ما أجمل الصداقة.. وما أحسن الحياة مع الأصدقاء الأوفياء.. وما أتعس الحياة بلا صداقة صادقة.. الصداقة من الصدق فكل صديق يصدق في حبه لصديقه.. لكن هل يصلح كل إنسان أن يكون صديقاً؟ يجب علينا أن نحسن اختيار الصديق.. لأن الصديق عنوان صديقه كما قال الرسول عليه السلام: (المؤمن على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل). وقديماً قالوا: (قل لي من تصادق أقل لك من أنت). لا بد من اختيار الصديق الصالح التقي المتأدب بآداب الإسلام.. وتجنب اختيار من لا يخاف الله فصداقته عداوة يوم القيامة: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (67) سورة الزخرف. وهذا الصديق الصالح درة غالية وثروة ثمينة.. يجب المحافظة عليها وتحمل زلاته وأخطائه.. والإقلال من العتاب كما قال الشاعر: إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه وقال آخر: إن الصديق الحق من كان معك، ومن يضر نفسه لينفعك، ومن إذا ريب الزمان صدعك، شتت فيك شمله ليجمعك. ومن دلائل إخلاص الصديق لصديقه أن ينصحه ويرشده لمنفعته في أمور الدين والدنيا.. وإذا كانت الصداقة مبنية على الحب في الله.. كما في الحديث القدسي: (حقت محبتي للمتحابين فيّ). فاحرصوا على الصديق المخلص الوفي، لتسعدوا بصحبة الخليل التقي الوفي..