يمتلك العديد من المهنيين السعوديين خبرة عالية في التعامل مع أعطال السيارات المعقدة والصعبة. وتتواصل إبداعات الفنيين المهنيين السعوديين بعد تخرجهم من الكليات أو المعاهد الفنية في ممارسة عملهم في هذا المجال. البعض من هؤلاء الفنيين يعمل لفتح ورش مهنية خاصة لمزاولة العمل بها بشكل مباشر والإشراف عليها بشكل دوري ومستمر وبالاستعانة بعمالة أجنبية. فماذا يقول المهنيون السعوديون والفنيون عن اعمالهم المهنية وما حققوه من خلالها حتى الآن: بداية يقول الشاب: مكي أحمد العبد الله - ميكانيكي سيارات: تخرجت من المركز الفني والاعداد المهني قبل أكثر من عشر سنوات وبالتحديد من محافظة الأحساء قسم ميكانيكا سيارات بتقدير عام (جيد جداً). ولقد أحببت مهنة الميكانيكا منذ صغري عندما كنت أعمل مع أحد اقاربي في هذه المهنة في ورشة صغيرة بالمدينة الصناعية، وكنت اتقاضى راتبا وقدره 1300 ريال شهرياً. وراودتني فكرة أن ادخل إلى المعهد الفني لكي أتخرج واحصل على شهادة في هذا المجال. وبالفعل تحقق لي ما أريد، وبعدها وفر لي والدي مبلغا من المال لدفع إيجار الورشة ولشراء بعض الأدوات الميكانيكية. ويضيف العبد الله قائلاً: في بداية الأمر كنت قلقاً لخوض هذه التجربة بنفسي ولكن وقف معي بعض الأصدقاء المخلصين والذين بالفعل وقفوا بجانبي وقفة رجل وخاضوا التجربة قبلي ونصحوني بنصائح مفيدة لازلت أتذكرها إلى الآن. وبعد مدة من الزمن تعرفت على عدد من الزبائن واشتهر المحل بفضل من الله تعالى وشكلت علاقات جيدة مع بعض الزبائن الذين يترددون دائما إلى ورشتي عند حصول أي أعطال في سياراتهم. ويشير العبد الله إلى أن الأجر الذي يتقاضاه عن إصلاح السيارة يختلف من عطل إلى آخر، وكذلك على حسب صعوبة أو سهولة إصلاح ذلك العمل. من جهة اخرى يوضح العبد الله نقطة هامة في مجال إصلاح السيارات قائلاً: ان بعض الشباب الذين يقومون بإصلاح السيارات في هذا الوقت يعتمدون على السرعة في إصلاح اي عطل كان بالسيارة من أجل إصلاح عطل آخر في سيارة أخرى ومن أجل الحصول على المزيد من المال. ويعتبر العبد الله ان مثل هذه الخطوة سلبية جداً على سمعة الورشة ونتيجتها عدم إرضاء الزبائن وعدم الرجوع إلى الورشة مرة أخرى. لا يثقون بهم وعن الصعوبات التي يواجهها الفني السعودي في عمله يقول علي بن عبد الله الزاير: ان المشكلة الهامة والمحور الرئيسي يتمكن في ثقة صاحب السيارة في إصلاح سيارته عند فني سعودي فالكثير من السعوديين يأخذون بسياراتهم إلى ورش يكون الفنيون فيها عمالة غير سعودية ظناً منهم بأن العمالة الأجنبية تملك خبرة أكبر وفنا في إصلاح أي عطل بالسيارة. ولكن البعض من الناس يثق بالفنيين السعوديين تمام الثقة ويفخرون بذلك. نريد التشجيع ويقول الشاب علي عايش العشوان - ميكانيكي سيارات ديزل: لقد مارست مهنة الميكانيكا بناءً على رغبتي الخاصة، حيث كنت مولعاً جداً بممارسة هذه الهواية منذ صغري، والدليل هو حصولي على شهادة الكفاءة المتوسطة ولا توجد عندي شهادة مهنية سوى شهادة خبرة في المؤسسة التي أعمل بها في مدينة الخبر. ويضيف العشوان قائلاً: ان الشباب السعودي مؤهل فنياً وبكل اقتدار لممارسة جميع المهن الحرفية ولكن الشيء الذي ينقصه هو التشجيع المعنوي من المؤسسات الخاصة (القطاع الخاص). ليسوا أرخص ويشير الشاب زكي بن عبد الله المحيسن في حديثه قائلاً: ان الشيء الذي يجب ان يقال هو ان يثق المجتمع بقدرات ومواهب الفنيين السعوديين حيث نجد أنه عندما يكون هناك عطل ما في سيارة فإن صاحب السيارة يذهب إلى إصلاحها في ورش تكون فيها العمالة اجنبية (فلبينية او هندية). وأرى في اعتقادي الخاص ان من أهم الأسباب هو اعتقاد البعض ان الأجر الذي يتقاضاه العامل الأجنبي أرخص من الأجر الذي يتقاضاه العامل السعودي. ويضيف المحسن قائلاً: ان هناك سبباً آخر، وهو ان صاحب السيارة تعود في تعامله في إصلاح سيارته مع العامل الأجنبي وهو يثق بإصلاح سيارته. ويخاف أن يخوض تجربة لأول مرة مع شاب سعودي لا يثق بقدراته، ويأخذ بالمقابل سعراً مرتفعاً. لم أجد فرصة أما الشاب عبد الله عبد الوهاب الدخلان فيقول: تخرجت من المعهد المهني قبل أكثر من 7 سنوات فني كهربائي، ولكن تحولت خبرتي الكهربائية الى تعبئة البطاريات حيث عملت في إحدى المحلات لتعبئة البطاريات. ويرجع سبب انتقالي للعمل إلى مهنة تعبئة البطاريات هو كثرة الفنيين الكهربائيين في الورشة، وصعوبة الحصول على عمل في الورشة. حيث عرض علي العمل في احدى المحلات لبيع البطاريات وتعبئتها فلم أتردد في الموافقة لعدة عوامل، كان من أهمها الراتب المغري، كذلك عندي خبرة في هذا المجال وازدادت خبرتي لكثرة ممارستي للمهنة. ويضيف الدخلان: اتمنى ان يكون لي في المستقبل محل خاص لبيع البطاريات لأنها مهنة جيدة وتدر علي الأموال الطائلة وينصح ناصر الشباب الذين توجد عندهم مواهب فنية بأن لا يترددوا بالعمل حسب مواهبهم في أي محل كان وعدم التكاسل بدون عمل أو العيش في الأحلام إلى ان يأتي الرزق من السماء بدون تعب أو عناء لأن ذلك يؤدي إلى البطالة وهدر العمر. فضلت الورشة ويقول احمد بن علي الجابر شاب سعودي خريج المعهد المهني بالاحساء وحاصل على العديد من الشهادات في مجال إصلاح السيارات: العمل الفني والمهني مثل بقية أي اعمال اخرى يعمل بها الشباب السعودي. لقد تعلمت هذه المهنة من 7 سنوات تقريبا حيث بعد تخرجي كان بإمكاني ان اعمل في أحد المعاهد الفنية برتبة استاذ ولكن اتخذت القرار الشخصي وذلك بفتح ورشة خاصة، وبالفعل قمت أولاً بفتح ورشة خاصة في احد الأماكن غير المعروفة في بداية الأمر لأن ايجار المحلات المميزة مرتفعة بعض الشيء وزاولت هذه المهنة لمدة خمس سنوات بمفردي وبعد ذلك من الله علي بالرزق الكثير وتوسعت في هذه المهنة وقمت بجلب احد المساعدين وهو أخي الأصغر (فوزي) بعد ان اتقن العمل جيداً وعملت له الاختبارات في ذلك وبعد فترة من الزمن قمت بشراء قطعة ارض على احد الشوارع الرئيسية في المحافظة واقمت جميع خدمات السيارات من ميكانيكا وكهرباء سيارات ومحل خاص لبيع قطع الغيار. ويقول الجابر: بعد ذلك قمت بتوظيف أكثر من عشرة عمال من الفنيين السعوديين ومن ضمن هؤلاء العمال اخواني.