رغم أنه لم يتجاوز من العمر اثني عشر ربيعاً إلا أن طموحه الذي تخالطه الحاجة دفعه للعمل في مجال ميكانيكا السيارات إلى جانب مواصلة دراسته. الحديث معه يفوق الحديث مع الرجل البالغ الرشيد، عندما نشاهد الآن أغلب محال ميكانيكا السيارات قد غزيت من قبل العمالة الأجنبية والعربية كل يتحدث حسب معرفته واستغلاليته لسعوديين حتى يحصل على مراده، علماً بأن إصلاحات السيارات الميكانيكية لا تحتاج إلى ذلك المبلغ كله في ظل عدم تجاهلنا بالعمل الميكانيكي.. الطفل فهد الزهراني الذي تحدث بجرأة وشجاعة وبلسان رجل كبير قال: الصنعة ليست عيباً إنما العيب هو الانتظار الطويل من بعض الشباب للحصول على الوظيفة، الحرفة الميكانيكية موهبة وإبداع وأمانة. فبدايتي كانت مع والدي الذي يعمل بورشة صغيرة للسيارات، وكنت أذهب معه وأستطلع عمله عندما يقوم بتصليح السيارات، فتولد عندي حب العمل الميكانيكي، وأحسست أن أقوم بما يقوم به والدي، فكان يطلب مني أن أساعده بجلب بعض المفاتيح المرقمة حتى فهمت صنعته، وأصبحت أستطيع معرفة أي خلل يحدث بالسيارة، أما مستقبلا إن شاء الله، فسوف التحق بأحد المعاهد الصناعية لتعليم الميكانيكا ثم أفتح ورشة خاصة بي لتصليح السيارات. أما الآن فسأهتم بدراستي للحصول على شهادة جامعيه وبعض اللغات الأجنبية الأخرى وشهادة كمبيوتر إضافة إلى الحضور مع والدي للاستفادة من العمل الميكانيكي.