يتساءل كثيرون من سكان جنوب عاصمتنا الرياض عن أسباب الاستمرار في وضع المصانع وكل ما يلوث البيئة وما قد يهدد صحة الإنسان بالقرب منهم.. وتساؤلهم له ما يبرره إذا ما رأوا أقارب وأصدقاء ومعارف لهم ينعمون بالمشاريع الترفيهية الضخمة والمنتزهات وكل ما ينفعهم ولا يضرهم، وخاصة القاطنين في الشمال من المدينة.. ويا عيني على الشمال! إذا ما قادك قدرك يوماً لتسلك الطريق الدائري والمرور من على جسر حراج ابن قاسم - طبعاً في جنوب العاصمة - فإنك في هذه اللحظة فقط ستتمنى لو ينغلق أنفك وتنعدم حاسة الشم لديك، ومها كان جسمك وهندامك يفوح من أصناف العطور الزكية، فإنها ستذوب وتندثر وأنت تشم رائحة المجاري المنبعثة من محطة الصرف الصحي هناك.. منظر مقزز ومحزن يراه سكان تلك الأماكن يومياً، وهو تكدس صهاريج الصرف الصحي ووقوفها طابوراً طويلاً محاذياً لمقبرة منفوحة المليئة بالموتى، انتظاراً لتفريغ حمولتها.. وكم هو مؤسف أن يستمر الوضع كما هو، دون التفات لمشاعر الموتى والأحياء. السكان هناك لا يريدون وضعاً مغايراً عن أقرانهم في أماكن أخرى، فقط هواء طبيعياً لا يلوثه سموم المصانع وما تحويه الصهاريج الصفراء.. هذا ما يريدون، فارحموهم رحمكم الله..