تعقيباً على ما تنشره الجزيرة من مواضيع عن عيد الفطر المبارك أقول إنه يوم عظيم يعود (إلينا) ليذكرنا سرعة الأيام، ومضت الأعمار، وقربت الآجال {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ} (1) سورة الأنبياء. {أَزِفَتْ الْآزِفَةُ} (57) سورة النجم{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} (1) سورة القمر ليذكرنا هذا اليوم يوم التغابن، فإنه يأتي بعد أعمال وأعمال، وكذا يوم العيد يأتي بعد أعمال وأعمال. فياليت شعري من المغبون، ومن الغابن؟ من الفائز ومن الخاسر؟ يعود لنعود الى ماضي أمتنا الزاهر يوم أن كانت غالبة، وظاهرة، وفائزة، بالكتاب العظيم والسنة المطهرة، والاجتماع على ولي أمرها، ليذكرنا بضرورة التسامح والتضامن، يعود لنعود الى التزاور والتآخي، يعود ومعه الخير للمسلمين في كل مكان، يوم يعود ليفتح طريق العودة من الاساءة الى طريق البر والاحسان والصلة. يعود الينا لنعود الى صلة الأرحام وزيارة الأعمام ومحبة الأخوال، وجاء العيد ليعيد علينا الأفراح والمسرات وينسينا المصائب والأزمات، ليمسح بالاجتماع الافتراق وبالفرح الحزن، وبالمحبة البغضاء. هو يوم عظيم عند الله - عزوجل - وعند المؤمنين، يوم الجوائز، توزع فيه على الفائزين، فما أسعد الصائمين والقائمين والراكعين والمتصدقين في رمضان عند أخذ جوائزهم، أسأل الله ذا الكرم أن يجعلني وإياك منهم، يوم لا تدابر ولا تقاطع ولا خصام فيه، إنه يوم السلام والعناق والفرح والسرور والتقابل، فاذهب أخي الى من أحزنتهم فافرحهم، ومن خاصمتهم فصلهم، ومن عاديتهم فسالمهم، وخاصة ذوي القربى والأرحام. وأخيراً، فمن يوم عيد الفطر لهذا العام 1425ه الى مستقبل مشرق مع النفس والزوجة والأولاد والمجتمع. فهد بن سليمان بن عبدالله التويجري مدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد في محافظة المجمعة