أكدت القوات الأمريكية استمرار المقاومة العراقية في مدينة الفلوجة بعد تسلل مقاومين إلى داخل الفلوجة سواء عبر نهر الفرات أو من خلال طرق قديمة في المدينة. ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه قوات المارينز قصف مدينة الفلوجة بالطائرات وقذائف المورتر في محاولة منها للقضاء على المقاومة هناك. وكثف المارينز من تفجير المنازل لتسهيل ما يقولون إنها عمليات تطهير المدينة من الأسلحة والمسلحين. وقصفت القوات الأمريكية صباح أمس بالمدفعية مواقع تابعة للمقاتلين المسلحين في جنوب مدينة الفلوجة التي بدأ الهجوم عليها في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر. من جهة أخرى يقوم متطوعون عراقيون وجنود أمريكيون بإزالة الجثث في شمال المدينة وقال اللفتنانت-كولونيل ليونارد دي فرانشيسكي مدير الشؤون المدنية في مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) الأربعاء: إن المدينة لا تزال تضم بعض جيوب المقاومة. وأضاف (المعركة انتهت لكن لا يزال أمامنا بعض جيوب المقاومة لكنها تضعف). وقال ضباط أمريكيون في الفلوجة: إن مشاة البحرية الأمريكية يقومون بعملية (تطهير) لمن تبقى من المسلحين العراقيين والأجانب والموالين لصدام حسين وقالت الحكومة العراقية المؤقتة: إن حوالي 1600 مقاتل يرقدون قتلى بين الأنقاض. وتساقطت قذائف المورتر وطلقات المدفعية على المناطق التي يعتقد أن المسلحين ما زالوا يتحصنون بها. وأفاد شهود عيان في مدينة الفلوجة بأن المقر المركزي للجيش الأمريكي شرقي المدينة تعرض صباح أمس لقصف صاروخي وشوهدت سحب الدخان تتصاعد في سماء المنطقة. وأوضح الشهود أن المقر المركزي للجيش الأمريكي الذي يقع على مسافة ثلاثة كيلو مترات شرق الفلوجة تعرض لقصف صاروخي وأنه شوهدت سحب الدخان تتصاعد في سماء المنطقة. في غضون ذلك بدت ضواحي الفلوجة شبه هادئة صباح أمس ويسمع بين الحين والآخر إطلاق نار وقصف بالدبابات بشكل متقطع للمرة الأولى منذ ستة أيام فيما يشاهد الطيران الحربي والمروحيات الأمريكية في سماء المدينة دون أن ينفذ أي عمليات قصف. ولم يسمح حتى الآن لفرق الإغاثة التي أرسلتها منظمة الهلال الأحمر العراقية منذ أسبوع ومازالت تنتظر موافقة الجيش الأمريكي على دخول المدينة. وكان انفجار عنيف قد هزّ حي الجولان شمال غرب الفلوجة بعد ظهر أمس في أعقاب غارات جوية نفذها الطيران الحربي الأمريكي بشكل متكرر على الحي. وقال شهود عيان: إن الانفجار جاء بعد أن شهد حي الجولان مواجهات مسلحة بين القوات الأمريكية ومسلحين متحصنين فيه. ووصف الشهود الوضع الإنساني في الفلوجة بأنه سيء للغاية وذكروا أن عشرات الجثث ملقاة في الشوارع وتحت أنقاض المباني المدمرة بفعل القصف فيما اضطر السكان لحفر مقابر جماعية في عدد من حدائق المنازل لدفن الجثث. وتقول واشنطن إن مقاتلين بارزين من بينهم الأردني أبو مصعب الزرقاوي حليف القاعدة هربوا على الأرجح من الفلوجة قبل الهجوم عليها. ولم يتضح مدى التنسيق في نشاط المتمردين ولذا فمن الصعب تقدير ما إذا كان العنف في المدن السنية الأخرى تقوده شخصيات كانت تتمركز في السابق بالفلوجة أم أنه مجرد رد فعل للأحداث هناك. وروع القتال في الفلوجة بما في ذلك ما تردد عن مقتل رجل أعزل مصاب في مسجد بالفلوجة على يدي جندي من مشاة البحرية الأمريكية الكثيرين في العراق والعالم العربي الذي يأمل الرئيس الأمريكي جورج بوش أن تؤدي الإطاحة بصدام حسين إلى تعزيز الاستقرار فيه. وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك عشية زيارة لأقرب حلفاء بوش وهو رئيس الوزراء البريطاني توني بلير: (لست متأكداً على الإطلاق من أن من الممكن القول بأن العالم أصبح أكثر أماناً).
