أعلنت قوات مشاة البحرية الأميركية مارينز انها ستحكم قبضتها على الفلوجة غداً، فيما كانت تخوض أمس حرب شوارع، وتبحث عن مقاتلين في أزقة المدينة. واستطاعت السيطرة على معقل للمسلحين في حي الجولان. وأكدت القوات الأميركية انها قتلت بين 17 و20 مسلحاً في حين قال شهود انهم شاهدوا 12 جثة لمقاتلين وواحدة على الاقل لعنصر من"المارينز"أرداه رصاص قناص. وقال ضابط في"المارينز"في حي الجولان شمال غربي المدينة رافضاً ذكر اسمه ان"وحدات من الجنود تتقدم سريعاً وسط المدينة لأسباب تتعلق بالحملة الاعلامية لكنها تترك لنا ما تبقى وهو العمل الميداني الحقيقي". وكلما تقدم"المارينز"شيئاً فشيئاً يكتشفون المزيد من الجثث فقد عثروا في احد الشوارع على جثة شخص بترت ساقه وآخر داخل منزل قتل برصاصة في الصدر. وقال النقيب درو مكنالتي:"اعتقد بأن مقاتلين متشددين يقتلون من يرفض محاربة القوة المتعددة الجنسية". ويؤكد الجيش الأميركي انه قتل حوالي عشرين مسلحاً تمركزوا في ثلاثة منازل خلال صدامات وقد تركوا جثثهم في أماكنها. وفي حي الجولان، قتل احد عناصر"المارينز"بينما كان متمركزاً في فناء احد المنازل عندما اطلق قناصة يرتدون ثيابا سوداء النار عليه. وخلال عملية التمشيط اكتشفت وحدات"المارينز"العديد من الأقبية التي سدت منافذها ويعتقد بأن مسلحين يتحصنون في عدد منها. كما اكتشف الجنود مخابئ أسلحة عثروا في احدها على 400 كلغ من المتفجرات. وأوضح ضابط كبير انه في"حاجة الى عشرة أيام على الأقل لتطهير المدينة". وأكد السارجنت روي ميك:"هناك أعداد كبيرة من القوات الاميركية في شتى أنحاء الفلوجة". وقال سكان ان رائحة الجثث المتحللة ملأت المدينة وان الماء والتيار الكهربائي انقطعا منذ خمسة ايام والطعام الموجود لدى آلاف المدنيين المحاصرين داخل منازلهم من جراء القتال بدأ في النفاد. وكان ميك الذي تعمل سرية الدبابات التي يتبعها في شمال غربي الفلوجة يتحدث بعد أن فتحت المدفعية نيرانها على أهداف في حي الجولان القريب الذي شهد بعض اكثر القتال ضراوة منذ بدء الهجوم. وقال جندي آخر طلب عدم نشر اسمه ان هناك حشداً كبيراً من الجنود ومشاة البحرية ووحدات الدعم على الطريق السريع الرئيسي الى الشرق من الفلوجة. ويشارك في المعركة التي تهدف الى السيطرة على اكثر مدن العراق اضطرابا على بعد 50 كيلومترا غرب بغداد نحو عشرة الاف من الجنود ومشاة البحرية الاميركيين مدعومين بألفي جندي من القوات العراقية. وقال ناطق باسم مشاة البحرية ان قواته سيطرت على 70 في المئة من الفلوجة الا أنها لم تسيطر عليها سيطرة كاملة. وأضاف"سنحتاج الى الدخول من منزل الى منزل في هذه المنطقة لضمان عدم تبقي أي قوى معادية للعراقيين". وقال قائد"المارينز"في المدينة الجنرال جون ساتلر:"القتال كما تعلمون جميعا في منطقة حضرية يكون قريبا جدا وعنيفا للغاية"مضيفا أن المقاتلين لن يستطيعوا تنسيق مقاومتهم بعد الآن. وتابع:"انهم الآن في جيوب صغيرة وغير ظاهرين ويتحركون في أنحاء المدينة. سنواصل البحث عنهم والقضاء عليهم". ويصف الميجور تيم كراكر كيف تمت السيطرة على معظم المدينة فيقول:"تلقينا منتصف ليل الثلثاء - الاربعاء أوامر بضمان امن الجهة الغربية من الجسرين"فوق الفرات لان الجهة الشرقية كانت تمت السيطرة عليها في وقت سابق. وبعد مضي 11 ساعة، سيطر الجنود عبر الشارع الرئيسي على الجسر الجنوبي كما سيطروا بعد ساعات على الجسر الشمالي. واضاف:"اعترانا قلق شديد وخشينا ان يكونوا وضعوا عبوات فأرسلنا فريقا من الهندسة لم يعثر على شيء". وبالنسبة الى عناصر الكتيبة الذين يتنقلون في عربات"همفي"ومدرعات"برادلي"، فإن الحرب بدأت مساء الاثنين بالاستيلاء على محطة السكك الحديد في ضواحي الفلوجة الشمالية ومن ثم فتحت فرق الهندسة الطريق عبر تنظيفها من العبوات التي وضعها المسلحون فعبرت الدبابات باتجاه شارعين يؤديان الى التقاطع الرئيسي في وسط المدينة. وبعد ان مروا بمحاذاة المقبرة، اتجهوا جنوبا متوغلين مسافة كيلومتر في حي الجولان. وقال كراكر رافضا الافصاح عن الخسائر في صفوف قواته"لم تكن هناك مقاومة عنيفة فقد وضعوا عبوات وفجرناها وتبعنا خطوات من قام بذلك فاقترب منا مسلحون معهم قاذفات صواريخ مضادة للدروع مسافة 50 مترا". واضاف:"هدفنا يكمن في التوغل الى اقصى درجة ممكنة وراء خطوط العدو تاركين مهمة تعقبهم للمارينز". ووصل جنود الكتيبة الى أرض خلاء في حي الجولان بانتظار قوات"المارينز"التي تتقدم سيرا على الاقدام. وبعد ساعة، ظهر"مئات المسلحين الذين تقدموا نحونا بطريقة فوضوية لكننا انتهينا من ضمان امن المكان رغم انهم لم يكونوا مقاتلين سيئين". واكملت الكتيبة سيرها جنوبا بحيث بلغت المجمع الصناعي قرب مقبرة الشهداء في وسط المدينة. وبعد قصف المواقع، دخلت الدبابات المعركة. واوضح كاركر انه"لم تكن هناك مقاومة شديدة لكن الامر استغرق وقتا لتطهير المجمع ودامت عملية التفتيش من غرفة الى اخرى ساعات وقتلنا بين 25 و30 مسلحا". وتابع:"اعتقد اننا قتلنا في اول يوم بين 70 و80 مسلحا لكن السكان سارعوا الى سحب الجثث". واضاف ان"معظم مناطق غرب الجولان باتت تحت سيطرة القوى الشرعية لقد تحدينا العدو في هذا القطاع ونحن بصدد القضاء على جيوب المقاومة والعدو لا يستطيع ان يفعل شيئا ضدنا". لكن دوي الانفجارات كان مسموعا والمعركة لم تنته بعد وقال في هذا الصدد:"نعم يواجه عناصر المارينز مقاومة في الاحياء القديمة من الجولان وهناك حرب شوارع".