أكد التقرير الرسمي الصادر عن مستشفى بيرسي العسكري الذي يتم فيه معالجة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ان عرفات لا يعاني من سرطان الدم وإنما من خلل في وظيفة الهضم، كم لم يشر التقرير إلى أي مرض آخر، في وقت قالت فيه إسرائيل، المتطلعة دوماً إلى غياب أبو عمار إلى ضرورة التهيؤ لاحتمال وفاته، وتأتي هذه التصريحات في إطار حملة انتقادية إسرائيلية واسعة للزعيم الفلسطيني مستمرة منذ عدة أعوام لكنها تصاعدت مع مرضه الأخير. وجاء في الترجمة غير الرسمية للنص الحرفي لأول تقرير صحي رسمي للرئيس الفلسطيني الذي يعالج منذ 29 تشرين الأول - أكتوبر في مستشفى بيرسي العسكري في كلامار في منطقة باريس، والذي نشرته وزارة الدفاع الفرنسية مساء الثلاثاء: أعدّ مستشفى بيرسي العسكري التقرير الصحي الحالي للرئيس ياسر عرفات، ويتم نشره بموافقة الرئيس وعائلته. أُدخل الرئيس ياسر عرفات، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية يوم الجمعة 29 تشرين الأول - أكتوبر 2004 في الساعة 00.14 إلى مستشفى الجيش في بيرسي في كلامار بسبب تدهور حالته العامة ولإصابته بخلل في الدم.. لدى استقباله في قسم أمراض الدم، كان الرئيس عرفات يعاني من حالة انحطاط عامة. الفحص السريري والفحوصات الأولى (الفحوصات المخبرية والتصوير المقطعي) أكدت وجود خلل في الدم (عدد الكريات البيضاء مرتفع والصفائح منخفض) كما أتاحت استبعاد فرضية اللوكيميا، علاج الأعراض أدى خلال 72 ساعة إلى تحسن الحالة العامة. الرئيس عرفات يمكنه منذ 48 ساعة التحدث مع أطبائه والمحيطين به ومساعدين ومع رؤساء الدول. الفحوصات المخبرية الإضافية ساهمت في ملاحظة تحسن صورة الدم (الكريات البيضاء) واستمرار الخلل في بعض المعطيات الحيوية التي تتعلق بوظيفة الهضم، وأتاح تحسن الوضع الأصلي إجراء فحوصات ما كان يمكن إجراؤها عند الدخول إلى المستشفى، لهذا الغرض ولضمان راحة الرئيس عرفات لا يسمح بزيارته. إلى ذلك قال وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم أمس الاربعاء إن إسرائيل يجب أن تتهيأ لاحتمال وفاة عرفات. وأوضح شالوم للإذاعة الإسرائيلية العامة نتابع باهتمام كبير هذا الملف وهدفنا هو ان نكون مستعدين عندما يتوفى عرفات لكن هذا الامر لا يمكننا ان نحدده مسبقا ومن المبكر جدا الحديث عن دفنه. وأضاف في حال توفي علينا أن ننظم أنفسنا قدر المستطاع، ولا شك أنه في حالة خطرة للغاية، قلنا منذ البداية إنه يعاني من التهاب خطير جداً أو من السرطان، على حد زعم الوزير الإسرائيلي الذي يتعمد الظهور بالجهل عما يصدر من تصريحات عن صحة عرفات استبعدت تماماً إصابته بالسرطان. ورداً على سؤال حول إمكان دفن عرفات في القدسالمحتلة استبعد شالوم هذا الاحتمال مؤكداً أن عائلة عرفات تتحدر من قطاع غزة حيث دفن والده وشقيقته وأحد أشقائه. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون إنه يعارض دفن عرفات في الحرم القدسي في القدسالشرقية. وكان عرفات في الماضي أعرب عن رغبته أن يدفن في هذا المكان. وفيما يتصل بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية فقد أفادت مصادر طبية فلسطينية أن فلسطينياً استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي وجرح ثلاثة آخرون خلال عملية اعتداء جديد للجيش الإسرائيلي ليل الثلاثاء الأربعاء في مخيم رفح جنوب قطاع غزة. وقالت المصادر إن رأفت سمير الهمص (26 عاماً) من مخيم رفح استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي عندما اصيب بعيار ناري في رأسه كما أصيب ثلاثة آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي في المخيم. وأشارت مصادر أمنية وشهود العيان إلى أن الجيش الإسرائيلي توغل خلال الليل في مخيم رفح وكان يواصل عملية تجريف لعدد من المنازل في المنطقة صباح الأربعاء.