اشاد الاتحاد الأوروبي بقبول إيران تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم بشكل شبه كامل مقابل التعاون مع أوروبا، غير أنه يبدو أن الاعلان الإيراني بهذا الصدد لم يقنع الولاياتالمتحدة التي قالت انها تنتظر تأكيدات من حلفائها الأوروبيين على أن إيران تعتزم بالفعل وقف تخصيب اليورانيوم، بينما قال وزير الخارجية الأمريكي: إن بلاده لا تعتزم تغيير النظام في ايران بسبب المخاوف الأمريكية من البرنامج النووي لطهران. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسلمت يوم الاحد رسالة رسمية من ايران تؤكد فيها طهران موافقتها على تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم،وقد تعهدت ايران بهذه الخطوة في محاولة لتهدئة المخاوف من أن برنامجها النووي يهدف إلى تطوير أسلحة ذرية إلا أنها نبهت بأن هذا التجميد ما هو إلا إجراء مؤقت،وقال حسن روحاني كبير المفاوضين الإيرانيين في المسألة النووية: إن تعليق تخصيب اليورانيوم سيستمر ما دامت المحادثات مع الاتحاد الأوروبي مستمرة للتوصل إلى حل نهائي للمشكلة. وقال روحاني للصحفيين بعد اجتماع في طهران يوم الاحد مع سفراء بريطانيا والمانيا وفرنسا التي تتفاوض مع ايران منذ عدة أسابيع بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي (سلمنا قبل ساعة رسالة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية). ومن شأن تسلم الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخطاب أن يجعل نطاق وموعد بدء التعليق ملزما من الناحية القانونية،وقال دبلوماسي بارز بالاتحاد الأوروبي مطلع على المحادثات: إن إيران وافقت على جميع النقاط التي تغطيها اتفاقية تمهيدية تم التوصل اليها في باريس قبل أسبوع، وقال: (توصلنا إلى اتفاق كامل فيما يتعلق بكل القضايا المذكورة في الاتفاقية).وقال دبلوماسي قريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية (إن (هذا) التعليق هو ما كان يريده الاوروبيون.. (تعليق) كامل)، وبمجرد أن يؤكده مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أرض الواقع فسيحمي التجميد ايران على الأرجح من الاحالة إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات عليها عندما يجتمع مجلس محافظي الوكالة في 25 نوفمبر تشرين الثاني،وتقول الدول الثلاث بالاتحاد الأوروبي إنه بمجرد أن يبدأ التعليق ستناقش مجموعة من الحوافز مع ايران تتراوح بين التعاون بشأن تكنولوجيا نووية سلمية واتفاق تجاري محتمل في مقابل تخلي ايران بشكل دائم عن أي انشطة يمكن استخدامها في صناعة مواد تستخدم في انتاج قنابل نووية. وتريد واشنطن التي تتهم إيران باستخدام برنامجها النووي كواجهة لتطوير أسلحة نووية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إحالة القضية إلى مجلس الأمن لأن طهران أخفت برنامجا لتخصيب اليورانيوم لمدة 18 عاما. وقال دبلوماسيون في فيينا: إن وضع التعليق موضع التنفيذ لن يدع للولايات المتحدة سوى عدد قليل من المؤيدين في مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 عضوا لمثل هذا الإجراء، ورد البيت الابيض بحذر على إعلان إيران قائلا: (نتطلع إلى إفادة من أصدقائنا الأوروبيين). إلى ذلك قال وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الذي تمارس بلاده ضغوطا مكثفة لإجبار إيران على وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم : إن الولاياتالمتحدة لا تسعى إلى تغيير النظام الايراني،وقال باول في مقابلة تليفزيونية:إن ما يثير القلق بصفة رئيسية هو(أنشطة (إيران) المتعلقة بتطوير قدرات وسلاح نوويين واستمرار إيران في مساندة منظمات إرهابية)، على حد تعبيره.