بسطتُ لهُ الجناحَ هوىً فآبا خريفٌ شَبَّ من عمري فشابا مضى فينا قطارُ العُمْرِ حَتَّى حسبنا ما يمرُّ بنا سرابا وَحُلْمٌ داعب الأعماق ومضاً كما رَفَّ النّسيمُ صدىً وغابا وأجملُ ما تركتُ من الأماني شذاً مارَقَّ في قلبي وذابا أُعاتِبُ لحظةً مَرَّتْ ببالي وقد فارقتُ أهلي والصَّحابا أكانَ عليَّ أن أمضي غريباً كطير الرُّوحِ لا يدري إيابا ولو خَيَّرْتُ قلبي في ضلوعي على يومِ اغترابٍ ما استجابا هي الدُّنيا محطَّاتُ ارتحالٍ بِكُلّ محطةٍ نُلقي رِغابا فصولُ العُمْرِ أَوَّلُها ربيعٌ وآخِرُها صِبا شيبٍ تصابى وإني حين تُنْكِرُني حياتي أقولُ: وليتَ أُرجعُها شبابا رَمَيْتُ الكأسَ ما خلَّفتُ فيهِ سوى ما جَفَّ في شَفَةٍ رضابا وكنتُ شربتُ أروعَ من رحيقٍ همى عَبَقاً على ثغري وطابا أنا المفتونُ بالصَّبواتِ.. لكنْ لِحَدٍ لاّ يُقالُ: هوىً تغابى مشيتُ بخطوةٍ ترقى طموحاً فتجتاز الكواكبَ والسَّحابا وما مَنّيتُ نفسي ذاتَ يومٍ بما يبدو خيالاً، أو ضبابا ولكني إذا ما رُمْتُ شيئاً مضيتُ إليهِ أخترقُ الصِّعابا وكان لِيَ المشيبُ رداءَ عِزٍ فيا عِزَّ المشيبِ غَلا إهابا أُراجعُ ما كتبتُ بِأفقِ عمري فأُكْبِرُ ما يصوغُ دمي كتابا شظايا ما بنا الأيّامُ تُبقي كآخرِ ما روى كأسٌ شرابا نَمُرُّ كأنَّ هذا العُمْرَ بابٌ سَيوصَدُ بَعْدَنا، فنرومُ بابا ونُلقي خلف خَطْوتِنا أسانا على دُنيا تضيقُ بنا اغترابا إذا ما غَادَرَ الدُّنيا حبيبٌ حَزِنَّنا حينَ وَدَّعْنا شهابا هي الأحلامُ تكبرُ مِثْلَ نَهْرٍ من الآمالِ يزدادُ انسكابا وَقُلْنا في عزاءِ النَّفْسِ إِنَّا سنأخذُ هذه الدُّنيا غِلابا فلا تعتبْ على ماضٍ تَوَلَّى فما يُجديكَ أن تأْسَى عِتابا وتسألني الحبيبةُ: أيُّ صُبْحٍ بِشَعْرِكَ جالَ!!؟ لا أدري جَوابا رَضيتُ بخطوةٍ قَدراً ودرباً إلى الآتي، وبالمجدِ اغتصابا سَعَيْتُ بِكُلِّ جِدٍ واجتهادٍ وَأَحْسَبُ أنَّ في سَعْيي صَوابا وما نَدِمَ الفُؤادُ على حياةٍ زرعناها جَنَى عُمْرٍ فطابا وأجمل ما يُثابُ عليهِ نَبْضٌ بروعةِ ما سعى حَتَّى يُثابا وندخلُ في رحابِ الوجدِ حَتَّى نُذيبَ بوجدنا ذاك الرِّحابا ألا يا عابِرَ الدُّنيا كَحُلْمٍ مضى بقطارِ غربتنا ذَهابا سيبقى من شظايا العُمْرِ ذِكرٌ يَدومُ، ولا يُغادرنا غِيابا