عندما كان المستمع السعودي محصوراً في أصوات معلقينا وقبل الفضائيات لم يكن يعلم أن مستوى التعليق عندنا كان متوسطاً أو دون المتوسط لأنه لا يسمع الآخرين إلا نادراً لذا تربى الجيل الثاني والثالث من المعلقين السعوديين على أصوات وطريقة واسلوب المعلقين الذين سبقوهم تقسيم الملعب إلى مربعات الحكم جزء من الملعب أنا قلت لكم هدف دربكة كرة مقشرة زي اللوز عسالي عندي معلومات كثيرة مسكها على دفعتين,, وغيرها وان أحد أسباب تأخر التعليق عندنا هو أن أغلب معلقي الجيل الثاني والثالث يتبعون هذه الطريقة لأن من يجيز صلاحية المتقدم لاختبارات القبول كمعلق هم الجيل الأول من المعلقين الذين لا يعرفون غير طريقتهم وبها يقيّمون الآخرين, لذا أصبح لزاماً على أي فتى يطمح في أن يصبح معلقاً أن يتبع طريقة تعليق (العسالي) القديمة حتى يحصل على الضوء الأخضر. وتدور قصة في أوساط بعض الرياضيين عندما يكون الحديث عن تردي حالة التعليق وهي أن الأستاذ محمد البكر لم ينجح في أول اختبار تقدم له عام 1399ه وحاول عدة مرات حتى تم قبوله واعتماده كمعلق عام 1407ه والسبب أنه يتبع الطريقة الخليجية في التعليق وليست طريقة العسالي. وهناك نقطة تجدر الاشارة إليها وهي أن المعلق فقط هو الملوم فيتعرض للنقد وعدم الرضا من المشاهد إلا أنه ليس ذنبه أن فرض على أسماعنا وحقق طموحه كمعلق، فالمسؤول الأول والأخير عن تردي التعليق السعودي هو لجنة المعلقين المحترمة فهي التي تجيز المتقدمين لاختباراتها أو ترفضهم، ومع الأسف أنها أجازت كثيراً من الأصوات غير الصالحة للتعليق فأمست كشوفاتها تزدحم بأسماء معلقين من ذوي الموهبة المتوسطة ممن يفتقدون حلاوة الصوت,, وقد يظهر علينا أحد أعضاء اللجنة الموقرة ويقول إن هؤلاء هم أحسن من تقدم إليهم، وهذا كلام طيب ولكن قد يكون هناك آخرون لم يتم قبولهم هم أفضل ممن أجزتم اصواتهم، كما أنه ليس فرضاً عليكم قبول كل من يتقدم فالعبرة بالكيف وليس الكم. غيض من فيض * تطورت رياضتنا السعودية وخاصة كرة القدم وعجز التحكيم عن اللحاق بركابها وإن كانت هناك عمليات اجتهاد ومحاولات تطوير، أما الاخراج التلفزيوني والتعليق الرياضي فهما لم يبرحا مكانيهما منذ أن كان الارسال التلفزيوني أسود وأبيض فقط. التعليق الرياضي موهبة وصوت ثم معلومات * الرواد أو الجيل الأول من المعلقين هم زاهد قدسي ومحمد رمضان وعلي داود وجارالله التميمي وصديق جمال الليل وسليمان العيسى. * يأتي في مقدمة معلقي الخليج الاماراتيون علي حميد وعلي الكعبي ثم عدنان حمد أما معلقو السعودية وبقية دول الخليج فهم أقل مستوى بكثير من هؤلاء أما معلق الكويت حمد بو حمد فقد غاص في مستنقع التعصب لأندية بلاده ولا يلام في ذلك ولكن ليته يتعلم من معلقي الامارات. * لأن القنوات الفضائية تبحث عن المشاهد السعودي ورضاه فإنها بذكاء حاولت استقطاب المعلقين السعوديين لجذب المواطن إليها ولم تجد من يستطيع مساعدتها في مهمتها هذه إلا صوتين فقط هما الاستاذان محمد البكر وناصر الأحمد، فهل هذه شهادة من غير أهل الدار في أننا لا نملك إلا هذين الصوتين فقط والبقية مع الاحترام للجميع أقل من المستوى (المرضي). * احتكرت قناة أوربت الرياضية المعلق ناصر الأحمد بعقد لا يجوز معه التعليق للتلفزيون السعودي في حين أن محمد البكر علق على مباريات كأس العالم عام 1988م للفضائية اللبنانية ويعلق حالياً لمركز تلفزيون الشرق الأوسط. * لا يوجد معلق في المنطقة الشرقية خلاف محمد البكر سوى يوسف شريدة الذي أوقف عن التعليق (المباشر) منذ سنين طويلة وأصبح يستعان به في التعليق على المباريات المسجلة فقط، فما السر في عدم ظهور معلقين في هذا الجزء من بلادنا الغالية. * من المآخذ التي على لجنة المعلقين هو التكليف الخارجي اي تكليف معلق لمرافقة أحد الفرق السعودية التي تلعب خارج الوطن ويقال إن هذا الأمر يخضع للمجاملة والعلاقات، فالمعلق نبيل نقشبندي كلف وهو مستجد عام 98م بالتعليق على مباريات كأس العالم في فرنسا وكلف أيضاً يحيى اليامي وهو مستجد بالتعليق على مباريات منتخب المملكة للشباب, وبعض الأندية السعودية في مبارياتها الخارجية. معلقو الخيول وكرة الطائرة تمسكوا بالتعليق على مباريات كرة القدم من أجل الشهرة، وغداً سنسمع أن معلقي (محرجي) السيارات يحاولون الدخول في هذا المجال (,,, وش بقى ما ظهر). * كانت لجنة المعلقين تعد مفاجأة (المفاجأة لا أحد يعلم عنها حتى تحدث) للمستمع السعودي ورأت أن أنسب وقت يتم الاعلان عنها هو الربع الأخير من مباريات الدوري وفعلاً استمعنا إلى الأستاذ علي عسيري يعلق على مباراة الاتفاق والأهلي وكان حقاً مفاجأة سلبية. * الأستاذ غازي صدقة صوت حسن ومن المعلقين الذين بدأوا بقوة وتوقّع له الكثيرون احتلال مقدمة الصفوف إلا أنه بدأ يتراجع حتى فقد كثيراً من شعبيته وأصبح من ضمن المعلقين الذين يصنفون تحت قائمة (مشي حالك) ويبدو أنه اعتقد أنه وصل إلى القمة فأصبح منظراً وسيطرت الأنا على تعليقه (أنا حسيت، أنا لست دكتورا، أنا صاحب خبرة وأنا,,,) وأيضاً من الذين بدأوا بقوة ثم تراجعوا الأستاذ ابراهيم الجابر إلا أن ما يميزه أنه بعيد عن الانا، وعلى هذين المعلقين أن يراجعا حساباتهما فالمشاهد لا يريد ان يخسرهما. * لا بد أن يتوفر في المعلّق عدة شروط أهمها الموهبة والصوت الحسن وهذان الشرطان نعمة وهبة من الرزاق الكريم لا يستطيع الانسان ايجادهما بنفسه وهما ما يفتقده أغلب معلقينا، وهناك شرط ثالث يستطيع الانسان اكتسابه هو المعلومات والمتابعة والدقة. * نستمع إلى أصوات (بعض المعلقين) فنشعر أن أصواتهم حين تدخل إلى مسامعنا تصاحبها أحجار وأدوات حادة تخدش طبلة الأذن وتجرح القنوات السمعية فنرفع أكفنا متمتمين (يا معين اللي صبر). *المعلقون المعتمدون حالياً هم محمد رمضان ومحمد البكر ويوسف شريدة وناصر الأحمد وابراهيم الجابر وسلطان العبدالله وعبدالسلام العبدالسلام وعبدالله العدوان وعلي المقبل، ونبيل نقشبندي وأحمد الظبي ويحيى اليامي ومحمد الفايز وغازي صدقة والمقني وحسن شاكر وكمال سوادي ورجا الله السلمي وآخر العنقود علي عسيري أما حافظ جمعة وعلي الناصر فلم نسمعهما منذ مدة طويلة. ما رأيكم هل تجيز أسماعكم أصوات (أغلب) هذه الأسماء؟ آمل أن يكون ظني خاطئاً. * ما أجمل مبادرات التكريم المطرزة بالوفاء فقد أقام نادي الوحدة حفلاً تكريماً لرائدي التعليق في الجزيرة العربية الأستاذين زاهد قدسي ومحمد رمضان اللذين حظيا خلاله بلفتة كريمة وتقديرية من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب، ولم ينقص التكريم هذا إلا عدم مشاركة رجال الأعمال فيه. * وأخيراً يا لجنتنا الموقرة سينتهي قريباً موسمنا الرياضي وستغلف ملاعبنا فترة البيات الصيفي وهي فرصة لكم لتقييم عطاءات المعلقين ومدى قبولهم من المستمع الكريم، وليس هناك حرج في إعفاء أغلبهم مع تقديم شهادات شكر على ما قدموه فالعبرة ليست بكثرة أعدادهم، وتذكروا أن أهم شرطين للقبول هما الموهبة والصوت الحسن.