خضع الرئيس ياسر عرفات لسلسلة من الفحوص الجديدة للتوصل الى تشخيص لمرضه بعدما استبعد الفريق الطبي الذي يتولى علاجه في مستشفى بيرسي العسكري قرب باريس كلياً احتمال اصابته ب"لوكيميا"سرطان الدم أو أي سرطان آخر. وكانت المفوضة الفلسطينية في فرنسا ليلى شهيد اعلنت ان البيان الطبي الأول الذي صدر عن مستشفى بيرسي، يشير الى ان الفحوص التي اجريت لعرفات أكدت وجود خلل في الخلايا الدموية، ليس مردها الى أي اصابة سرطانية. وقال مقربون من عرفات ان حالته الصحية تسمح باخضاعه لسلسلة من الفحوص الجدية التي ستتيح للأطباء تشخيص المرض الذي يعاني منه وأدى الى الخلل في تركيبة دمه، من دون الكشف عن المدة التي تستغرقها هذه الفحوص. وأشار مصدر فلسطيني الى انه قد لا يجري الكشف عن طبيعة المرض الذي أصاب عرفات عند تشخيصه وأن المهم في الأمر هو ان الرئيس الفلسطيني يعالج وسيشفى ويعود لممارسة مهماته والدفاع عن قضايا شعبه. وقال مصدر فرنسي مطلع ان الكشف عن التشخيص الذي سيتوصل اليه الأطباء الفرنسيون سيكون رهناً برغبة أسرة عرفات والمقربين منه وبما يريدون قوله أو عدم قوله بالتشاور مع الفريق الطبي المشرف عليه. وأفادت أوساط فلسطينية ان استبعاد الأطباء كليا احتمال اصابته بالسرطان أعاد طرح احتمال تعرض عرفات لتسمم مقصود أو غير مقصود. وأوضحت ان التسمم المقصود يبدو ممكناً نظراً للفوضى التي اتسمت بها ظروف معيشة عرفات محجوزاً في المقاطعة في رام الله على مدى السنوات الماضية، ويترافق مع امكانية أخرى تتمثل بكميات الأدوية المتعددة الأنواع التي كان يتناولها والتي ربما تضاربت في ما بينها وأدت الى الإخلال بتركيبة دمه. واستمر عرفات، الذي تشهد صحته تحسناً مستقراً، في تلقي اتصالات الاستفسار عن صحته ومنها اتصال من الرئيس الايراني محمد خاتمي، فيما ذكرت شهيد ان"المجلس الاعلى لمسلمي العراق"وجه شكره للسلطات الفرنسية على يد العون التي قدمتها للرئيس الفلسطيني. وصرح مستشار عرفات نبيل ابو ردينة الموجود في باريس بان الجانب الفلسطيني ازداد ثقة بعد البيان الطبي الصادر عن مستشفى بيرسي بشأن صحة عرفات. وقال وزير الشؤون المدنية الفلسطيني جميل الطريفي الذي عاد امس الى رام الله انه يغادر العاصمة الفرنسية وهو مطمئن تماماً على صحة عرفات. واعلن مصدر رسمي فلسطيني لوكالة"فرانس برس"ان رئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمود عباس ابو مازن توجه امس الى بارس لزيارة عرفات، مباشرة بعد المشاركة في تشييع جنازة رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. النص الحرفي للتقرير الصحي في ما يأتي ترجمة غير رسمية للنص الحرفي للتقرير الصحي الرسمي عن حال عرفات: "اعد مستشفى بيرسي العسكري التقرير الصحي الحالي للرئيس ياسر عرفات. ويتم نشره بموافقة الرئيس وعائلته. ادخل الرئيس ياسر عرفات، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية يوم الجمعة 29 تشرين الاول اكتوبر عام 2004 في الساعة 14.00 الى مستشفى الجيش في بيرسي في كلامار بسبب تدهور حالته العامة ولاصابته بخلل في الدم. لدى استقباله في قسم امراض الدم، كان الرئيس عرفات يعاني من حالة انحطاط عامة. الفحص السريري والفحوصات الاولى الفحوصات المخبرية والتصوير المقطعي اكدت وجود خلل في الدم عدد الكريات البيضاء مرتفع والصفائح منخفض كما اتاحت استبعاد فرضية اللوكيميا. علاج الاعراض ادى خلال 72 ساعة الى تحسن الحالة العامة. الرئيس عرفات يمكنه منذ 48 ساعة التحدث مع اطبائه والمحيطين به ومساعدين ومع رؤساء الدول. الفحوص المخبرية الاضافية ساهمت في ملاحظة تحسن صورة الدم الكريات البيضاء واستمرار الخلل في بعض المعطيات الحيوية التي تتعلق بوظيفة الهضم. واتاح تحسن الوضع الاصلي اجراء فحوصات ما كان يمكن اجراؤها عند الدخول الى المستشفى. لهذا الغرض ولضمان راحة الرئيس عرفات لا يسمح بزيارته".