عضواً، من أصحاب السمو الملكي والمعالي والسعادة الخريجين التالية أسماؤهم، حسب ما بثته وكالة الأنباء السعودية وهم: صاحب السمو الامير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، صاحب السمو الملكي الامير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، صاحب السمو الملكي الامير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز، صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، صاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، صاحب السمو الامير الدكتور تركي بن سعود بن محمد، صاحب السمو الأمير محمد بن سعود بن خالد، صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن بندر بن عبدالعزيز، صاحب السمو الامير ناصر بن فهد الفيصل، سعادة الاستاذ سلمان بن تركي السديري، سعادة الاستاذ عبدالله بن يحيى المعلمي، سعادة الدكتور عبدالعزيز بن نايف العريعر، سعادة الاستاذ ابراهيم بن محمد الجميح، سعادة الاستاذ سليمان بن محمد العيسى، سعادة الاستاذ أحمد بن عبدالله التويجري، سعادة الاستاذ بندر بن عثمان الصالح، سعادة الاستاذ محمد بن ناصر بن عباس، سعادة الدكتور عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ, وينتظر منسوبو المعهد نقلة حيوية جادة في مسيرة المعهد في المستقبل القريب بحول الله، تمده بالقوة وتجسد تطلعات أبنائه والأجيال السابقة واللاحقة. ويدرك الكل بالحس اليقيني ان معهد العاصمة النموذجي بتاريخه وإرثه العلمي والحضاري ذو خصوصية متفردة ليس في مملكتنا فحسب بل على المستوى الإقليمي والعربي، من حيث توفرالامكانات والظروف التي حظي بها منذ عشرات السنين والتي يندر ان تتوفر لمؤسسة علمية سواه, ويرتبط معهد العاصمة النموذجي اسما ومسمى (معهد الأنجال سابقا) بجلالة المغفور له باذن الله الملك سعود الذي اهتم بهذه المنشأة العلمية وأسسها وأشرف على بنائها وإعدادها وتجهيزها، حيث اقتطع مساحة مليون متر مربع من الأرض المخصصة للحرس الملكي ليشيد عليها هذا المعلم العلمي ومده بالخبرات العلمية والإدارية والفنية، وأتاح فرصة التعليم، بالاضافة لأنجاله لمن يرغب في الدراسة فيه من المواطنين، وأسند إدارة المعهد لمرب فاضل وأستاذ قدير هو الشيخ عثمان بن ناصر الصالح، الذي واكب مسيرة المعهد عدة عقود، وتخرج على يديه المئات من منسوبيه يتبوؤن مراكز قيادية رفيعة في القطاعين العام والخاص,وفي عهدي الملك فيصل والملك خالد رحمهما الله تطور المعهد كما وكيفا ورصدت له مبالغ ضخمة في ميزانيات الدولة السنوية، ولقي من الاهتمام ما هو جدير به. اما في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حرسه الله فقد شهد المعهد قفزات هائلة في النواحي التعليمية والإنشائية والادارية. أ إنشاء مبنى للروضة بتكلفة خمسين مليون ريال، على أحدث طراز معماري معاصر وجُهز بأحدث الوسائل التربوية التي تعين الطفل على التلقي بطريقة علمية حديثة، وتمّ افتتاحه برعايته السامية عام 1402ه. ب إنشاء صالة مغلقة ومسابح أولمبية للكبار والصغار، لخدمة طلاب المعهد وطلبة المدارس الاخرى في المنطقة. ج تشييد مبنى (وحدة صحية) متطور يضم كافة الأقسام والتخصصات الطبية (أمراض باطنة وقلب عيون أنف وأذن وحنجرة أطفال أسنان وصيدلية، واشعة، ومختبرات، ومزودة بطاقم من الفنيين والممرضين الاخصائيين). د إقامة ملعب أولمبي حديث لكرة القدم، يشتمل على كافة المرافق والخدمات الاخرى، ومجهز فنيا وبشريا لخدمة منسوبي المعهد وإقامة التصفيات الرياضية فيه على مستوى المنطقة، وبقية مناطق المملكة الاخرى. ه إنشاء مواقف للسيارات داخل المعهد تيسيراً للطلاب والموظفين والمراجعين من الإرباكات المرورية. وميلاد جمعية الخريجين في المعهد وهي سابقة إيجابية لم يسعد بها سوى هذا المرفق العلمي المتميز دليل لا يقبل الجدل على ما توليه القيادة الراشدة له من أهمية بالغة، باعتباره من أعرق المؤسسات التعليمية في المملكة. ومن منظور حيادي مجرد لا تكتنفه المبالغة او الخيالات المغرقة بالتفسيرات والاجتهادات يتطلع كل ابناء المعهد وكذا كل من مواطن سعودي الى المستقبل بنور اليقين والتفاؤل للانجازات الباهرة والتطور النوعي الذي سيشهده المعهد من خلال دعم اعضاء الجمعية ونظرتهم الفاحصة لرسالته التي هي امتداد لرسالة التعليم في المملكة التي يرعاها رائد النهضة التعليمية والتنموية والحضارية خادم الحرمين الشريفين أمده الله في عمره. وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام ناصر عبدالله الفركز