عندما يقف المرء هنيهة مفكراً ومتأملاً واقع الناس يتملَّكه العجب وتصيبه الدهشة مما يرى من تصرفات غريبة وأفعال عجيبة، ثم يتساءل مع نفسه لماذا يا ترى تغيَّر أهل هذا الزمان؟ لماذا أصبحنا وكأننا في مسبعة يخاف بعضنا بعضاً؟ لماذا استحكمت الماديات على القلوب؟ ألسنا بشراً تسكن بين حنايانا مشاعر وأحاسيس أم أصبحت قلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة؟ ياه يا له من واقع مُرٍّ هذا الذي نعيشه أمن وراحة واستقرار ورفاهية ولله الحمد والمنة ولكن لم نغازل القناعة.. لم نفكر أن نزرع ورود الحب وأزهار الود في طرق وأروقة علاقاتنا.. أواصر الأخوة تئن ووشائج المحبة تشتكي.. ولكن لا مجيب! ترى ماذا سيخسر المرء عندما يرى صديقاً أو زميلاً أو أخاً متفوِّقاً أو حصل على نجاح أو حقق شرفاً ومنزلة؟ ما الذي يمنع من أن نفرح له ونهنئه؟ لماذا نجعل للحسد طريقاً إلى قلوبنا فيطمس بصائرنا؟ ليعش المسلم لنفسه وللآخرين وليكن محباً للخير زارعاً المعروف، فالحياة لن تحُسَّ فيها بطعم ما دمت لم تعرف كيف تبحر في خلجانها وترسو على شواطئها وتغوص في موانئها كي تستخرج دررها ولآلئها. أخي القارئ: ما كان هذا الزمن غريباً وعجيباً إلا عندما ابتعدنا عن كتاب ربنا ونهج نبينا صلى الله عليه وسلم ولكن ما زال الخير في هذه الأمة باقياً غير معدوم فدعني وإياك نتدارس ونتأمل هذه الرسائل القيِّمة.. رسائل قمة في البيان قمة في البلاغة.. قمة في الروعة.. رسائل خرجت من فمٍ شريف وأطلقها لسان طاهر عذب دافعه في ذلك الخير كل الخير للأمة الوسط التي هي خير أمة أخرجت للناس.. رسائل تحمل في طياتها السعادة الكبرى والراحة المثلى لبني البشر قاطبة إن تمثَّلوها وطبَّقوها واقعاً عملياً: الرسالة الأولى: وخالق الناس بخلق حسن. الرسالة الثانية: وتبسُّمك في وجه أخيك صدقة. الرسالة الثالثة: الكلمة الطيِّبة صدقة. الرسالة الرابعة: من تواضع لله رفعه. الرسالة الخامسة: ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم. الرسالة السادسة: إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة. الرسالة السابعة: إن الله رفيقٌ يحب الرفق. الرسالة الثامنة: إن الله جميلٌ يحب الجمال. الرسالة التاسعة: لا تغضبْ.. الرسالة العاشرة: تهادوا تحابوا. الرسالة الحادية عشرة: الحياء خيرٌ كله. الرسالة الثانية عشرة: لا تكذبْ ولو كنت مازحاً. الرسالة الثالثة عشرة: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. [email protected]