وما هي المقومات والصفات الموضوعية السليمة والشروط اللازمة لكي يقول الانسان عن نفسه انه مثقف او إنه يتقبله الناس على هذا الاساس,, ويعترفوا به بهذه الصفة؟ وأكرر السؤال من هو المثقف الحقيقي؟ هل هو المتعلم حامل شهادتي الماجستير والدكتوراه أم هو الأديب أم المفكر أم السياسي أم الصحفي؟ علينا ان نجيب على هذه الاسئلة قبل ان يختلط الحابل بالنابل لأننا صرنا نعاني من تخمة المثقفين او الاحرى من (منتحلي الصفة), فالقنوات الفضائية للاسف تعرض بعض رموز الأدب والفكر والثقافة من ممثلين وممثلات ومطربين ومطربات ومذيعين ومذيعات فيما هم رموز للتسطيح والسخافة لأنهم ينشرون الافكار العامية والسوقية. والبعض يدعي انه قرأ كتابا ما أو كتباً فصار يتربع على عرش الثقافة، والحقيقة ليس كم كتابا قرأت؟ وإنما كم سطراً فهمت؟ فلا أحد يستطيع ان يدعي الكمال او المعرفة التامة كما يدعي البعض ويخاطب الناس بغرور مستخدما ألفاظاً وتعابير معقدة وفخمة كأنه يتعالى على الآخرين ليدعي انهم لا يفهمون في الثقافة أو أنهم ليسوا على مستوى كاف من العلم ليصلوا إلى حد فهم ما يتلفظ به من عبارات ما أنزل الله بها من سلطان وكأنه مدمن على تعقيد كل ما هو سهل والمثقف هو صاحب خبرة طويلة وتجارب يكتسب منها حكمة ودراية وعبرة بحيث يحكم عقله في تصرفاته ويتواضع لله حتى يرفعه ويتواضع للناس حتى يفهموه ويحترموه. فالمثقف الحقيقي هو من يعيش مشاكل مجتمعه ويحافظ على قيمه وأخلاقياته وعاداته وتقاليده الإسلامية, ويبحث عن المعرفة، ويتابع كل شاردة وواردة ويقطف من كل روض زهرة ويدعو الله عز وجل,, رب زدني علماً. محمد عبده الأسمري مكةالمكرمة ** يطرح الصديق محمد الأسمري إشكالية مهمة مازلنا نعاني منها في مجتمعاتنا العربية: من هو المثقف؟! سؤال كبير، استطاع الصديق محمد أن يتناول بعض اطرافه بشكل سليم مثل اشارته للفضائيات ودورها في الترويج عن ثقافة (التسطيح)! والعبارة التي أوردها في مقالته وهي: (ليس كم كتاباً قرأت؟ وإنما كم سطراً فهمت) أعتقد أنها لبّ الموضوع,, فالمثقف ليس هو من قرأ كثيرا,, بل من فهم ما قرأه جيداً حتى يستطيع ان يتفاعل ويُنتج عن هذا الفهم أشكالاً عدة من الكتابة الادبية الراقية.